تعرضت هامبورغ على مرّ التاريخ للعديد من الكوارث، سواء كان حريق المدينة الكبير أو وباء الكوليرا، قصف جوّي أو هجوم جيوش الفايكينغ عليها، لكنّها كانت دائماً قادرة على التعافي. ولطالما كان قلب المدينة هو مينائها، من أجله هدم الهامبورغيّون العديد من الأحياء وأعادوا بنائها.
وبين عاميّ 1914 و1918 قاموا ببناء نصب تذكاري لمدينتهم من تصميم المعماري الألماني المعروف فريتز شوماخر، ألا وهو متحف التاريخ الهامبورغي (Museum für Hamburgische Geschichte) في Holstenwall، الذي يعد أحد أكبر متاحف تاريخ المدن في أوروبا، حيث يعرض التطور التاريخي متعدد الأوجه للمدينة منذ بداياته العام 800 للميلاد إلى وقتنا الحاضر.
أقسام المتحف
في ثلاث طوابق يعرض المتحف جوانب ثقافية وتاريخية مرّت على المدينة، مثل الثقافة البرجوازية في القرن 19 أو الحياة اليهودية في المدينة، ولكن ليس هذا فحسب، بل المتحف نفسه غارق في التاريخ، فمصممه شوماخر اعتمد في بنائه على أجزاء متبقية من الأحياء المدمرة بسبب الحريق الكبير 1842 وعلى أجزاء أٌخذت أثناء بناء الـ Speicherstadt.
في الطابق الأرضي يركّز المتحف على عرض معدّات موسيقية ومسرحية، أزياء وأدوات تجميل من الماضي، وقسم آخر في نفس الطابق مخصص للتاريخ السياسي والاجتماعي في القرن الـ 20، بما في ذلك حقبة الحكم النازي.
أمّا في الطابق الأول فيمكن للمرء الذهاب برحلة مسرّعة للزمن، من بدايات القرن الـ 9 ميلادي مروراً بدايات العصر الحديث وصولاً إلى ظهور المدينة بشكلها الحديث. وفي الطابق الثاني هناك شيء خاص يمكن زيارته، نموذج سكك حديدية مع مسارات السكك الحديدية لمحطة هامبورغ هاربورغ الذي تم بناؤه العام 1949. هذا غير نماذج مصغرة كثيرة للمدينة التي تملأ المتحف بالإضافة لقطع الأثاث الأنتيك الموجودة في كل مكان.
تحتاج جولة شاملة للمتحف ساعتين إلى ثلاث ساعات بدون المرور على نموذج السكك الحديدية المصغر، الذي يمكن أن يحتاج بمفرده لـ 30 دقيقة، فالتنوع الكبير للمعروضات من الحرف اليدوية والملابس، نماذج السفن والمدن، الأثاث والنقود القديمة تعد في آن واحد سلبية وإيجابية للمتحف، فالذين ليس لديهم فكرة من قبل عن التاريخ الهامبورغي، يمكن أن يصابوا بصدمة لثقل المهمة التي يقومون بها مع حساب عامل الزمن!
لم يبق من الحديث عن المتحف إلّا مجموعة صور، حيث يمكن أخذ انطباع عن شكل المتحف من الداخل:
[f
Fotos: Ahmad Alrifaee