Photo: Aladdin Almasri
10. سبتمبر 2020

اللجوء والهجرة وAFD أسباب خطاب الكراهية ضد الإعلام الألماني!

عرض رئيس معهد النزاعات المتعددة وأبحاث العنف في جامعة بيليفيلد، د. أندرياس زيك، نتائج دراستين أجراهما معهده حول ارتفاع معدلات العنف وخطاب الكراهية ضد الصحفيين، إحداهما بولاية بافاريا، والأخرى عن عموم ألمانيا! وكان برلمان ولاية بافاريا المحلي شهد أمس، مؤتمرًا صحفيًا حمل عنوان (يوميات جديدة.. كره وعنف ضد الصحفيين) برعاية مؤسسة “خدمة الإعلام المتكامل” التي مثلتها دوناتا هازلمان، بحضور د.أندرياس زيك، ومديرة منظمة (المساعدة ضد الكراهية) آنا لينا فون هودينبرغ، ورئيس مكتب الادعاء العام بميونخ، كلاوس ديتر هارتليب، والصحفي مالكولم أوهانوي، من الراديو البافاري، بحضور عدد محدود من الصحفيين بسبب اجراءات كورونا.

بافاريا الأفضل بملاحقة خطاب الكراهية ضد الصحفيين!

أشارت الدراسة الأولى التي عرضها د. زيك، إلى أن الملاحقات القضائية ضد خطاب الكراهية والتحقيقات والإدانات تعمل بشكل أفضل في بافاريا مقارنة مع باقي الولايات الألمانية، كما أن مكاتب التحرير الصحفي البافارية تقدم المساعدة القانونية للمتضررين في كثير من الأحيان، بنسبة أعلى وبشكل أفضل على مستوى عموم البلاد، لكن وبشكل متقارب بين بافاريا والولايات الاخرى فان نحو 60% من الصحفيين المستطلعة آرائهم في الدراسة كانوا تعرضوا لخطاب كراهية ولو مرة واحدة العام الماضي!

البديل والهجرة واللجوء.. وقود خطاب الكراهية

أما الدراسة الثانية التي عرضها د. زيك فأشارت إلى أن قرابة 70% من الصحفيين المستطلعين يرون أن الهجمات ضدهم ازدادت خلال الـ 12 شهرًا الأخيرة، وتضمنت إهانات، ودعوات تعنيف، وإيذاء جسدي وتهديدات بالقتل! لكن اللافت في نتائج الدراستين وجود 3 أسباب رئيسة كمحرض مباشر لتلك الهجمات وهي: (الهجرة، اللاجئين، حزب البديل من أجل ألمانيا AFD)، وأعرب معظم الصحفيين المشاركين بالدراسة وبشكل صريح أن الدافع وراء تلك الهجمات حسب رأيهم كان سياسي بالغالب والمسبب هو حزب البديل!

وبينت الدراسة أن تلك الهجمات لم تمر مرور الكرام، بل تسببت بآثار نفسية سلبية وقلق من هجمات أخرى مستقبلية، كما خلقت خوف لدى الصحفيين من تناول مواضيع بعينها! وطالب الصحفيين المتضررين بأن تقدم هيئات التحرير الدعم، المشورة والمساعدة القانونية لهم، لمواجهة خطاب الكراهية، كما طالبوا بإنفاذ القانون وبالتعامل الحازم مع القضية من قبل الشرطة، وركزوا على أهمية الدعم السياسي لمواجهة ذلك النوع من العنف الموجه، للحفاظ على حرية العمل الصحفي في ألمانيا.

الصحفيات الألمانيات أكثر عرضة للعنف والتنمر!

من جهتها مديرة منظمة (المساعدة ضد الكراهية) آنا لينا فون هودينبرغ، قالت إنها وبحسب خبرتها في دعم الصحفيين المتضررين من خطاب الكراهية، وصلت إلى أن غالبية الهجمات على الانترنت تكون شبه مخطط لها من الجماعات اليمنية المتشددة، للضغط على الصحفي كي يبتعد عن موضوعات بعينها! كما أشارت إلى أن الصحفيات أكثر عرضة للهجمات من الصحفيين، وتحمل الهجمات ضدهن بشكل خاص طابع جنسي، كتركيب صور وفيديوهات عارية والتشهير بأصحابهن عبر منصات التواصل والمواقع الإباحية، وهنا يصعب على المتضررة طلب الدعم من رئيسها بالعمل بسبب الإحراج!

ضرورة تعريف خطاب الكراهية وتطوير التحقيقات حوله

المدّعي العام بميونخ، كلاوس ديتر هارتليب تطرق للأمر من الناحية القانونية، وأوضح أن القضاء في بافاريا سن قانون عقوبات ضد خطاب الكراهية، وبدأ مسبقا بخطوات في هذا السياق، لكن يبقى التحدي هو التخصص بطريقة التحقيقات القضائية مع هذا النوع الجديد من الجرائم، وأشار هارتليب إلى ان مصطلح خطاب الكراهية له مفهوم فضفاض ويحتاج لتعريف دقيق، وأردف أن بعض الأحكام القضائية القوية في بافاريا تصل أحيانًا لتغريم المتهم بما يعادل أربعة أشهر من صافي راتبه الشهري!

الكراهية ضد الإعلام الألماني مستمرة منذ 2016!

بينما تحدث الصحفي مالكولم أوهانوي عن تجاربه الشخصية كونه ناشط بالكتابة عن التمييز ضد الصحفيين على الإنترنيت، حيث كان يجد نفسه أمام هجمات على مواقع التواصل الاجتماعي لا تتوقف، ما تسبب له بالكثير من الضغط النفسي على المستوى الشخصي، وعلى الصعيد الوظيفي أيضا! فمواجهة تلك التعليقات وربما الرد عليها وحذفها تكلف هيئة التحرير الوقت والمال! واتفق أوهانوي مع جميع المتحدثين على أن ألمانيا تشهد اليوم منذ عام 2016، الموجة الثانية من خطاب الكراهية ضد العاملين بمجال الإعلام، وأن هذا الخطاب تصاعد مؤخرا بشكل كبير، وتحديدًا منذ بداية أزمة كورونا!

الاندماج يحتاج 7 سنوات ليثمر!

د. أندرياس زيك

وفي معرض إجابته عن حقيقة وجود تمييز حاصل ضد الصحفيين المنفيين، المهاجرين أو اللاجئين في ألمانيا من قبل موظفي مكتب العمل، وحتى من قبل المؤسسات الإعلامية التي يعملون فيها! قال د. أندرياس زيك، إن ربع سكان ألمانيا من خلفيات مهاجرة ومع ذلك فهي مازالت “بلد مستقطب للمهاجرين” وليست “بلد مهجر أو هجرة”! وأضاف أن المؤسسات الألمانية نفسها يجب أن تعمل على تحقيق الاندماج مع هذا القسم من السكان، وأشار الى أن البعض قد استخدم موضوع اللاجئين لإثارة الرعب بشكل عام، وزيادة الانقسام في المجتمع الألماني، وتابع قائلاً: “بحسب الدراسات، الاندماج يحتاج 7 سنوات فعليًا بين تعلم اللغة وإيجاد عمل جيد، والكثير من اللاجئين يسيرون في الاتجاه الصحيح، اليوم مضى خمس سنوات وتبقى سنتان.. نحن على الطريق”.

الصحفي والصحفية المستقلة لا سند لهما!

وحول كيفية دعم هيئات التحرير للصحفيين من أصول مهاجرة عندما يتعرضون لخطاب الكراهية عبر الانترنت، قالت مديرة منظمة (المساعدة ضد الكراهية) آنا لينا فون هودينبرغ: “أغلب دور التحرير الكبيرة لا توظف صحفيين من أصول مهاجرة بمراكز تنفيذية مهمة! لهذا لا يوجد الكثير ليقال عن التعرض لمثل هذه الحالة الخاصة”! في الختام قدمت إحدى الصحفيات الحاضرات والتي تعمل لحسابها الخاص مداخلة عرضت فيها تجربتها الخاصة، وكيف وجدت نفسها وحيدة دون سند بالنهاية! الأمر الذي أكده كل الحضور، وشددوا على أن الصحفيين المستقلين يواجهون مصاعب مضاعفة في حالات التعرض للعنف وخطاب الكراهية!

  • ميونخ – علاء المصري München- Aladdin Almasri
  • Photo: Aladdin Almasri