Bild: Ist-doch-ehrensache.org
7. أبريل 2022

ما هي فوائد التطوع في ألمانيا؟

العمل التطوعي ظاهرة واسعة النطاق لها آثار كبيرة على المجتمع. تعمل المنظمات في مجالات مختلفة منها: الخدمات الاجتماعية والصحية، وتعليم الشباب، وعمليات الإنقاذ، والخدمات الثقافية والترفيهية والدينية والعديد من الخدمات الأخرى المماثلة. إنه نشاط مرغوب فيه للغاية وله مكانة خاصة بالمجتمع الألماني، والأشخاص المستعدون للعمل التطوعي يساهمون بشكل كبير في رفاههم الاقتصادي؛ كما أن وجود هؤلاء الناس يجعلون المجتمع أفضل اجتماعياً واقتصادياً.

عادة ليس للعمل التطوّعي أي فائدة مالية لكنّه يخلق إحساساً بالقيمة والاحترام، وعندما يقوم المرء بعمل تطوعي؛ يعطي لنفسه وللآخرين درساً بأن المال ليس كل شيء وأن الحياة ليست عملاً أنانياً بلا هدف. فوائد التطوع تتعلّق بالمتطوع أكثر من أي شخص آخر، لأنه بالإضافة إلى مساعدة بعضنا البعض، يمكن للفرد اكتساب مهارات جديدة واكتشاف المواهب الكامنة لديه، كما يمكنه مقابلة المزيد من الأشخاص والتواصل وتوسيع نطاق حياته أيضاً.

التطوع في ألمانيا

يُعتبر العمل التطوعي في ألمانيا كنشاط إنساني وخيري وله مكانة خاصة جداً في المجتمع. كما تقدّم حكومات الولايات في ألمانيا شكراً للمتطوعين وتزودهم بالبطاقات التي تتيح لهم فرصة الاستمتاع ببعض الخدمات الثقافية للمدينة، مثل دور السينما والمسارح مجاناً.

مدير مشروع “Ist Doch Ehrensache” سعيد دستمالجيان، الذي هاجر إلى ألمانيا عندما كان في الثالثة عشرة من عمره عام (1983) ويعيش فيها منذ حوالي 39 عاماً. درس في مجالين من مجالات التصميم والاتصال، بالإضافة إلى التدريب وقام بتصميم وتنفيذ مشاريع مختلفة بمختلف أنحاء العالم لسنوات عديدة. كما عُرض أحد مشاريعه عام 2015 بعنوان “متحف السلام” في إيران، و قام بتصميم وتنفيذ أكثر من 70 مشروعاً (ورش تدريبية متنوعة) حتى الآن. وهنا حوار حول مشروعه

– متى بدأ مشروع ” Ist Doch Ehrensache”؟

صُمّم هذا المشروع عام 2018 وبدأ بعد ذلك بعام، ومنذ بداية 2020 تلقينا دعماً مالياً من مكتب الهجرة واللجوء لمدة ثلاث سنوات حتى نتمكن من التحرك في أفضل اتّجاه نحو هدفنا.

ما هو الغرض من المشروع؟

ننظم ورش عمل بهدف تمكين الشباب وتأهيلهم لفهم قدراتهم ورغباتهم بشكل أفضل وأكثر سهولة. لسوء الحظ؛ العديد من الشباب، وخاصة أولئك الذين يهاجرون إلى ألمانيا في سن مبكرة، نسوا قدراتهم وإبداعهم لأنهم شاركوا بالعديد من القضايا والمشاكل في المنزل. نعلّم هؤلاء أن يجدوا أنفسهم مرة أخرى من خلال الدورات وورش العمل. وهدفنا التالي هو تقديم العمل التطوعي لهؤلاء الأشخاص؛ لأن العمل التطوعي يؤدي لنمو الأفراد وازدهارهم، ولكنه كذلك يوسع نطاق اتصالاتهم، وهذا له تأثير إيجابي للغاية على المجتمع ككل.

ما هي الخطوة الأولى في ورش العمل الخاصة بك؟

العمل التطوعي في ألمانيا يتمّ بشكل منهجي وهادف، وكخطوة أولى نشرح للناس هذا النظام ونطلعهم على الفوائد العالية لهذا العمل. في الخطوة التالية؛ نعلمهم حتى يتمكنوا من معرفة ما يهمّهم في العمل، وفي هذه المرحلة نقدم جمعيات مختلفة لهؤلاء الأشخاص للقيام بعمل تطوعي.

ما هو الدافع الرئيسي لهؤلاء الشباب للقيام بعمل تطوعي؟

بصراحة، من الصعب جداً العمل مع الشباب؛ حين نقول في مكان ما أن لدينا ورشة عمل، لن يشارك أحد. لهذا السبب لدينا العديد من الشركاء. في هامبورغ، على سبيل المثال، توجد فصول تدريب للشباب ذوي الخلفية المهاجرة والتي يجب على الجميع حضورها. وبالتنسيق مع تلك المراكز، نعقد ورشة عمل يشارك فيها الجميع عن غير قصد. من الطبيعي أن كثيراً منهم في البداية لا يبدي اهتماماً بل ويسألون لماذا نشارك بعمل تطوعي؟ ولكن عندما يتعلق الأمر بفوائدها، يهتم الكثيرون بالتطوع. بالطبع، نحن نفهم هذا أيضًا، لأن العديد من اللاجئين مرّوا بماضٍ صعب، وبعضهم هنا دون أهلهم، والتطوع أحياناً يزيد الضغط عليهم.

في الحديث عن فوائد التطوّع، ما هي؟

يمكن للشخص تقوية وتوسيع التواصل عن طريق التطوع. كثير من هؤلاء الشباب يعيشون بمفردهم في ألمانيا. لذا فإن توسيع نطاق اتصالاتهم يمكن أن يكون فعّالاً للغاية لإيجاد الطريق الصحيح في حياتهم. كما أن وحدتهم تجعلهم دائماً يبحثون عن لغتهم الخاصة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التأخّر بتعلّم اللغة الألمانية. نتيجة لذلك، سيواجه هؤلاء الأشخاص مشاكل بالتواصل مع المجتمع. في بعض الحالات؛ من الممكن أيضاً لهؤلاء الأشخاص كسب مبلغ صغير من المال عبر التطوع.

ويُعتبر التطوع خطوة إيجابية إلى الأمام بالنسبة للشباب. لأنهم مجبرون على مغادرة المنزل مرة واحدة على الأقل في الأسبوع أو في الشهر والاندماج بالمجتمع وهذا يسهل اندماجهم. إن مقابلة أشخاص مختلفين وتوسيع نطاق التواصل يمكن أن يغير مجرى حياة الشخص. على سبيل المثال؛ يمكن لهؤلاء الأشخاص مساعدته في الحياة اليومية، مثل العثور على منزل أو وظيفة في المستقبل.

ما هي نصيحتك لمن يريد التطوع؟

إن هدف أكثر من 90٪ من الأشخاص الذين يقومون بعمل تطوعي، بالإضافة إلى التمتع بالفوائد العالية لهذا العمل، هو الوصول إلى مشاعرهم الداخلية. لذلك يتطوع الكثير من الناس لتلقي طاقة إيجابية. هناك أكثر من 60٪ من رجال الإطفاء في ألمانيا متطوعون! بعضهم دخل هذا المجال ليحقق حلم طفولته، وآخرون فعلوا ذلك بدافع الإنسانية. بشكل عام، أهداف التطوع مختلفة. بادئ ذي بدء، إذا كان الشخص مجبراً على التطوّع، فإنه لن ينجح على الإطلاق؛ لأن العمل التطوّعي يجب أن يكون نابعاً من القلب.

كيف يمكن التسجيل في ورش العمل؟

يمكن التسجيل في ورش العمل على البريد الإلكتروني التالي:
post@ist-doch-ehrensache.org

  • أعدها للعربية: هيفاء عطفة