Foto: David Lohmueller/AP/dpa
15. سبتمبر 2023

لامبيدوزا الإيطالية تعلن حالة الطوارئ.. وألمانيا تعلق القبول!

وصل عدد اللاجئين الوافدين حديثا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية إلى مستوى قياسي، ومراكز الاستقبال مكتظة. وفي الوقت نفسه، أوقفت ألمانيا القبول الطوعي للاجئين من إيطاليا!

أعلى وصول في يوم واحد!

في جزيرة لامبيدوزا، يصل عدة آلاف من لاجئي القوارب كل يوم. وفي غضون 24 ساعة، سجلت السلطات أكثر من 5000 شخص يوم الثلاثاء الماضي، وفقا لأرقام وزارة الداخلية يوم الأربعاء. وأفادت وكالة أنباء أنسا عن أكثر من 5100 شخص – أكثر من أي وقت مضى في يوم واحد. تبلغ مساحة لامبيدوزا حوالي 6500  كيلومترا مربعا، ووصف نائب رئيسة الحكومة الإيطالية من حزب ليغا اليميني الشعبوي، ماتيو سالفيني، الوضع على الجزيرة بأنه “عمل من أعمال الحرب”.

125 ألف شخص في 9 أشهر

الجزيرة الواقعة بين صقلية وشمال إفريقيا واحدة من النقاط المحورية لحركة اللاجئين إلى أوروبا لسنوات. وكان الوضع يوم الثلاثاء مربكا، ووفقا للأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية في روما، سُجل وصول نحو 124 ألف شخص إلى إيطاليا على متن قوارب منذ بداية العام الجاري. بينما شهد العام 2022 في نفس الفترة وصول 65 ألف و500 مهاجر غير شرعي على متن قوارب الموت! وإذا استمر الوضع هذه السنة على هذا الحال، فربما يتم تجاوز الرقم القياسي لسنة 2016 بحلول نهاية العام الجاري. ففي ذلك الوقت جاء 181 ألف شخص.

المناقشات بين ألمانيا وإيطاليا

من جانبها علقت برلين برنامج القبول الطوعي للاجئين من إيطاليا، كما أكدت وزارة الداخلية الاتحادية. وكانت ألمانيا وعدت باستقبال 3,500 طالب لجوء على الحدود الخارجية لأوروبا في الجنوب. وحتى الآن، نُقل 1,700 طالب لجوء عبر ما يسمى بآلية التضامن الأوروبية الطوعية، ليخضع هؤلاء لإجراءات اللجوء في ألمانيا.

ولم يعد من المخطط الآن قبول المزيد من اللاجئين، فهناك مشكلة في إعادة قبولهم وفقا لاتفاقية دبلن. والتي تنص على أنه يجب على طالبي اللجوء تقديم طلباتهم في أول دولة بالاتحاد الأوروبي تم تسجيلهم فيها، مع استثناءات قليلة. ويمكن إعادة أي لاجئ يحاول إعادة تقديم طلب اللجوء في بلد آخر من الاتحاد الأوربي، غير ذلك الذي وصل إليه أولاً.

الحل ليس على المستوى الوطني

“الهجرة مشكلة أوروبية”، هكذا كتب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني على منصة X (تويتر سابقًا). ويجب حلها بمشاركة جميع دول الاتحاد الأوروبي. كما أكدت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، أن الحلول لا يجب أن تكون على المستوى الوطني، وإنما على المستوى الأوروبي.

كذلك ترى السياسية اليسارية الألمانية كلارا بونجر أن استقبال ورعاية طالبي اللجوء هي مسؤولية أوروبية شاملة، لكن الحكومة الاتحادية تفعل العكس تماما: “هذا أمر سيء، ويظهر أن الحديث عن التضامن الأوروبي ليس سوى عبارة جوفاء”، قالت بونجر وأضافت: “لذلك ليس من قبيل المصادفة أن يصف سالفيني وصول اللاجئين بأنه عمل من أعمال الحرب”.

الوضع المستحيل!

تقع لامبيدوزا على بعد 190 كيلومترا من مدينة صفاقس الساحلية التونسية، حيث تغادر العديد من قوارب اللاجئين إلى أوروبا. مرارا وتكرارا، تقع حوادث غرق وتتسبب بمئات الوفيات. وقال رئيس بلدية لامبيدوزا، فيليبو مانينو: “من المستحيل ضمان المساعدة الكافية للمهاجرين، على الرغم من الجهود اللوجستية الهائلة”. وطالب مانينو باعتراض القوارب التي تحمل لاجئين وإحضارها إلى صقلية أو البر الرئيسي.

المصدر بتصرف