Foto: Canva Pro
7. يونيو 2023

انتشار فيديوهات حول الأحجار الكريمة وتأثيرها يثير القلق!

يتزايد اهتمام الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي وبالأخص تيك توك بالأحجار الكريمة والكريستال وتأثيراتها المزعومة. يبدو الأمر للوهلة الأولى لطيفاً وغير ضار، لكنه خطير أيضاً!

موقع rbb24 نشر تقريراً عن هذه الظاهرة، وجاء في مقدمته: “خذ قليلاً من الملح و3 ملاعق صغيرة من أزهار البابونج والخزامى المجففة والحجر الأرجواني. هذه هي مكونات الجرة السحرية، وتُعرف أيضاً باسم جرّة التعويذات. هذه الجرّة من المفترض أن تؤمن لك الحماية”.

الساحرة الحديثة

وتحدث التقرير عن أجاثا باديا، والتي تعتبر نفسها مبدعة بمجال طاقة الأحجار، إذ تصنع بها أقراط أو قلادات. فعلى حافة نافذة شقتها في برلين شارلوتنبورغ، توجد قطع كبيرة من الأحجار الكريمة، بجوار الزهور المجففة أو جماجم الحيوانات أو كتب السحر!

تعتبر مهندسة البرمجيات البالغة من العمر 29 عاماً نفسها “ساحرة حديثة”، ووفقاً لتصريحاتها للموقع، بدأ اهتمامها بالكريستال والمعادن وتأثيراتها منذ عام تقريباً. الجمشت (وهو حجر كريم بنفسجي اللون) هو أحد الأشياء المفضلة لديها، فوفقاً لها “معروف بوظيفته الوقائية ويساعد في علاج القلق”.

انتشار واسع على شبكات التواصل الاجتماعي

الاهتمام والإيمان بقوة وتأثير الحجارة الكريمة لا يقتصر فقط على باديا، ففي الشبكات الاجتماعية، وخاصة تيك توك، هناك العديد من مقاطع الفيديو القصيرة تحت وسم أو هاشتاغ (#witchtok) أو (#crystaltok)، أي حول السحر والكريستال الحديث. وذكر موقع rbb24 أنه في العام الماضي وحده، حصل هاشتاغ #crystaltok على 93 مليون مشاهدة على تيك توك في ألمانيا. كما كان هناك حوالي 275 مليون مشاهدة للفيديوهات المنشورة تحت وسم #witchtok. وتحت وسم Spirituality# والتي تعني الروحانية 380 مليون مشاهدة.

ضجيج الكريستال على تيك توك

في مقاطع الفيديو المنتشرة على التيك توك، يعرض الشباب الأحجار الكريمة التي قاموا بشرائها، وكيف تمدهم بالطاقة كما يزعمون. ويدّعون أن هذه الحجارة قلبت حياتهم رأسها على عقب. فعلى سبيل المثال، شاركت مستخدمة تُدعى yassssyyy قصتها، إذ أنها فقدت أفضل صديق لها، بعد شراء حجر مولدافي، لكنها حصلت على صديق جديد. وتقول yassssyyy بثقة أمام الكاميرا: “لقد أغلق المولدافي أبواباً كان ينبغي أن تُغلق”!

الأمر لم يقتصر فقط على إنهاء العلاقات كما حدث مع yassssyyy، إذ يتم عرض أحجار ملونة صغيرة، وهي من المفترض أن تُساعد في علاج الصداع، أو تخفف من إجهاد الامتحان، والغثيان. تقول معدة التقرير: “الأشخاص الذين يؤمنون بشيء كهذا موجودون منذ فترة طويلة”. وينقل التقرير عن كاتارينا نوكون بأن وجود ذلك على الإنترنت الذي يجذب الشباب بشكل سيء، هو الجديد.

كما أن هناك دعاية لمثل هذه الأشياء. فبحسب الموقع، فإن بيا لامبرتي ألفت كتاب “الإيمان الخطير-العالم الراديكالي للفكر الباطني”. وتقول فيه “الكثير من الشباب يتعاملون مع الباطنية لأول مرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تيك توك، انستغرام، يوتيوب. وهناك مؤثرون يستغلون ذلك ويكسبون الكثير من المال من خلال هذه الأفكار، ويقدمون عروض للتدريب، كما أنهم يمتلكون متاجر خاصة لبيع هذه الأحجار”!

استغلال لأسئلة المرحلة الحرجة

توضح نوكون أن العروض الباطنية وشراء المعادن تتعلق غالباً بالتنمية الذاتية وحل المشاكل. “إذ يغري العديد من مقدمي الخدمات الباطنية الناس الباحثين عن حياة أفضل، أو حياة مختلفة. ففي بعض الأحيان لا نشعر بالراحة في حياتنا، وبعد ذلك يأتي الباطني ويعد بأننا سنجعل كل شيء أفضل وكل شيء جديد”!

حركة دينية جديدة

يصفتها مستشارة علمية في المكتب الإنجيلي المركزي لأسئلة الرؤية العالمية، تلاحظ كلوديا غيتر التي تحدث معها موقع rbb24 حركات دينية جديدة: “نرى اتجاهاً في وسائل التواصل الاجتماعي تحو شكل فردي للغاية من الممارسات الباطنية. إذ ينظر الناس إلى أنفسهم ويطرحون السؤال التالي: ما هو جيد لسلامتي العقلية؟ ويجيبون أنفسهم “بالطبع هذا يتبع الاتجاه العام نحو الفردية”.

ماذا يقول القانون!؟

وجاء في التقرير أن ألكسندر هوفمان لاحظ أيضاً أن الناس يبحثون في المقام الأول عن الحجارة التي تجعل الناس يشعرون بالرضا، كريستال من المفترض أن تساعدك على الاسترخاء، أو تجلب الحظ، أو توفر لك الشعور بالأمان. هوفمان هو المدير الإداري لـ3 متاجر لبيع الكريستال في برلين، وهو مهتم بالقوة المزعومة للمعادن منذ شبابه المبكر.

ويدعي هوفمان أنه كان لديه تجربة إيجابية عندما ساعده حجر الملكيت في التغلب على آلام الظهر في سن الـ15 سنة. لكنه يعرف أن الكريستال اليوم لا يساعده في ذلك. كما انه غير مسموح له قانونياً بالتحدث عن “أحجار علاجية”. لأن هذا من شأنه أن يعطي أملاً بالشفاء، وبالتالي ينتهك بذلك قانون الإعلان عن الأدوية.

يضيف هوفمان “إنها بالتأكيد نقطة حاسمة عندما تقدم وعوداً قوية بشأن الأحجار وتأثيراتها”. وكان هوفمان ينصح الطلاب الذي يدرسون لامتحان بعدم الاعتماد فقط على حجر الحظ”، كما يقول. وحتى إذا كنت تعاني من مشاكل صحية فلا يجب أن تعتمد على الأحجار في رأيه!