Foto: Cordula Kropke
1. مايو 2024

أمل هامبورغ في سنتها الخامسة

لكلّ عمل جديد صعوباته وتحدياته وفي الوقت ذاته متعته. وحين بدأت عملي مع “أمل هامبورغ” لم أكن أعرف أنني سأتعلّم الكثير. وأن أي شيء جديد سأتعلمه سيكون رغم الخوف من الفشل ممتعاً إلى هذه الدرجة. وما يزيد من الضغط والمتعة معاً هو شعورنا بالمسؤولية تجاه القادمين الجدد، الذين يحتاجون إلى معرفة ما يدور حولهم.

ومن المواقف التي شعرت فيها بالمسؤولية الكبيرة والحماس في نفس الوقت حين طلب مني أن أجهز لفيديو يتحدّث عن بطاقة الدفع الجديدة التي فرضتها حكومة هامبورغ على اللاجئين الجدد. حينها كان علّي أن أؤمّن ضيوفاً وأقنعهم بالحديث عن تجربتهم أمام الكاميرا. رغم أنني شخصياً كنت أحتاج إلى من يقنعني، فهي أول مرة لي أمام الكاميرا أيضاً. وبعد الذهاب إلى الكامب الرئيسي أكثر من مرة والانتظار أمام الباب لعلّ أحدهم يقبل. يئست وقررت نشر سؤال على صفحة الفيسبوك ونسّقت مع أكثر من شاب أجاب على أسئلتي واتفقت مع أحدهم.

وبعد أن نسّقت مع زميلي القادم من فرانكفورت فوجئت في المساء الذي يسبق يوم التصوير باعتذار الضيف. تخيلوا معي: إنها الساعة العاشرة مساء بدون ضيف. لكنّني نجحت في إيجاد بديل بعد جهد وتوتر كبيرين. كانت تجربة لم أكن أظن أنني قادرة على القيام بها يوماً، ورغم الضغط والتوتر شعرت بمتعة كبيرة.

أمل هامبورغ الآن

ورغم أن هدف أمل هامبورغ منذ تأسيس الموقع كان متابعة الأحداث الجارية التي تمسّ القادمين الجدد والمشاركة في الفعاليات والنشاطات ونقلها بلغاتهم الأم. وتوفير معلومات تهمّهم كانت وما زالت من أولويات الموقع. إلا أننا أيضاً نطرح ونناقش قضايا مهمّة سواء من وجهة نظرنا أو من وجهة نظر متابعي صفحاتنا ومواقعنا. وهذا نابع من إيماننا بدور الصحافة القوي والمؤثّر.

ومن خلال موقعنا وصفحات الفيسبوك والانستغرام واليوتيوب ننقل ما يحدث حولنا من مآسٍ وصراعات. لكننا نحاول رسم الابتسامة أيضاً حين نعرض نجاحات حققها أبناء بلدنا وأحلام يرغب آخرون بتحقيقها.

التجديد في الشكل والمحتوى

ولأننا نعيش في عالم تنتشر فيه وسائل التواصل الحديثة، اخترنا أن نواكب الأحداث بأساليب متنوعة. وبالإضافة إلى الأخبار والمقالات المترجمة من الألمانية إلى العربية والفارسية والأوكرانية. نعرض أخبارنا بطرق متعددة منها الفيديو والبودكاست وألبومات الصور. ونحاول مواكبة آخر التطورات على الصعيد الإعلامي من خلال ورشات العمل والدورات تدريبية.

فريق متعدّد الثقافات

نحن الآن فريق متعدّد الجنسيات واللغات لكننا متفقون على أهمية الإعلام وتأثيره على حياتنا ودوره في كشف الحقيقة. ونعلم أن مهمتنا ليست سهلة، ولكنّها ليست مستحيلة أيضاً. وأن أمامنا طريقاً طويلاً ومصاعب لا بدّ من اجتيازها. لكننا سنكمل مشوارنا الذي “ابتدى” منذ خمس سنوات.