Foto: Boris Roessler/dpa
14. مارس 2023

عدد قليل من التأشيرات لضحايا الزلزال السوريين!

عندما سُئلت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك، شرحت متفاخرة مدى سرعة عملية التأشيرة لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا. وكانت على حق على الأقل فيما يتعلق بالتنفيذ الرسمي من قبل الحكومة. ففي 13 شباط/ فبراير، تقرر إصدار تأشيرة بإجراءات مبسطة، وفي 20 شباط/ فبراير، أُصدرت أول 96 تأشيرة شينغن. وبحسب وزارة الخارجية، تُصدر يومياً حوالي 150 تأشيرة، والعدد في تزايد.

في 21 شباط/ فبراير، زارت بيربوك، ووزيرة الداخلية نانسي فيسر المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا. ومنذ ذلك الحين تم تسيير حافلة عبر القرى والمدن المتضررة بشكل خاص. إذ يمكن لضحايا الزلزال التواصل مع مزود الخدمة التابع للحكومة التركية. حيث تتم معالجة بصمات أصابع الأشخاص وطلبات التأشيرة مباشرة في الموقع ويتم نقل البيانات للسلطات الألمانية.

جواز سفر ساري المفعول وصورة بيومترية

على سبيل المثال، على الرغم من الوعود بإجراءات غير بيروقراطية، لا تزال هناك حاجة إلى جواز سفر ساري المفعول وصورة بيومترية. وهذا تتحمله تركيا وفقاً لوزارة الداخلية. لأن ذلك يسمح فقط للمواطنين الذين لديهم جواز سفر تركي بمغادرة منطقة الزلزال، ولفترة طويلة كانت هناك انتقادات بأن هذه الإجراءات لا تزال بيروقراطية للغاية. ومع ذلك أشارت وزيرة الداخلية نانسي فيزر مراراً وتكراراً إلى أنها مسؤولة عن الأمن ويجب عليها اتخاذ احتياطات السلامة. ووفقاً لموقع تاغسشاو الإخباري، أصدرت ما لا يقل عن 2300 تأشيرة شينغن صالحة لمدة 3 أشهر حتى ظهر يوم الخميس، ولكن لضحايا الزلزال الأتراك.

الوضع صعب على السوريين

بالمقابل يصعب على ضحايا الزلزال السوريين مغادرة منطقة الزلزل والتقدم بطلب للحصول على تأشيرة. لأن ألمانيا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع نظام الأسد، إذا يتعين على الناس السفر وبصعوبة إلى الأردن أو كردستان العراق، أو تركيا أو لبنان ليتمكنوا من التقدم بطلب للحصول على تأشيرة. فالسوريون الذين يعانون من عواقب سنوات الحرب بالإضافة للزلزال، فإن التأشيرة المبسطة لمدة 90 يوماً غير موجودة. وعند توجيه السؤال من قبل صحفي موقع تاغسشاو لوزارة الداخلية، بررت الأخيرة ذلك، بعدم وجود فرص لعودة السوريين.

تأشيرات مختلفة

التأشيرة هي “إجراء طارئ”، إذ عليك مغادرة ألمانيا بعد 90 يوماً. وبما أن العديد من السوريين ليس لديهم “إمكانية أساسية للعودة”، يتم إصدار تأشيرات مختلفة للأتراك عن تلك التي تصدر للسوريين، وبما أن منطقة الزلزال السورية هي أيضاً منطقة حرب، فقد يتمتع العديد من السوريين بوضع حماية أعلى من اللاجئين. هذا يعني أنه ربما يمكنهم أيضاً التقدم بطلب للحصول على اللجوء وليس مجرد طلب تأشيرة لمدة 90 يوماً. من الناحية العملية، هذا يعني أن على ضحايا الزلزال السوريين التقدم بطلب للحصول على تأشيرة دائمة لألمانيا في دولة مجاورة كجزء من لم شمل الأسرة.

درجة ثانية

وفقاً لوزارة الداخلية الاتحادية، هناك إجراءات مبسطة لهذه الحالات. ومع ذلك حتى يوم الخميس، تمكن 268 من ضحايا الزلزال السوريين فقط من الاستفادة من هذا الوضع. بالإضافة إلى لم شمل الأسرة، تشير الحكومة الاتحادية أيضاً إلى برنامج القبول الإنساني الذي سيتم بحسبه قبول ما يصل إلى 3000 سوري هذا العام. ويجب إعطاء ضحايا الزلزال أولوية.

لكن سيفينيا بورغشولت من منظمة “تبني الثورة” الألمانية غير الحكومية تنتقد أسلوب تعامل الحكومة الألمانية مع ضحايا الزلزال السوريين، وتتحدث عن “التمييز” ونظام “درجتين” عندما يتعلق الأمر بإصدار التأشيرات لضحايا الزلزال، ويبدو أن الأرقام حتى الآن تثبت صحة هذه الانتقادات. لأنه بالنسبة لضحايا الزلزال السوريين الذين لا يملكون أمتعة ولا أوراقاً، يصعب التغلب على العقبات التي تواجههم أثناء طلب التأشيرة إلى ألمانيا.