Foto: LÂLE in der IKB e.V.
12. يوليو 2023

مركز LÂLE الاستشاري يفتح أبوابه للجميع

“سترى الآن أغلى إنسان في العالم” هي عبارة مكتوبة باللغة العربية على ظهر مرآة صغيرة وأنيقة. قدّمتها لي Solveig Hussain عند زيارتي لمركز LÂLE الاستشاري. وضعتها في حقيبتي بعد أن تأملتها جيداً وشعرت بأن هذا المزيج بين العبارة والنظر إلى المرآة للوهلة الأولى قد دفعني إلى الابتسام. وأظنّ أن وقعها الجميل سيرسم البسمة على وجه كلّ من يتلقّاها أيضاً. فما بالكم إن كان من يتلقّى مثل هذه الهدية يتعرّض للعنف ويلجأ إلى المركز لطلب المساعدة. فمركز LÂLE يفتح أبوابه للجميع ويقف في وجه العنف بجميع أنواعه.

مركز LÂLE

ولأن العنف ليس ظاهرة جديدة على المجتمع الألماني ولم يكن يوماً حكراً على طرف معيّن. تأسست الجمعية متعددة الثقافات IKB eV في عام 1999 وترجع أصول منظّميها أنفسهم للمهاجرين. ويعدّ مركز LÂLE فرعاً من هذه المنظّمة. التي تتواجد في ثلاثة مواقع بـ Eimsbüttel و St. Pauli. وتقدم IKB eV الآن مجموعة واسعة من الخدمات للمهاجرين من أصول مختلفة ممن يعيشون في هامبورغ. وبحسب حسين فإن LÂLE هو مركز استشاري يختصّ بمساعدة المهاجرين واللاجئين والذين تأثروا بالعنف بشكل عام والعنف الأسري والزواج القسري من جميع الأجناس بدءاً من سن 14 عاماً”.

وما يميزهم هو أنهم فريق يمتلك بعضهم خلفية مهاجرة ويتحدثون جميعاً أكثر من لغة مع اللغة الألمانية. بالإضافة إلى وجود مترجمين متدرّبين للمساعدة. ومن بين المهام التي يعملون عليها تقديم المشورة للاجئين الذين يعيشون في مساكن اللجوء.

الدعم غير المحدود بسرية تامّة!

وتحدّثت حسين عن أن المركز يقدّم جلسات تخضع للسرية التامة. “يمكننا أيضاً تقديم المشورة دون أن يكشف المتضرّر عن هويته إذا كان يرغب في ذلك. وهذا يعني أنه لا أحد يجب أن يخبرنا باسمه. ونصيحتنا مجانية وهناك فرصة لتقديم المشورة ومرافقة ودعم الأشخاص على مدى فترة زمنية أطول اعتماداً على ما يحتاجه المتضررون”.

شبكة تعاون

كما أن المركز يرتبط بعدّة شبكات تعاون في هامبورغ. منها الشرطة، الشرطة الجنائية وقسم حماية الضحايا، المحامون والأخصائيون النفسيون. وهناك شبكة كبيرة مع مراكز استشارية أخرى للأشخاص المتضررين من العنف يعملون في مختلف المجالات كالمراكز الاستشارية للعنف الجنسي وضحايا الجريمة. وتقول حسين “إن هناك نظام مميز للغاية في هامبورغ. وهناك الكثير من التبادل والتواصل والتعاون مع المراكز الاستشارية المتخصّصة بحيث يمكننا أيضاً دعم بعضنا البعض بشكل جيد”.

ماذا يقدّم المركز؟

يقدّم المركز المساعدة لجميع الأجناس على حدّ سواء. لكنّ 90% ممن يطلبون المساعدة هم من النساء اللواتي تعرّضن للعنف الأسري أو الزواج القسري. كما أوضحت حسين وهذا ما يدفع المركز للقيام بدورات تدريبية للنساء مرتين في الأسبوع تتعلق بتقوية الذات في جميع النواحي وتمارين المساج للنساء مجاناً ويتوفر هذا الآن للرجال أيضاً مرة واحدة في الأسبوع بشارع seewartstraße في مستشفى الميناء السابق. كما يقدّمون دورات تعليم اللغة الألمانية بالإضافة للمساعدة في الدوائر الحكومية كالجوب سنتر وAusländerbehörde والمدارس وغيرها.

ما هي الجهات التي تدعم المركز؟

أوضحت حسين أن “السلطات الاجتماعية في هامبورغ هي الجهة المانحة التي تمول أجزاءً من المشروع. ويوجد هناك قسم لحماية الضحايا يتعامل أيضاً بشكل خاص مع عروض الاستشارة والمساعدة التي تستهدف الضحايا. وعندما نحتاج إلى مأوى آخر للنساء أو شيء من هذا القبيل يمكن التقدّم بطلب إلى السلطة الاجتماعية”. “بالطبع هناك دائماً مجال للتحسين لكن يمكنني القول إن الوضع جيد بالفعل”.

عقبات ومخاوف!

ومن الموضوعات الشائعة التي تثير رعباً لدى أغلب اللاجئين القادمين والتي يعود سببها إلى عدم المعرفة بالقوانين هو مكتب رعاية الشباب أو Jugendamt. ففكرة سلب الأطفال من عائلاتهم تدفعهم إلى عدم اللجوء إلى المراكز المختصّة. وقد أكّدت حسين ذلك فغالباً ما يسمع الأهل قصصاً غير صحيحة. وبالتالي يشعرون بالخوف من اللجوء إليهم. “يمكننا بالتأكيد إبلاغهم بحقوقهم وما هي الخيارات المتاحة لهم. ونوضّح لهم ماذا يفعل مكتب رعاية الشباب والاستشارات. والأهم أننا لا نتواصل مع مكتب الرعاية والشباب إلا بعد موافقة صاحب المشكلة. فنحن نساعد أيضاً في إنشاء اتصال فقط. لكننا لا نريد أن يعتمد الأشخاص الذين يأتون إلى هنا علينا وإنما عليهم أن يديروا حياتهم بشكل مستقل على المدى الطويل”.

يمكنكم معرفة المزيد حول المركز ونشاطاته من خلال موقع المركز على الإنترنيت وصفحة الإنستغرام بالإضافة إلى البروشورات التي يقدمها المركز بعدّة لغات منها اللغة العربية. كما يمكنكم التواصل عبر الخط الخاص للمساعدة في حال العنف ضد النساء.