Photo: Canva Pro
24. أبريل 2024

شباب ألمانيا 2024 غير راضين عن السياسة ويميلون لـ AfD!

بعد فيروس كورونا، هناك أزمات أخرى تُعكر مزاج الشباب واليافعين في الوقت الحالي. إذ تقودهم هواجسهم بتحقيق الرفاهية إلى انخفاض رضاهم عن السياسات المٌتّبعة في البلاد. بالإضافة إلى هذا أشارت دراسة “الشباب في ألمانيا 2024”. إلى أنهم يميلون بازدياد إلى حزب البديل من أجل ألمانيا والآراء التي يتبناها!

الشباب في ألمانيا 2024

ووفقاً للدراسة، فإن 22% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عاماً سيصوّتون لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا، إذا ما أُجريت انتخابات البوندستاغ الآن. وهذه النسبة تساوي ضعف العدد الذي كان عليه قبل عامين. ففي الدراسة التي أُجريت عام 2022، صوّت 9% منهم لصالح AfD، وفي العام الماضي كانت نسبة الراغبين من الشباب بالتصويت لصالح البديل من أجل ألمانيا 12%.

الدراسة حملت عنوان “الشباب في ألمانيا 2024”، وقُدّمت أمس، وأجراها الشابان سيمون شنتسر وكلاوس هورلمان، وعالم السياسة كيليان هامل. خلال الدراسة استطلع رأي أكثر من 2000 شاب. تراوحت أعمارهم بين 14 و29 عاماً في شهري كانون الثاني/ يناير، وشباط/ فبراير. حول أحزابهم المفضلة، وأكبر مخاوفهم ورضاهم عن وضعهم الشخص (الشؤون المالي، والصحة، وفرص العمل). وكذلك عن الوضع الاجتماعي (الاقتصاد، والظروف السياسية، جودة الحياة في ألمانيا). والنتيجة، مقارنةً باستطلاعات السنوات السابقة، أصبح جيل الشباب غير راضٍ بشكل كبير، خاصةً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي!

تراجع الرضا بشكل ملحوظ

بعد الآثار التي خلّفتها جائحة كورونا، تحتل المخاوف الاقتصادية والسياسية بشأن المستقبل مركز الصدارة لدى الشباب. وذلك بسبب التضخم، وارتفاع الإيجارات والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط أو الانقسام الاجتماعي كما كتب القائمان على الدراسة. واضافا “يبدو كما لو أن جائحة كورونا فد خلّفت وراءها اضطراباً في ثقة الناس بقدرتهم على التعامل مع المستقبل، وهو ما ينعكس على شكل شعور عميق ودائم بانعدام الأمن”!

وعلى الرغم من أن رضا الفرد عن وضعه المالي وفرص العمل والصحة لا يزال إيجابياً بشكل عام على مقياس من “راضٍ جداً” إلى “غير راضٍ جداً”، إلا أنه يمكن ملاحظة الانخفاض في الرضا في كل ما سبق. كما أظهرت الدراسة أن جيل الشباب غير راضٍ إلى حد ما عن التنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي والظروف السياسية في عامي 2022 و2023.

وانخفض الرضا عن الوضع السياسي بشكل ملحوظ على وجه الخصوص مرة أخرى هذا العام. كما تراجعت المخاوف بشأن تغيّر المناخ، لكنها تتزايد عندما يتعلق الأمر بقضايا مثل التضخم والاقتصاد والفقر في سن الشيخوخة!

تحول واضح في أوساط الشباب نحو اليمين

يقول هورلمان أحد القائمين على الدراسة “يمكننا الحديث عن تحول واضح نحو اليمين في أوساط الشباب، وبينما تستمر الأحزاب المشاركة في الحكومة بالتراجع، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا يحظى بشعبية خاصة”.

ووفقاً للدراسة، فإن 18% من الشباب والبالغين سيصوتون لصالح حزب الخضر، هذه النسبة كانت 27% عام 2022. وتراجع الحزب الديمقراطي الحر من 19% إلى 8% في الاستطلاع الحالي، بينما انخفضت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي من 14% إلى 12%. وبحسب الدراسة، تحسنت شعبية حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/ والاتحاد الاجتماعي المسيحي من 16% عام 2022، إلى 20% في الدراسة الحالية. فيما حصل تحالف سارا فاغنكنشت الجديد على 5%. وارتفع عدد أولئك الذين أجابوا بـ “لا أعرف” على سؤال من سيصوّتون له بشكل ملحوظ من 19% قبل عامين إلى 25% الآن.

ومن اللافت للنظر أنه على الرغم من ارتفاع معدلات التأييد لحزب البديل من أجل ألمانيا. إلا أن معظم الشباب لديهم رأي مختلف عن الحزب اليميني الشعبوي في قضية محورية للغاية. فقد وافق 13% فقط على عبارة “ألمانيا ستكون أفضل حالاً دون الاتحاد الأوروبي”، بينما عارضها 56%!

الرضا عن قبول اللاجئين في تراجع

ووفقاً لمؤلفي الدراسة، فإن الموافقة على قبول العديد من اللاجئين انخفضت بشكل حاد مقارنة بدراسة shell للشباب عام 2019. ففي ذلك الوقت كان 57% منهم يؤيدون ذلك، في حين أن النسبة في الدراسة الحالية هي 26% فقط. وكتب مؤلفو الدراسة: “من الواضح أن هناك تحولاً كبيراً في الرأي بين جيل الشباب”.

ويضيف القائمون على الدراسة، إن الاستطلاع يرسل “إشارة واضحة إلى الأحزاب الحاكمة بأنه يجب عليهم أيضاً اتّباع سياسة للهجرة واللاجئين فيما يتعلق بالجيل الشاب. تعزز مستقبلاً الإمكانات الإيجابية للهجرة في ألمانيا. وتتعامل مع المخاوف المرتبطة بها بطريقة موجهة نحو إيجاد حلول”.

حزب البديل والشباب وتيك توك!

وبالحديث عن التواصل بين الشباب والسياسيين. تشير الدراسة إلى أن أولئك الذين لا ينشطون على قنوات ومنصات التواصل الاجتماعي ذات الصلة، لا يعرفهم الشباب. ولا يتعرّفون عليهم. في الوقت الذي ينشط حزب البديل من أجل ألمانيا على منصة تيك توك منذ فترة طويلة. ولديه العديد من المتابعين هناك. ويصل الحزب إلى جيل الشباب على نطاق واسع. وينصح القائمون على الدراسة الأحزاب: “أن تحذو حذو البديل في هذا المجال”!

وأظهرت نتائج الدراسة أن غالبية المراهقين والشباب (57%) يتابعون الأخبار والسياسة على قنوات التواصل الاجتماعي. فـ 92% منهم يستخدمون واتساب بانتظام، يليه انستغرام 80%، ويوتيوب 77%. وتزداد أهمية تطبيق تيك توك، حيث يستخدمه الآن أكثر من نصف الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و29 عاماً بانتظام. بنسبة 51%، مقارنة بالنسبة السابقة التي بلغت حينها 44%.