خلال الأسابيع الماضية أنجز جميع المشاركات والمشاركين بالمدرسة الألمانية الصيفية للصحافة تقارير مكتوبة ومصورة، بشكل جماعي مرة، ومرة أخرى بشكل فردي، بهدف التعرف على قابليتهم للعمل الجماعي، وامكانياتهم الفردية.
مشاهد صادمة!
المشاركون والمشاركات وضمن تدريباتهم اليومية، زاروا منطقة التضامن في ضواحي دمشق، برفقة فريق “تضامن دوز”، حيث شاهدوا الدمار الذي خلفته همجية قوات نظام الأسد البائد. بالنسبة للبعض منهم، الذين عاشوا على بعد بضعة كيلومترات من المنطقة، كان مشهد الدمار صادمًا للغاية، خاصةً أنهم لم يزورا التضامن منذ سنوات طويلة، حتى قبل اندلاع الثورة السورية. وحده الطالب موسى، أحد المشاركين بالمدرسة الصيفية، كان معتادًا على المشهد المروع، فهو يعيش بالمنطقة، وشهد في طفولته الأحداث المروعة داخل حي التضامن، التي سبقت تهجيره مع عائلته وآلاف العائلات الأخرى عندما سيطر النظام البائد على الحي، وطرد جميع سكانه.
العودة رغم الركام ورائحة الموت!
موسى الذي عاد مع أسرته إلى الحي، رمموا منزلهم المدمر، وكانوا من أوائل الأسر التي رجعت لتسكن الحي رغم عدم توفر الخدمات الأساسية حتى الآن. موسى كان دليل زميلاته وزملائه وعرفهم على أسماء الشوارع، والأماكن التي شهدت قتالاً عنيفًا خلال السنوات الأولى من عمر الثورة السورية. كما ساهم فريق “تضامن دوز” بمساعدة المشاركات والمشاركين خلال تصوير وإعداد قصصهم التدريبية داخل الحي، ووسط أطنان من الركام.. ركام آلاف المنازل المدمرة بالكامل!
هبة، إحدى المشاركات بالمدرسة، قالت إنها لم تستطع النوم بعد زيارة حي التضامن، والكوابيس طاردتها لشدة هول مشاهد الدمار التي رأتها بأم العين لأول مرة، إضافة إلى رائحة الموت التي أحست بها، وما تزال منتشرة بالمكان حتى يومنا هذا حسب وصفها.
ما تزال حماسة المشاركات والمشاركين كما لو أنهم في أسبوعهم الأول. فمن بناء الفريق إلى النقاشات المعمقة، والعمل على بناء صحافة السلام، إلى تقنيات الكتابة وفن التحرير الصحفي وإعداد التقارير المصورة و”الريلز”، يدخل الطلاب أسبوعهم السادس المخصص للصياغة واللغة الصحفية السليمة وتجنب الأخطاء الشائعة..