By Scientific Animations, CC BY-SA wikimedia
17. يوليو 2020

التعافي من كورونا لا يعني الشفاء.. تبعات الإصابة المخيفة!

من الجيد التعافي من كورونا، لكن هل ينتهي الأمر بمجرد التعافي؟ “لا” هي الإجابة المؤكدة حتى الآن، فالعواقب كبيرة على المدى الطويل، وهو ما يتم ملاحظته بعد عدة أشهر من التعافي حيث يعاني العديد من المتعافين من ضعف بأجهزتهم المناعية، وفجوات بالذاكرة، وتلف ببعض الأعضاء! هذا ما كشف عنه تقرير صحفي لـ سوسيت كلينا ودانييل داناث، بموقع tagesschau.

تأثر الجهاز العصبي

لم تكن السياسية بالحزب الديمقراطي الحر كارولينا برايسلر الوحيدة التي ظهرت عليها مشكلات ما بعد التعافي، فعقب أربعة أشهر من تعافيها، تمكنت برايسلر من التنفس بطريقة جيدة، لكنها لاحظت أن صحتها تتدهور! بدأ الأمر بتساقط الشعر، ثم اضطرابات الكلام، تقول برايسلر: “تخيلت جملة ما بذهني، ولكنني عندما أردت كتابتها ظهرت جملة مختلفة تمامًا”! وقال أشخاص تعافوا من كورونا بأنهم يشعرون بالإرهاق والدوار واضطرابات بالحصول على الكلمات المناسبة! من جانبه قال الأمين العام للجمعية الألمانية لأمراض الأعصاب بيتر بيرليت: “قرابة ثلث مرضى كورونا في وحدات العناية المشددة قد أصيبوا بتلف دماغي يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة وصعوبة بالانتباه والتركيز، إضافة إلى تكوين تصورات خاطئة وهلوسة”، ووفقًا له من المحتمل أن تستمر هذه الأضرار على المدى الطويل!

تلف الدماغ

سُجل عدد من السكتات الدماغية لدى بعض مصابي كورونا، بغض النظر عن عمرهم وتاريخهم المرضي، ورأى الدكتور بيرليت أن أعراض السكتة الدماغية واضطرابات الكلام والرؤية يمكن أن تستمر، فالفيروس يهاجم الدماغ مباشرة بعد اختراق التجاويف الأنفية وينتشر هناك! وتشير الملاحظات الأولية إلى أن أكثر من 80% من المصابين في أوروبا يعانون من فقدان الرائحة والطعم أثناء الإصابة، تعود هذه الحواس إلى طبيعتها بعد 4 أسابيع من العدوى لدى 90% من المتعافين، لكن 10% لم يعد بإمكانهم الشم أو التذوق حتى بعد فترة التعافي، مع التأكيد على أن فقدان الشم والتذوق وعودته مسألة طويلة الأمد، لأنه حتى مع الإنفلونزا العادية قد لا تعود هذه الحواس إلى طبيعتها إلا بعد عام!

تلف بالأعضاء لا يمكن إصلاحه

رغم عدم قدرة العلماء على إيجاد تفسير حتى الآن لتأثر الكلى بفيروس كورونا، إلا أنه لوحظ بأن الفيروس يؤدي إلى سداد الأوعية الدموية بالكلى، ليموت جزء منها مسببًا ما يعرف طبيًا بالاحتشاء الكلوي المستمر، وهو ضرر لا يمكن إصلاحه وفقًا لرئيس الجمعية الألمانية لأمراض الكلى، الدكتور يان جاللي، والذي أكد على أن عواقبه تصبح ملحوظة فقط مع التقدم بالعمر، لتصبح احتمالية غسيل الكلى أكبر بكثير في الكبر! من جانبه علق خبير الصحة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي كارل لاوترباخ على ذلك بأنه يجب الاستعداد سياسيًا لمثل هذه التطورات: “يجب أن نكون مستعدين لمواجهة الحاجة للتبرعات بالكلى في المستقبل”.

الرئتان الأكثر حظًا

في دراسة أجريت بعيادة جامعة شتوتجارت، قام الأطباء بمقارنة تصوير مقطعي للرئتين لـ 50 مريض أثناء الإصابة بكورونا بعد 3 أشهر من التعافي، ولوحظ أن 20% من هؤلاء لديهم رئة سليمة تمامًا، و80% لديهم بعض الضعف، لكن في معظم الحالات لا توجد عواقب وخيمة على المدى الطويل بالنسبة للرئتين، وأوضح المسؤول عن الدراسة جوتس مارتن ريشتر: “هذه مجرد نتائج أولية، فالدراسات طويلة الأمد تجرى الآن بجميع أنحاء العالم”.