Bild: CanvaPro
26. أبريل 2024

آثار إغلاق المدارس على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين خلال جائحة كورونا

تأثرت الصحة النفسية للأطفال والمراهقين بشكل لافت بفعل جائحة كوفيد-19، إذ تعرض الآلاف منهم لتحديات نفسية صعبة، تراوحت بين القلق والاكتئاب والعزلة. ورغم عدم وجود أرقام دقيقة بشأن عدد المتأثرين، إلا أن الطلب على العلاج النفسي لهذه الفئة قفز بنسبة 60% خلال عام واحد فقط من بداية الوباء.

الإغلاقات المدرسية والاضطرابات النفسية

أثر إغلاق المدارس خلال الجائحة بشكل كبير على آلاف الأطفال والمراهقين، الذين لا يزالون بحاجة ماسة إلى الدعم والرعاية حتى اليوم. وتشير البيانات الصادرة عن شركة التأمين الصحي DAK، والتي نقلها موقع تاغسشاو الإخباري، إلى أن الفتيات في الفئة العمرية بين 15 و17 عامًا كانوا الأكثر تأثرًا. إذ شهدت نسبة اضطرابات تناول الطعام عند هذه الفئة ارتفاعًا بنسبة 51% خلال الجائحة. ووفقًا لأستاذ علم النفس للأطفال والمراهقين في جامعة لايبزيغ، جوليان شميتز، تشير هذه الأرقام بوضوح إلى الأثر السلبي الكبير لإغلاقات المدارس على الصحة النفسية. وبحسب شميتز، وبناءً على تحليله للعديد من الدراسات الوطنية والدولية، فإن هناك علاقة واضحة لتأثير إغلاق المدارس على الأطفال: “فكلما استمرت إغلاقات المدارس لفترات أطول، زاد تأثيرها على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين”.

هل كان إغلاق المدارس ضروريًا؟

منذ بداية الجائحة، كان قرار إغلاق المدارس مثار جدل شديد. ففي أغسطس/ آب 2020، حذر المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها من اعتبار الأطفال والمراهقين “كمحركين لانتشار الوباء”. لكن سرعان ما أصبح إغلاق المدارس الخيار المفضل للحكومات المركزية والمحلية لتقليل انتشار كورونا. وفي هذا السياق، كان على جيل الأطفال والمراهقين أن يتحملوا عبء “التضحية من أجل حياة أكثر طبيعية للبالغين”. كما أشار شميتز. ورغم ذلك، كانت هناك خيارات بديلة يمكن أن تنتهجها الحكومة الألمانية، كما فعلت سويسرا على سبيل المثال. عندما طلبت من البالغين العمل من المنزل للسماح للأطفال بالذهاب إلى المدارس.

نقص في العيادات النفسية!

وتُظهر الدراسات في جامعة لايبزيغ أن أوقات الانتظار بالعيادات النفسية ارتفعت خلال الجائحة ولم تتراجع بشكل كبير حتى اليوم. في حين أن الحكومة أرادت سابقًا إنشاء المزيد من الأماكن العلاجية، إلا أنه لم يتغير الوضع بشكل كبير حتى الآن. وتظهر الدراسات أنه كلما زادت فترة الانتظار، زادت فرصة تفاقم الحالة وصعوبة علاجها لاحقًا.