Foto: Kemal Softic/AP/dpa
15. أكتوبر 2022

طريق البلقان للاجئين.. رحلات طويلة وخطيرة!

منذ الصيف، تزايد عدد اللاجئين الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي عبر ما يُسمى (طريق البلقان). وعليه دقت العديد من الولايات والبلديات الاتحادية ناقوس الخطر في أيلول/ سبتمبر 2022، بسبب قلة أماكن الإيواء. من ناحية أخرى، لأن آلاف اللاجئين من أوكرانيا لا يزالون يعيشون في مساكن جماعية.

زيادة عدد طلبات اللجوء

في الواقع، تقدم عدد أكبر من الأشخاص في ألمانيا بطلبات لجوء لأول مرة في 2022 مقارنة بالعام السابق. فبين كانون الثاني/ يناير وآب/أغسطس 2022، كان هناك حوالي 115400 شخص، بزيادة 35% عن نفس الفترة من عام 2021. وبحسب Mediendienst-integration، تُظهر نظرة على البيانات المتاحة أنه يُسجل المزيد من اللاجئين القادمين عبر طرق الهروب المختلفة جنوب شرق أوروبا. ومن الواضح أيضاً أن الطرق أصبحت أكثر تعقيداً وخطورة.

شرق المتوسط

عام 2015 دخل ما يقرب من مليون لاجئ (معظمهم من السوريين والأفغان والعراقيين) من تركيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر اليونان. وبعد أن أبرمت دول الاتحاد الأوروبي اتفاقية اللاجئين مع تركيا في آذار/ مارس 2016، انخفض عدد اللاجئين الذين قدموا إلى اليونان من تركيا بشكل حاد. حتى الآن، بقيت الأعداد أقل بكثير من الأعداد في ذلك الوقت. ووفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دخل من تركيا إلى اليونان 11200 لاجئ بين كانون الثاني/ يناير، وأيلول/ سبتمبر 2022. وفي عام 2021 ككل، كان هناك ما يقرب من 9200 شخص، حوالي ربعهم من أفغانستان.

صيف 2022

هذا الصيف، زاد عدد الاشخاص الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر شرق البحر الأبيض المتوسط. فبحسب بيانات Mediendienst-integration تجاوز العدد في شهر تموز/ يوليو حاجز الـ 4000 شخص. في حين كان العدد بنفس الشهر من العام الماضي أقل من 2000 شخص. وتشير منظمات حقوق الإنسان مثل منظمة العفو الدولية إلى تزايد العنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد اللاجئين في تركيا. يحاول اللاجئون الآن الوصول إلى جزيرة قبرص. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من المهاجرين الذين يحاولون الإبحار في طريق شرق البحر الأبيض المتوسط يُقبض عليهم من قبل خفر السواحل التركي، وفي كثير من الحالات، تم رفض اللاجئين.

بلغاريا

يحاول العديد من اللاجئين الأن ايضاً الوصول إلى الاتحاد الأوروبي عبر الحدود البرية لتركيا، وهذا أمر صعب وخطير للغاية. فقد أُنشئت أسوار على طول الحدود التركية البلغارية والتركية واليونانية. كما تم توثيق العديد من عمليات الإخلاء العنيفة وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان، من قبل شرطة الحدود اليونانية والبلغارية.

قلة قليلة من الناس استطاعوا عبور الحدود التركية اليونانية بالقرب من نهر إيفروس، أقل من 5 آلاف بين كانون الثاني/ يناير وأيلول/ سبتمبر 2022. تمكن عدد أكبر من اللاجئين بشكل ملحوظ من عبور الحدود التركية البلغارية إلى الاتحاد الأوروبي، فبين كانون الثاني/ يناير وآب/أغسطس كان هناك حوالي 10 آلاف شخص. ما يزيد عن نصفهم من أفغانستان، وحوالي 35% من سوريا. ويُرجّح أن الأسباب وراء ذلك الظروف المعيشية الصعبة في تركيا.

صربيا

يواصل اللاجئون الذين يصلون إلى البر اليوناني أو إلى بلغاريا السفر عبر أحد الطرق العديدة التي عبر شبه جزيرة البلقان، وعادة عبر صربيا. فبحسب Mediendienst-integration تم تسجيل اللاجئين الأفغان والسوريين على وجه الخصوص على هذا الطريق، وتبلغ حصتهم 29 و14% على التوالي. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يسافر غالبية اللاجئين عبر مقدونيا الشمالية. وسجلت المفوضية حوالي 12500 عابر للحدود بين كانون الثاني/ يناير و تموز/ يوليو 2022.

عدد قليل من اللاجئين يبقون في صربيا لفترة طويلة، وفقاً للمفوضية، في آب/ أغسطس 2022، كان هناك حوالي 8000 شخص، 2000 منهم يعيشون بمخيمات وملاجئ بدائية قرب حدود الاتحاد الأوروبي. ويحاول معظم اللاجئين السفر مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي إما إلى المجر أو إلى كرواتيا. لكن في كثير من الأحيان، يتم رفضهم، ففي عام 2021 بأكمله، تم توثيق حوالي 71 ألف ترحيل أو ارجاع على الحدود الصربية المجرية وحدها.

لا تتم عمليات الإخلاء العنيف على الحدود الصربية المجرية فحسب، بل أيضاً على على الحدود مع كرواتيا. حيث يحاول العديد من اللاجئين الوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي كرواتيا أو سلوفينيا عبر البوسنة والهرسك. هنا أيضاً لوحظ العديد من حالات الرفض العنيفة.