نظرة أخيرة على الكنز المنهوب في متحف MARKK هامبورغ Foto: Eman Helal
6. فبراير 2024

نظرة أخيرة على الكنز المنهوب في متحف MARKK هامبورغ

يعرض متحف MARKK هامبورغ مقتنيات الكنز المنهوب من مملكة بنين في دولة نيجيريا. يعد هذا المعرض بمثابة نظرة أخيرة على كنوز نهبت خلال فترة الاستعمار البريطاني عام 1897 وستعود أخيراً إلى مهد حضارتها. رحلة استرجاع الكنز المنهوب استمرت قرابة 120 عاماً. أمام مدخل متحف MARKK تستقبل الزوار لافتة كبيرة مكتوب عليها “بنين: التاريخ المسروق”. يستمر معرض مقتنيات مملكة بنين حتى مارس/آذار العام المقبل، بعدها من المفترض أن تسترد نيجيريا كامل القطع من هامبورغ. لتعرضها بمتحف جديد يبنى حالياً لاستقبال الكنز المنهوب. توجد جولة خاصة داخل الجناح يوم 23 مارس القادم في الواحدة ظهراً لشرح مقتنيات المعرض.

البرونزيات.. كنز بنين المنهوب

صرح المؤرخ الألماني هيرمان بارزينغر ورئيس مؤسسة التراث الثقافيPreussischer لجريدة نيويورك تايمز الأمريكية. أن البرونزيات أصبحت رمزاً مهماً للسرقة الثقافية أثناء الحقبة الاستعمارية. برونزيات بنين سرقت عام 1897 عندما قامت القوات البريطانية بنهب مملكة بنين ثم حرق ونهب القصر الملكي ونفي “الأوبا” حاكم المملكة. صادر وقتها البريطانيون جميع الكنوز الملكية وأهدوا بعضها لضباط أفراد ثم أخذوا معظمها وعُرضت للبيع بالمزاد العلني في لندن. تعد مملكة بنين أقدم مملكة في نيجيريا يرجع تاريخها لآلاف السنين، وقد أُعلنت نيجيريا جمهورية عام 1963.

_V8A9733
_V8A9741
_V8A9750
_V8A9737-2
_V8A9757
_V8A9744
_V8A9746
_V8A9749
_V8A9765
previous arrow
next arrow

كيف حصل متحف MARKK هامبورغ على مقتنيات الكنز المنهوب؟

يمتلك متحف MARKK حالياً 179 قطعة من مقتنيات برونزيات بنين. لكن إدارة المتحف لا تعرف كيف وصلت معظم المقتنيات إلى حوزتها. يوجد 30 قطعة فقط معلومة المصدر، حيث قام مدير متحف الفنون والحرف في هامبورغ (MKG) جوستوس برينكمان ببيعها إلى المتحف بين عامي 1898 و1899. وقتها اشترى برينكمان أكثر من 50 قطعة أثرية من القطع المنهوبة من بنين وذلك خلال عرض بمدينة لوبيك ثم باعهم لمتاحف مختلفة. أكثر من 1130 قطعة مخزنة أو معروضة من مقتنيات مملكة بنين تمتلكها متاحف ألمانية. وقد نهبت وسرقت 5000 قطعة من بنين تشمل منحوتات ونقوش بارزة مصنوعة من البرونز و النحاس. بالإضافة إلى أعمال مصنوعة من العاج والمرجان والخشب. حصلت متاحف ألمانيا على ثاني أكبر مجموعة من مملكة بنين على مستوى العالم.

رحلة استرجاع كنز المملكة يعود لعام 1935

ترجع رحلة استرجاع كنز بنين المنهوب إلى ما يقرب من 120 عاماً. تقدم حاكم مملكة بنين أكينزوا الثاني للمرة الأولى عام 1935 بطلب إلى سلطات الاحتلال البريطاني لاسترجاع كرسي العرش والشعارات الملكية. كان كرسي العرش وقتها يعرض بمتحف الإثنولوجيا في برلين، وقد رفض المتحف عام 1937 طلب حاكم بنين بإرجاع كرسي العرش أو حتى شرائه. لكن وافق المتحف على صنع نسخة مُقلدة للكرسي من الحديد وتحمل تكلفة تصنيعها حاكم مملكة بنين. ظل كرسي العرش في برلين حتى ديسمبر/ كانون الأول 2022 عندما قامت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربورك بتسليم 20 قطعة من مملكة بنين خلال زيارة رسمية إلى أبوجا عاصمة نيجيريا.

ألمانيا غيرت رأيها وأعادت البرونز إلى نيجيريا

بيربورك خلال زيارتها إلى نيجيريا قالت: “كان من الخطأ أخذ البرونزيات ومن الخطأ الاحتفاظ بها لمدة 120 عاماً. هذه اللحظة تاريخية بالنسبة لنا، ونحن نواجه تاريخنا الاستعماري”. وقد صاحبها خلال الزيارة وفد كبير برفقة مديري المتاحف الألمانية الخمسة التي تمتلك مقتنيات بنين. سبق ذلك قيام هامبورغ بنقل ملكية 179 قطعة من بنين إلى نيجيريا. كذلك نقل متحف Lindenmeuseum في شتوتغارت ومتحف Rautenstrauch Joest في كولونيا ملكية مقتنياتهما إلى نيجيريا.

تعد هذه الرحلة تتويجاً لسنوات من المفاوضات، وقد استضافت فيينا عام 2010 أول مجموعة حوار بين دولة نيجيريا وممثلي المتاحف الأوروبية التي لديها مقتنيات مهمة من بنين. لكن تجاهلت ألمانيا موضوع استرجاع تلك المقتنيات حتى وقت قريب. هذا التحول جاء بعد ضغط كبير حول أخلاقيات التمسك بمقتنيات مسروقة من فترات الاستعمار. تعززت تلك النظرة خلال رد الفعل العنيف ضد المشروع الثقافي Humboldt Forum في برلين بتكلفة 680 مليون يورو، الذي يعتبر بمثابة المعادل الألماني لمتحف اللوفر أو المتحف البريطاني.

وفقاً للمؤرخ بارزينغر فإن الاتفاق بين ألمانيا ونيجيريا يسمح ببقاء 168 قطعة اختارتها لجنة المتحف النيجيرية في ألمانيا، حتى يمكن عرض فن بنين للعالم. ستنقل ما يقرب من 350 قطعة برونزية أخرى كانت جزءاً من مجموعات متحف برلين إلى نيجيريا بمجرد اكتمال بناء المتحف الجديد. كذلك اتفقوا على بقاء ثلث القطع على سبيل الإعارة في برلين لمدة عشر سنوات وستعرض في Humboldt Forum.