ما إن تصلون إلى قاعة المكتبة الخاصة بأدب المنافي والتي تقع في المبنى القديم لمكتبة جامعة هامبورغ حتى يباغتكم الحنين وتعبق في أنوفكم رائحة ورق لكتب قديمة وحديثة تراصفت على رفوف المكتبة وجمع بينها ألم المنفى والغربة القسرية. وليكتمل المشهد توزّع الحضور على كراسٍ بعضها مصنوع من الجلد القديم لتستضيف جلسة حواريّة حول المنفى والانتماء ضمن فعّاليات “أيام المنفى في هامبورغ” والتي تقام بمبادرة من مؤسسة Körber.
الضيوف المشاركون
لم يكن عنوان الجلسة ما جمع المشاركات فحسب، بل كانت لكلّ من الضيفتين روزا ياسين حسن وبريجيت ويهي تجربة حقيقية مع المنفى والغربة القسرية. فروزا ياسين حسن كاتبة وروائية سورية تقيم في ألمانيا منذ عدّة سنوات، ولها عدّة مؤلّفات منها “نيغاتيف، بروفا، الذين مسّهم السحر وبحثاً عن كرة الصوف” بالإضافة إلى العديد من المقالات.
أما بريجيت ويهي فهي ألمانية الأصل. عاشت طفولتها وشبابها في أفريقيا. وعادت إلى أوروبا بعد تخرجها من المدرسة الثانوية. ثمّ أكملت دراستها للغة الألمانية والتاريخ وتحولت إلى الفن. وتمكنت من الجمع بين الأسلوب الهزلي الأوروبي الرائد مع لغة التصميم الأفريقية وبرعت في مجال القصص المصوّرة. بينما تشاركت كلا المحاورتين دويرتي بيشوف وبوركو دوغرامجي الاهتمام بقضايا الهجرة والمنفى. وهذا أعطى الجلسة طابعاً خاصاً.
بوح وقراءات
بعد المقدّمة التي تحدّثت فيها الدكتورة والباحثة بيشوف عن أهمية المكان التي أقيمت فيه الجلسة. بدأت الكاتبة السورية روزا ياسين حسن بقراءة مقطع من رسالتها للكاتبة حنا أرندت باللغة العربية. وتركت سيباستيان ليقرأ النصّ المترجم إلى اللغة الألمانية بالإضافة إلى قراءة مقطع من روايتها الأخيرة “بحثاً عن كرة الصوف”. في كلا النصّين عبّرت حسن عن رؤيتها لمفهوم المنفى وموقفها منه.
بينما قامت ويهي بعرض قصّة مصوّرة تصف فيها معاناة الهجرة القسرية خوفاً وتجربة المنفى على شاشة التلفاز. ثم حاورتها الأستاذة وبوركو دوغرامجي عن تجربتها الشخصية مع المنفى والانتماء.
ماذا بعد؟.. العروض القادمة
في 19 أبريل الساعة 7 مساءً ستكونون على موعد مع قراءة من مختارات سمعنا الذئاب” التحول إلى اليمين والهروب للشاعر والفنان المسرحي Zmicier Vishniou من بيلاروسيا. وحوار حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها ضد التحوّل إلى اليمين في أوروبا. العنوان: Bürgerhaus Stellingen Spannskamp 43 22527 Hamburg-Stellingen
وفي 20 أبريل الساعة 7 مساءً سيكون هناك حفلة موسيقية بعنوان “ما هو المنزل وأين هو المنزل؟”. يصطحب فيها الملحن نيكوس تيتوكيس وعازفة الكلارينيت سامانثا رايت الجمهور في رحلة موسيقية إلى العالم العاطفي للأشخاص في المنفى. العنوان: Barrierefreier Zugang KörberHaus Holzhude 1 21029 Hamburg-Bergedorf.
حين تكون الموسيقى والكاميرا في خدمة الإنسانية
أما في 21 أبريل الساعة 7 مساءً فيمكنكم حضور الفيلم الوثائقي “غير مرئي”. وهو مشروع فيلم متعدد الثقافات يمنح الأشخاص الملونين والمهاجرين من بيئات العمل والمعيشة وجهاً خارج التصور العام ويقدم لهم منتدى. برفقة فريق أفلام محترف ومجهز بكاميرات. العنوان: Afrotopia Biedermannplatz 19 22083 Hamburg-Barmbek-Süd
الحفل الموسيقي “اسمعوا مرتين: لا تخافوا من مهدي جلالي” في 24 أبريل الساعة 7 مساءً. للملحن الإيراني مهدي جلالي الذي يعدّ من رواد المشهد الموسيقي الإيراني المعاصر. والذي تعكس موسيقاه دائما المظالم السياسية والاجتماعية في وطنه. بمناسبة الاحتجاجات في إيران المستمرة منذ سبتمبر 2022 ألف جلالي عملاً عن موضوع المنفى. سيعرض لأول مرة في منتدى Körber. العنوان: Barrierefreier Zugang Körber Forum Kehrwieder 12 20457 Hamburg-HafenCity
