Bild von Nikolaus Bader auf Pixabay
18. يناير 2021

مثل اليوم قبل 150 سنة أصبحت برلين “عاصمة” لأول مرة!

رغم أنه ليس باستطاعتنا الاحتفال بسبب جائحة كورونا، إلا أنه لا يمكننا أيضاً أن نمر مرور الكرام على الحدث الهام الذي يوافق اليوم الإثنين، وهو تأسيس العاصمة الإمبراطورية برلين، والذي تم قبل 150 عاماً وبالتحديد بتاريخ 18 كانون الثاني/ يناير من عام 1871 م. هذا التاريخ وافق أيضاً نفس تاريخ تأسيس الرايخ الألماني.

تأثير بسمارك على العاصمة

كانت العملية السياسية التي أدت إلى تأسيس الإمبراطورية وتشكيل العاصمة في عام 1871، قد تقدمت بشكل حاسم من قبل بسمارك، ولكن بطريقة ما كان لديه أيضاً شرعية ديمقراطية. تأسيس وتعيين برلين كعاصمة تم مقابل مدينة فرانكفورت المدينة المنافسة لها، والتي كانت مدعومة من قبل غالبية المواطنين لتكون هي العاصمة. نمت المؤسسات الديمقراطية في جميع الاتجاهات، أدت قوانين الصحافة الليبرالية في البداية إلى رفع مناخ النقاش والحريات، ألا أنها سرعات ما بدأت تُحاصر وتتبدّد. ثم أتت قوانين بسمارك الاشتراكية في عام 1878 لتخنق تماماً التطلعات الديمقراطية وحرية الصحافة لأكثر من عقد من الزمان. ولكن الكلمة الحرة عادت وازدهرت، بعد أن شن مستشار الرايخ ما يسمى بالنضال الثقافي ضد الكنيسة الكاثوليكية.

المؤرخون وبرلين 

القراءة المثيرة للجدل في نقابة المؤرخين تعتبر قوية للغاية، وهي تتحدث عن أن أساس الرايخ ينبغي رفضه من حيث المبدأ، لأنه كان يستند أولاً إلى الحروب مع جيرانه. وثانياً، لأنه حمل بذور الدمار منذ البداية خاصة خلال الحربين العالميتين. في سياق متصل كان لدى الرئيس فرانك فالتر شتاينماير أربعة مؤرخين مهمين يناقشون هذا الموضوع علناً خلال الأسبوع الماضي في قصر Bellevue، وكان موقفه واضحاً: “لا توجد نظرة لا تشوبها شائبة بالنسبة للإمبراطورية، بعد الإبادة الجماعية، وحربين عالميتين، وجمهورية دمرها أعداؤها. لا يمكن أن يكون الرايخ موجوداً بعد كل ذلك”. وتابع شتاينماير “لا شك في أن المدينة، باعتبارها عاصمة الإمبراطورية، قد حققت قفزة هائلة إلى الأمام، اقتصادياً وسياسياً وخصوصاً من خلال جذبها للمهاجرين”.

العاصمة الموحدة للألمان

كانت العاصمة الإمبراطورية برلين في البداية المدينة المحتلة المكونة من أربعة قطاعات، ثم أصبحت مزيجًا فريدًا من العاصمة الاتحادية المنتظرة وعاصمة جمهورية ألمانيا الديمقراطية، وأخيراً العاصمة الموحدة للألمان. في هذا الصدد، فإن الذكرى السنوية الـ 150 لا تعني الاستمرارية في النظر عبر الماضي بقدر ما تعني البحث عن الجذور التاريخية. برلين اليوم هي في المقام الأول نتيجة للاضطرابات السياسية العالمية المعروفة التي حدثت في عام 1989، ولكن من الصعب تصورها بهذا الشكل بدون تاريخ تأسيسها يوم 18 يناير 1871. لم يكن ذلك اليوم واضحًا بالتأكيد، لكنه يستحق الكثير من الاهتمام.