© commons.wikimedia.org
23. أغسطس 2021

هل تضع طالبان “الإسلام في أوروبا” بموقف محرج؟

حصلت أفغانستان الأسبوع الماضي وماتزال على اهتمام المجتمع الدولي بعد استيلاء طالبان على الحكم مجدداً في البلاد! كثرت المخاوف حول مصير الشعب الأفغاني، رغم مزاعم طالبان أنها ستكون أكثر براغماتية مستقبلاً، ورغبتها بالانفتاح على الآخرين. إلا أن مدير معهد اللاهوت الإسلامي في جامعة أوسنابروك، بولنت أوكار، يرى أنه من غير الممكن أن تنفذ طالبان تعهداتها الحالية بتقديم مجتمع إسلامي منفتح. ومن المؤكد أن حقوق الإنسان الأساسية سوف يتم تجاوزها! كم أنه من المحتم أن حقوق المرأة والأقليات مقيدة بشكل واضح وسيكون هناك نهج صارم للقانون الجنائي.

لا تحولات فكرية!

في لقاء لمدير معهد اللاهوت الإسلامي في جامعة أوسنابروك مع وكالة الصحافة الإنجيلية. قال أوكار إن براغماتية طالبان الحالية ليست سوى مجرد مرحلة انتقالية! وأضاف أن ما سنراه في أفغانستان سيكون ديكتاتورية لرجال الدين، ودكتاتورية إسلامية لا تبشر بالخير أبداً! كتب أوكار في أطروحته التأهيلية عن الأعراف الدينية واستقبالها في العصر الحديث، إن أيديولوجية طالبان تطورت منذ التقاء علم الدين الإسلامي بالتنوير والحداثة في القرن التاسع عشر. وكحركة مضادة لبعض النظرات النقدية على التقاليد الإسلامية، ظهرت حركات أصولية مثل حركة طالبان. يوضح أوكار أن طالبان ترغب بتطبيق الحدود والأعراف دون أي تحول فكري من العصور الوسطى إلى يومنا هذا.

الإسلام يرمز إلى العصور الوسطى!

خلال مسيرتها المخيفة، أظهرت طالبان ضرورة أهمية التفكير المستمر في الأصول والتقاليد الإسلامية! وضرورة تكييفها بشكل مبتكر بمواجهة الظروف المعيشية المتغيرة. يقول أوركان: “هذا يوضح لنا أيضًا كمسلمين في أوروبا أن المصادر والتي هي أيضًا مصادرنا، يجب أن يتم التفكير فيها بشكل أكبر”. فإذا تم فهم التقاليد بشكل ثابت، قد يؤدي ذلك إلى انحراف مطلق للدين. نتيجة للتطورات الحالية في أفغانستان، تنبأ اللاهوتي أن العدديد من الناس سينفصلون عن الإسلام، وقد يتكيف الآخرون مع الموضوع بشكل انتهازي! لكن على حد قول أوركان: “سوف يعلق في أذهان الناس أن الإسلام يرمز إلى العصور الوسطى والتخلف والعصر الحجري”.