Foto: Centra
27. يونيو 2023

دعوة للمشاركة ببرنامج “التدرب على الدعم النفسي” في هامبورغ

هل شعرتم يوماً بالعجز تجاه أنفسكم أو تجاه من تحبّون؟ هذا الشعور القاسي الذي يلازمنا منذ حططنا رحالنا هنا. تزداد الحياة ثقلاً أمام صعوبات نعيشها كلّ يوم، ونحتاج إلى يد تمتدّ لنا وتنتشلنا.

كثير منا بحث عن طبيب أو معالج نفسي لكنّنا لم نستطع لأننا لا نملك القدرة على التعبير عمّا يدور بداخلنا بلغة غريبة عنا. هذا ما فكر به القائمون على مركز Centra الذين أسسوا برنامجاً مهمّاً للتدرّب على الدعم النفسي بدأ في هامبورغ. ولأنه لاقى نجاحاً كبيراً قرّر القائمون عليه تقديم المزيد من مشاريع الدعم النفسي.

المزيد من التدريب

ولأن اللاجئين يعانون من الإجهاد ويحتاجون الدعم النفسي والاجتماعي. تقدم Centra مزيداً من التدريب لتهيئة مدرّبين ومدرّبات لمرافقتهم. وسيبدأ التدريب اعتباراً من تموز/ يوليو إلى أكتوبر 2023. وستكون المشاركة مجانية أيضاً. وستجدون مواعيد التدريب والمزيد من التفاصيل هنا.

مرافقة استشارية للاجئين

يعمل عمر عبد الله كمدرّب في الدورة التدريبية. ويرى “أن هناك نقصاً كبيراً في المجال النفسي الاجتماعي في ألمانيا وأوروبا. وأن الحاجة كبيرة لوجود أشخاص في هذا المجال؛ يستطيعون فهم العقلية العربية أو الأجنبية بشكل عام”. فالغالب هنا هو تعميم الحالة على كلّ الأشخاص الهاربين من جحيم بلادهم دون النظر إلى خصوصية كلّ شخص. وما يزيد الأمر سوءاً هو صعوبة الحصول على موعد أو مكان في مستشفى قد يصل إلى سنة أو حتى سنتين.

مشروع Centra

الهدف من المشروع بحسب عبد الله هو الرغبة في ردم الهوّة في المجتمع نتيجة النظرة الخاطئة ومحاولة العثور على حلّ لمشاكل اللغة التي لا تكفي للتعبير عن المشاعر التي نعيشها. كما أن دور المترجم في فهم الحالة وقدرته على نقلها للطبيب تلعب دوراً مهماً وخطيراً في فهم الطبيب بدوره للحالة. فأي خطأ يمكن أن يؤدّي إلى تشخيص خاطئ. ففهم الثقافة والبعد الديني ضروري جدّاً لفهم الحالة. بالإضافة إلى حقائق أخرى كالبعد الجغرافي والتربوي أيضاً. “من هنا توجّهت Centra للقيام بمشروع تهيئة أشخاص يكون لديهم أرضيّة نظرية للإرشاد النفسي أو لنظريات علم النفس. ويملكون القدرة لغوياً للتعامل مع الحالات غير الشديدة التي تحتاج إلى تدخل طبي معين”.

ما هي آراء المشاركين في البرنامج السابق؟

يجد المهندس رسلان القادم من العراق أن التدريب مزيج من المعلومات القيّمة والمرح والتواصل “لا يسعني إلا أن أنصح بالتدريب فهو مقدمة حقيقية للعمل الاجتماعي”. بينما تجد ألينا التي تعود أصولها إلى روسيا أن التدريب يساعدها كثيراً في حياتها اليومية حيث تعمل على أساس تطوعي مع لاجئين من أوكرانيا: “أستطيع أن أرى تحسناً كبيراً في التواصل ومقاومتي للتوتر وأتطلع إلى مواصلة المشاركة في التدريب”. وعبّرت كافيا الآتية من العراق عن سعادتها بالمشاركة: “هناك معلومات أعرفها لأول مرة واكتشفت أشياء كثير في داخلي عن نفسي”. كذلك الأمر بالنسبة لـ Vicky من تشيلي والتي ترى أن هذا البرنامج مهم جدًا بالنسبة لها: “إننا نتعلم الكثير عن أنفسنا وبالتالي ندعم الآخرين ليكونوا سعداء”.

أما تهاما فقد تحدّثت بحماس كبير عن أهميّة التدريب. فهي ترى أن “الموضوع مفيد على الصعيد الشخصي في البداية، فهناك نقاط كثيرة يستوضحها المرء من خلال فهم تجربته النفسية بشكل أساسي. لأن المواضيع التي نتناولها في التدريب لها منهجيّة معينة قد تبدو كمواضيع متفرّقة لكنها تصنع منهجية لقراءة واقعنا ولدواخلنا أيضاً. خاصة إذا كان الشخص ميّالاً إلى التحليل والتصحيح الذي يساعد على التدخّل بالمسارات بوعي أكبر. وسينعكس على فهمنا لدوائرنا الضيقة بدءاً من الأسرة إلى الوسط الاجتماعي الضيق ومن ثمّ إلى الكتل الكبرى والتي تعني المجتمعات التي أتينا منها أو التي نتعامل معها”.

وتعتبر تهاما أننا أصحاب تجربة يمكن أن تقترب من الموضوع الأساسي الذي يتناوله التدريب وهو الصدمة والرض النفسي. وترى الأداء حوارياً كما تجد المواضيع والشكل الذي تقدّم فيه المعرفة إيجابي أيضاً، لأنه يعمل على التفاعل لا على التلقين: “التجربة ممتعة ومثيرة وغالبا ًما يجد المرء نفسه مندفعاً لإبداء رأيه”.