منذ حوالي الشهر، لم تهدأ الدبلوماسية الأمريكية عن مطالبة الحكومة الألمانية بالمشاركة عسكرياً لحماية مضيق هرمز في الشرق الأوسط، قابلتها ألمانيا بردود أفعال متباينة، منها من يرفض المشاركة بشكل مطلق، ومنها من يريد المشاركة بشروط..
القصة منذ البداية
ألغى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإتفاق النووي مع إيران، الذي وقع أيام الرئيس السابق باراك أوباما، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران، بحيث لا تستطيع طهران تصدير إنتاجها الهائل من النفط، والذي يشكل المصدر الرئيس للدخل القومي في البلاد، وكورقة ضغط هددت إيران باغلاق مضيق هرمز الذي يشكل ممر غاية في الأهمية لنقل النفط، وبعدها حصلت عدة حوادث هجوم واختطاف لناقلات نفط في الخليج العربي، كانت إيران المتهم الرئيس بها، رغم عدم اعترافها.. من هنا بدأت فكرة تشكيل قوة عسكرية لحماية مضيق هرمز.
ردود الأفعال الألمانية الأخيرة
قالت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية أمس: “المستشارة أنجيلا ميركل والحكومة بكاملها لا تفكران حاليا في مشاركة برلين بمهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز، في الوضع الراهن والوقت الحالي. الكل في الحكومة الألمانية متفق على هذا”. من جهته، منسق الحكومة الألمانية للعلاقات عبر الأطلسي بيتر باير دعا ألمانيا لتولي دور قيادي بمهمة أوروبية لتأمين الخليج، وقال: “لدينا مصالح ومسؤولية سياسية أمنية في المنطقة يتعين علينا الإيفاء بها”، لكنه رفض مشاركة بلاده في مهمة أمريكية، إلا أنه أشار لإمكانية الجمع بين مهمة أمريكية وأخرى أوروبية.
أما وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس شدد على أن بلاده لن تنضم لمهمة بحرية بقيادة الولايات المتحدة في مضيق هرمز، مؤكدا أن ألمانيا تفضل مهمة أوروبية، لكنه شكك بالوقت نفسه من صعوبة إحراز تقدم في هذا الصدد، وقال ماس للصحفيين: “حالياً يفضل البريطانيون الانضمام إلى مهمة أمريكية، أما ألمانيا لن تفعل ذلك بل نريد مهمة أوروبية”.
Photo: EPD – Thomas Lohnes