Photo: Andreas Gora-EPD
5. مايو 2021

ارتفاع الجرائم بدوافع سياسية ووزير الداخلية الاتحادي قلق!

كان هناك العديد من الهجمات اليمينية والعنصرية في برلين وبراندنبورغ و6 ولايات اتحادية أخرى العام الماضي رغم قيود كورونا! ووفقًا لجمعية “Opferperspektiven”، كان ثلاثة أشخاص على الأقل ضحايا عنف اليمين كل يوم!

خُمس المتضررين من جرائم العنصرية أطفال!

تشكو مراكز تقديم المشورة لضحايا العنف اليميني والعنصري ومعاداة السامية، من استمرار ارتفاع مستوى العنف. إذ أحصي العام الماضي في 8 ولايات اتحادية، بما في ذلك برلين وبراندنبورغ، 1322 هجومًا يمينيًا وعنصريًا رغم فرض قيود كورونا، حسب ما قالته أمس، المديرة الإدارية لجمعية براندنبورغ لمنظور الضحايا، جوديث بوراث. ويشير الرقم إلى وقوع يقع ثلاثة إلى أربعة أشخاص ضحايا للعنف اليميني كل يوم في ألمانيا. من بين 1922 متضررًا بشكل مباشر من الجرائم، كان خُمسهم تقريبًا من الأطفال والمراهقين (339).

كما تحدث باحثو التطرف مثل فلوريان هارتلب عن “تطور مقلق” بالاعتداءات اليمينية، فبعض رؤساء البلديات على سبيل المثال، لم يعودوا يجرؤون على أداء وظائفهم لأنهم ببساطة كانوا يخشون المتطرفين اليمينيين.

عام 2020: 11 قتيلاً في أعمال عنف يمينية!

قُتل 11 شخصًا في أعمال عنف يمينية عام 2020، من بينهم تسعة ضحايا للهجوم الإرهابي اليميني بمدينة هاناو في فبراير 2020. توفي شخصان في كل من ساكسونيا وتورينغن نتيجة للعنف ضد المثليين! وسجلت مراكز المشورة حوالي ثلثي جميع الهجمات (809 حالة) بدوافع عنصرية. وغالبًا كانت الاعتداءات من نصيب الأشخاص الذين لديهم خلفية هجرة والألمان أصحاب البشرة الداكنة. كما كانت هناك زيادة حادة في العنصرية ضد الآسيويين!

وكان هناك 237 اعتداء على المعارضين السياسيين. وانتقدت جوديث بوراث، استمرار التناقض بين عدد أجهزة الدولة والسلطات وعدد مراكز الاستشارة. إذ لا تزال العديد من الأعمال العدائية اليمينية غير مسجلة لدى الشرطة والقضاء وتصنف على أنها جرائم بسيطة! وتوجد مراكز تقديم المشورة لضحايا اليمين المتطرف حاليًا في خمس ولايات ألمانية.

زيهوفر: الوضع “مقلق للغاية”

 المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية (BKA) أحصى مستوى مرتفع من الجرائم ذات الدوافع السياسية العام الماضي، إذ ارتفع العدد العام الماضي بنسبة 8.54% مقارنة بالعام 2019 ليبلغ 44 ألف و692 جريمة جنائية بدافع سياسي! وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر اعتبر أن الوضع كان “مقلق للغاية” لأنه كان يعزز الاتجاه السائد خلال السنوات القليلة الماضية!

وأكد زيهوفر أمس أن المتطرفين اليمينيين لا يزالون يشكلون الخطر الأكبر في البلاد. إذ كانت معظم الجرائم، أي أكثر من 23600 جريمة، بدوافع يمينية! هذا الرقم أكثر من ضعف عدد الجرائم التي يرتكبها الطيف اليساري المتطرف! ومع ذلك: ارتفع عدد أعمال العنف، بما في ذلك الإصابات الجسدية بشكل حاد على يد أتباع اليسار المتطرف، ووصل نسبة 45% من الجرائم.

لكن الملفت للنظر في الإحصائيات، تلك الجرائم التي ارتكبت أثناء التظاهرات ضد إجراءات كورونا، والتي وقعت غالبًا ضد الشرطة والصحفيين! ففي عام 2020، كان هناك أكثر من 8600 جريمة لا يمكن تصنيفها سياسيًا! فأكثر من 3500 جريمة تتعلق بقيود كورونا ورفضها، وبلغت نسبة جرائم العنف جراء ذلك نحو 13.4%.

تقسيم المجتمع

الباحث بشؤون التطرف اليميني فلوريان هارتلب، قال إن الانقسام الذي يشهده المجتمع الألماني ظهر بعد أزمة اللاجئين عام 2015. حتى المستشارة أنجيلا ميركل اعترفت آنذاك بأن جزءًا من المجتمع أصبح منفصلاً جراء سياسات اللجوء! ولا يزال من الممكن الشعور بالعواقب حتى اليوم. والنتيجة الآن هي مجتمع تتناسى مجموعاته المختلفة بشكل متزايد كيفية التواصل بسلام مع بعضها البعض حسب هارتلب.

قد يهدأ الوضع إلى حد ما على الأقل إذا أمكن السيطرة على الوباء، لكن بعد كورونا، يجب على المجتمع المدني إيجاد طريقة للنمو معًا مرة أخرى. ففي ضوء حقيقة أن عدد الجرائم ذات الدوافع السياسية في تزايد منذ 20 عامًا، يرى هارتلب أنه لا ينبغي الاستخفاف بهذه المسألة، فالمجتمع يواجه استعراضًا حقيقيًا للقوة!