Image by Bokskapet from Pixabay
15. أغسطس 2022

الحكمة والعلاج في ألمانيا.. مزايا وعيوب وانتظار طويل!

يعاني عدد كبير من المرضى في ألمانيا من طول مدة تماثلهم للشفاء، بسبب الروتين السائد بالنظام الصحي! فقد ينتظروا قرابة شهرين ليحصلوا على موعد في عيادة أو مشفى! فأخذ صورة شعاعية أو اجراء تحليل مخبري قد يستغرق 60 يوم وأكثر أحيانًا! يعاني المريض خلالها من مشقة الألم وعناء السهر.

روتين مستفحل

يعاني عدنان محمود وهو لاجئ سوري من ألم شديد بكتفه الأيمن منذ قرابة ثلاثة أشهر، ولم يجد العلاج اللازم الذي يخفف عنه الألم، رغم ذهابه مراراً وتكراراً إلى عيادات كثيرة، أكد قائلاً: “يحتاج المرء في ألمانيا إلى صبر وقوة جَلد كبيرين أثناء تلقيه العلاج، لكثرة الروتين الموجود لدى المؤسسات الطبية! فمثلاً أثناء مرضي راجعت عيادة العظمية فحصلت على موعد بعد شهر ونصف تقريباً”!

معاناة مع المرض

ويضيف عدنان قائلاً: “لم تقر عيني ولم أعرف النوم مدة ثلاثة شهور، من كثرة الألم الذي كان يصيبني بين الفينة والأخرى! واضطررت للذهاب إلى قسم الإسعاف في مشفى المدينة أكثر من مرة جراء الألم الشديد، وتم فحصي بالمشفى وأجريت لي الصور الشعاعية والتحاليل اللازمة، تبين أن لدي تكلس في مفصل الكتف الأيمن، وتم اعطائي تحويلة إلى الدكتور المختص وتخريجي على الفور رغم ألمي الشديد الذي كنت أعانيه! وبعد شهر ونصف من المعاناة مع المرض تم فحصني طبيب العظمية وأعطاني دواءً مسكناً، وتحويلة للذهاب إلى عيادة الرنين المغناطيسي، لأخذ صور شعاعية أكثر دقة، فاتصلت فوراً بعيادة الرنين لأخذ موعد، وتفاجأت أنهم أعطوني موعد بعد شهر ونصف، شرحت للموظفة أني لا استطيع تحمل الألم فكان جوابها اما الانتظار لهذا الموعد أو الذهاب إلى عيادة رنين أخرى، اتصلت بعيادة رنين أخرى فما كان منهم إلا أن أعطوني موعد أبعد، ولازلت أعاني من المرض وانتظر حالياً الموعد الجديد”.

خدمات جليلة

في الجانب المقابل يرى العديد من القادمين الجدد أن العلاج في ألمانيا لديه مزايا كثيرة لا توجد في بلدانهم! ومن هذه الميزات على سبيل المثال بطاقة التأمين الصحي التي تسهّل على الفرد مشقة دفع الحساب اللازم. يقول رافد البغداوي إن البطاقة تيسّر للمريض أمور عديدة منها تسهيل زيارته للطبيب أو المشفى في كل زمان ومكان دون التفكير بهم الفواتير. وهي ميزة كبيرة لا تتواجد في بلده، فقد يضطر المريض هناك لتأجيل ذهابه إلى المشفى أو العيادة رغم حالته الحرجة لعدم وجود المال اللازم للعلاج.

ويضيف البغداوي: “يحصل المرضى على عناية طبية كبيرة في المشافي هنا، فعلى سبيل المثال كان لدي وجع بالبطن وتم تحويلي إلى مشفى المدينة لإجراء الفحوصات اللازمة، فما كان من الطاقم الطبي إلا أن أجروا لي التحاليل والصورة الشعاعية الضرورية، وبقيت بالمشفى مدة أسبوع، لم أشعر بطول المدة إلى أن تماثلت للشفاء، فالكادر الطبي تعامل معي بمنتهى التقدير والاحترام”.

ضغط كبير

الأخصائية النسائية في مشفى نوردهايم الدكتورة (م.ع) أكّدت أن فترة الانتظار الطويلة لأخذ موعد التي يعاني منها كُثر تعود لزيادة أعداد المرضى! كما أن قلة العيادات وصعوبة افتتاح عيادات جديدة، شكّل عامل ضغط كبير.

اختلاف الوسائل والطرق

وحول جانب طول فترة علاج المريض أوضحت الطبيبة قائلة: “تختلف وسائل وطرق العلاج في ألمانيا عن بلداننا، فالشخص عندنا ما إن يشعر بالألم يأخذ كميات متنوعة وكثيرة من الأدوية، فإن لم ينفع دواء نفعه الآخر، أما في ألمانيا فالأمر مختلف تماماً! فهم يعتمدون على الجسم ومناعته بأن يأخذا دور الدفاع، ولذلك يتريّث الأطباء بإعطاء الدواء الذي من الممكن أن يؤثّر سلبا على مناعة الجسم، ويتأخر تماثل المريض للشفاء، كما يلعب خطأ تشخيص المريض دوراً كبيراً في عدم شفائه.

وأشارت الأخصائية إلى أن الأجهزة الحديثة والتكنولوجية الطبية وخبرة الأطباء فيها هي التي تميّز الطب في ألمانيا عن سوريا على سبيل المثال، لذلك هناك عدد كبير من الأطباء السوريين قدموا إلى ألمانيا واستفادوا من التطور النوعي بتكنولوجيا العلاج.

  • إعداد وتقرير: عدنان كدم
    Image by Bokskapet from Pixabay