Foto: Eman Helal
11. نوفمبر 2022

جولة داخل سفينة “سي واتش” الخامسة

في عطلة نهاية الأسبوع الفائتة افتتح يوم السفن في مدينة هامبورغ. وأتيحت للزوار فرصة مشاهدة سفينة الإنقاذ البحرية “سي واتش” الخامسة والجديدة. وقدم خلال يومين فعاليات متنوعة من عروض أفلام وحفلة موسيقية وكذلك زيارات إرشادية داخل السفينة.

أجواء الافتتاح

ازدحمت طوابير كبيرة تعج بالناس أمام السفينة. وبسبب العدد الكبير المتواجد كان لا بد لبعض الزيارات داخل السفينة أن تتأجل أو تلغى. وقد استطاع مع ذلك الكثير من الزوار رؤية السفينة من الداخل. والتعرف على الغرف والخدمات التي تقدمها المنظمة للاجئين وكذلك التعرف على القصص التي عاشوها مع سفن سي واتش السابقة وتاريخ عملهم.

أما أمام السفينة فقد عرضت أكشاك المعلومات التي تتحدث عن المنظمة والعاملين فيها. وعرضت صور وقمصان للبيع. وبذلك أتيح للزوار والمتبرعين التعرف على الجانب الخلفي للسفينة بشكل أقرب. وعرض الفيلم القصير „seabird” وتلاه مناقشات عنه وكان تأثر الزوار بالتحديات التي تعاني منها المنظمة من خذلان سياسي دولي وتحديات البحر واضحاً. وفي نهاية الافتتاح كانت هناك حفلة موسيقية. وسنحت للزوار فرصة التمتع بالأجواء الموسيقية وكذلك التعرف أكثر على طاقم العمل والحديث معهم.

سفينة سي واتش الخامسة

السفينة كلّفت مبلغاً إجمالياً قدره ٤,٥ ملايين يورو. وكان مصدر دخلها هو التبرعات والداعمون لها بشكل شهري. ولأن هذه السفينة هي الخامسة فإن فريق العمل والمسؤولين عن سفن سي واتش استفادوا من تجاربهم السابقة في بناء وتعديل السفينة الجديدة. فهي تعتبر من أكبر السفن حجماً وعلوّاً. وسبب عُلوها  سمح بتوسيع مجال الرؤية لدى قبطان السفينة. عدا عن تركيب رادارين أكثر فعاليّة من سابقيهما في قدرتهما على تحسس النجدة من مسافات كبيرة. وعلى السفينة يتواجد قاربان صغيران سريعان ينطلقان للتأكد من إشارات الرادار.

ورغم أن السفينة تستوعب ٥٠٠٠ شخص، إلا أنها يمكن أن تستوعب عدداً أكبر وفق الحاجة. فخارج السفينة سيكون مركزاً لاستقبال اللاجئين، كما استطاعوا إنشاء مستشفى صغير داخل السفينة. يتكوّن من غرف مجهّزة بأسرّة لمعالجتهم. وكذلك سيكون على متن السفينة أخصائيون نفسيون لمعالجة الحالات المتأزمة، كون السفينة ترسو أحيانا لأوقات طويلة على شواطئ المدن حتى حصولهم على تصريح الدخول. وكذلك يتواجد داخل السفينة غرف للعاملين والمنقذين ومطابخ حيث يُطبخ ٨٠  كغ من الأرز  يومياً أثناء المهمة.

تاريخ وتحديات

انطلقت أول مهمة إنقاذ لسفينة سي واتش عام ١٠١٥ واستطاعت أن تقوم بـ ٤٥ مهمة تمكنت خلالها من إنقاذ آلاف الأشخاص ونقلهم إلى بر الأمان. وبالتأكيد واجهت هذه السفن كثيراً من التحديات السياسية. كان آخرها حصار سفينة سي واتش الثالثة من قبل الحكومة الإيطالية بسبب حمل السفينة لعددٍ كبيرٍ من الأشخاص. فإيطاليا بنظامها اليميني الحالي والحكومة غير المرحبة باللاجئين قد تعرقل مهامهم القادمة بشكل كبير. أما سفينة سي واتش الرابعة فقدّمت لمنظمة SOS Humanity التي بدورها انطلقت في أغسطس عام ٢٠٢٠ بأول رحلة لها وأنقذت ٤١٥ شخصاً. كذلك تمتلك المنظمة طائرتين للإنقاذ تدعيان „Seabird 1-2” لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان والإبلاغ عن حالات الطوارئ لمراكز تنسيق الإنقاذ والسفن.

إعداد: Shereen Sayda

, amalhamburg