Foto: Canva Pro
22. مايو 2023

سرطان الجلد في ألمانيا من أعلى النسب عالمياً

قبل أيام أطلت علينا الشمس وارتفعت درجات الحرارة لتتجاوز العشرين درجة بقليل قبل أن تختفي مجدداً. وكالعادة تترافق الأيام المشمسة بآلاف البشر في الحدائق وتفتح محلات الآيس كريم ويستلقي الجميع على العشب الأخضر لتعويض ما خسروه من “فيتامين دال” خلال الشتاء. خرجت مع صديقة “ألمانية” إلى مطار تيمبلهوف للتنزه وقضينا عدة ساعات هناك. ومع نهاية النهار أصيبت صديقتي بحروق جلدية نتيجة التعرض للشمس لساعات قليلة دون استخدام أي واقٍ شمسي، في حين لم أصب انا بشيء سوى احمرار خجول في الوجه!

معدلات الإصابة ارتفعت أكثر من خمسة أضعاف!

عندما كنت في سوريا، لا أذكر أني أو أصدقائي استخدمنا الكريمات الواقية من الشمس أو مرطبات الجلد والزيوت وغيرها. في أقصى الحالات نرتدي “الطاقية الشمسية” وانتهى الأمر. ولكن يبدو أن مستحضرات الوقاية من الشمس هي أمر بديهي هنا. فبحسب مركز بيانات تسجيل السرطان التابع لمعهد روبرت كوخ للأبحاث، تم تشخيص حوالي 22.411 شخصاً في ألمانيا بسرطان الجلد عام 2019. كما زاد معدل الإصابة لكلا الجنسين بأكثر من خمسة أضعاف منذ السبعينيات. في المقابل، ارتفعت معدلات الوفيات بشكل طفيف فقط للرجال خلال نفس الفترة. هذه الأرقام تشمل جميع أنواع سرطان الجلد من الورم الميلانيني المنتشر السطحي والورم الميلانيني العقدي والأشكال الأخرى.

ألمانيا الثامنة عالمياً

بعد بحث مقتضب، تبين أن ثمانية بلدان من أصل العشرة الأعلى بتشخيص حالات سرطان الجلد هي دول أوروبية شمالية وذلك بحسب الصندوق العالمي لأبحاث السرطان. في ألمانيا، التي تحتل المرتبة الثامنة عالمياً، وصلت نسبة التشخيص إلى 20.5 لكل مئة ألف نسمة. في حين سجلت أستراليا أعلى نسبة عالمياً ب 36.6 لكل مئة ألف نسمة. بالطبع لا يوجد أرقام دقيقة وأبحاث كثيرة حول الأمر في البلدان العربية، ولكن إحدى الدراسات الأمريكية النادرة حول الموضوع لخصت أن نسبة الإصابة بسرطان الجلد في الشرق الأوسط وشمال إفريفيا تتراوح ما بين 0.64 و1.8 وهي نسبة ضئيلة جداً بالمقارنة بدول شمال أوروبا. لماذا هذا الفرق الشاسع على الرغم أن أشعة الشمس في البلاد العربية أكثر حدة منها في أوروبا الشمالية خصوصاً بالإضافة إلى سطوع الشمس لأوقات أطول خلال العام؟

أسباب الإصابة

يتطور سرطان الجلد عندما تبدأ الخلايا الصباغية (الخلايا التي تعطي الجلد لونه) في النمو خارج نطاق السيطرة. يعتبر التعرض للأشعة فوق البنفسجية المنبعثة بشكل طبيعي من الشمس أو من مصادر اصطناعية مثل أجهزة السولاريوم (أسرة الاسمرار) السبب الرئيسي لأورام الجلد. يلعب النمط الظاهري للجلد دوراً مهماً أيضاً، فالأشخاص ذوي البشرة الفاتحة معرضون لمخاطر أعلى للإصابة بسرطان الجلد. قد يفسر ذلك النسب العالية في شمال أوروبا مقارنة بدول حوض الأبيض المتوسط. بحسب دراسة استقصائية جديدة للأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية، هناك حوالي 7 مليون و304 آلاف شخص مصاب بأحد أنواع سرطان الجلد في أوروبا. كما أنه في مقال نشرته مؤسسة أمراض السرطان، تم الإشارة إلى أن الملابس التي تكشف أجزاء واسعة من الجلد قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.

كيف تحمي نفسك؟

مع بدء فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة والتعرض الأطول لأشعة الشمس، إليكم بعض النصائح التي قدمتها جمعية السرطان الألمانية للحماية والوقاية من سرطان الجلد:

1. امنح بشرتك وقتًا لتعتاد ببطء على الشمس.
2. توفر الملابس أفضل حماية ضد الأشعة فوق البنفسجية. تحمي القبعة والنظارات الشمسية المناطق الحساسة من فروة الرأس والعينين.
3. يجب وضع واقي شمسي مع عامل حماية كافٍ قبل التعرض لأشعة الشمس على جميع مناطق الجلد غير المحمية.
4. يُنصح باستخدام واقي الشمس المضاد للماء، فالاستحمام والتعرق يقلل من الوظيفة الوقائية للمستحضر.
5. عدم تعريض الأطفال الرضع والأطفال الصغار لأشعة الشمس الحارقة. يجب أن يرتدي الأطفال ملابس تغطي الجلد في ضوء الشمس القوي.

تهدف تدابير الوقاية إلى الكشف المبكر عن سرطان الجلد. يجب اكتشاف التغيرات الواضحة في الجلد قبل أن تشكل خطراً، فكلما تم اكتشاف سرطان الجلد مبكرًا، كانت فرص الشفاء أفضل. لذلك احموا أنفسكم هذا الصيف وتذكروا أن يورو وقاية خير من قنطار علاج!