Photo : epd-bild/Tim Wegner
12. أغسطس 2020

هل يُشكل “اللقاح الروسي” بداية نهاية فيروس كورونا؟

منذ بداية تفشي وباء كورونا والدول والهيئات العلمية تعمل على اكتشاف لقاح للفيروس، لكن حتى البارحة لم يُعلن عن مصل فعّال ينقذ البشرية من هذه الجائحة التي تركت آثاراً كارثية على الحركة الاقتصادية والثقافية وحتى الاجتماعية في العالم.

البارحة أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، مؤكداً على فعاليته، ودوره بتشكيل مناعة مستقرة، موضحاً أنه اجتاز الاختبارات اللازمة! وقال بوتين ليدلل أكثر على نجاح اللقاح بأن ابنته حصلت عليه! كل التطمينات التي قدمها بوتين حول اللقاح الروسي لم تحل دون الدعوات للتعامل بحذر مع اللقاح الجديد، والكثير من الخبراء والحكومات متشككين بمدى فعاليته، بسبب نقص الشفافية حسب معهد “بول إيرليش” الألماني، المسؤول عن الموافقة على اللقاحات في ألمانيا.

استخدام اللقاح الروسي يمثل خطراً!

اعتبر معهد بول ايرليش الألماني أن استخدام لقاح كورونا المعتمد في روسيا يمثل خطراً،وقال رئيس المعهد كلاوس سيشوتيك للقناة الأولى الألمانية: “إن تطوير اللقاح الروسي فيه أوجه قصور”، موضحاً أنه قبل الإعلان عن اللقاح يجب أن تُجمع بيانات ذات دلالة إحصائية عن سلامة اللقاح، ومدى فعاليته، وهذا لم يحدث مع اللقاح الروسي المزعوم! وأشار سيشوتيك إلى حقيقة أن الموافقة الروسية قد أُعطيت قبل الانتهاء من المرحلة الثالثة لاختبار اللقاح، الأمر الذي يستغرق عادة عدة أشهر ويتضمن اختبار اللقاح على عدة آلاف من الأشخاص.

لا توجد بيانات منشورة عن اللقاح

تم تطوير اللقاح التجريبي المعتمد حديثاً من قبل معهد “Gamaleja” في موسكو، واختبر لأول مرة بحسب وسائل الإعلام الألمانية على بضع عشرات من المتطوعين قبل أقل من شهرين، ولم تُنشر أي نتائح علمية لهذا الاختبار حتى الآن! بدوره انتقد كلاوس سيشوتيك الافتقار للشفافية، فمن الشائع لمطوري اللقاحات الإعلان عن البيانات الأولية عبر وسائل الإعلام أو من خلال المنشورات العلمية وهذا ما لم يحدث أيضاً! وعلى الرغم من التعاون مع السلطات الروسية، لم يسمع معهد باول ايرليش سابقاً عن تطوير لقاح كورونا في روسيا!

وزارة الصحة: لا محادثات مع روسيا!

على الصعيد الدولي، انتقدت الحكومات والخبراء تصرفات روسيا، وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة الاتحادية لصحف شبكة التحرير الألمانية، إنه لا توجد بيانات معروفة عن جودة وفعالية وسلامة اللقاح الروسي، مضيفة أنه: “يجب إثبات التوازن الإيجابي بين الفوائد والمخاطر للقاح قبل استخدامه على نطاق واسع” موضحة أنه في الاتحاد الأوروبي تعتبر سلامة المرضى “أولوية قصوى”، وبحسب معلومات المتحدثة باسم الوزارة فإن وزارة الصحة لا تجري حالياً محادثات مع السلطات الروسية بشأن اللقاح.

استخدام أي لقاح في ألمانيا، يحتاج إلى موافقة رسمية، ومعهد باول إيرليش هو المسؤول عن هذه الموافقة على الصعيد الوطني، ومن الممكن منح موافقة أوروبا الوسطى من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع وكالة الأدوية الأوربية ومشاركة معهد باول إيرليش. من جهتها أكدت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن اللقاحات المحتملة يجب أن تمر دائماً بجميع مراحل الاختبار قبل طرحها في الأسواق، وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندميير: “هناك ممارسات وإرشادات ثابتة بما يخص موضوع اللقاحات”.

يوجد حالياً أكثر ممن 70 مشروعاً للقاحات قيد التجريب في جميع أنحاء العالم، 6 فقط منها وفقاً لمنظمة الصحة العالمية بالمرحلة الثالثة المتقدمة من التجارب السريرية.

Photo : epd-bild/Tim Wegner