قصة متجر للمجوهرات والأحجار الكريمة عمره أربعون عاماً.. من كابول إلى هامبورغ

في قلب مدينة هامبورغ، وعلى واحد من أكثر شوارعها حيوية مقابل مبنى البلدية، يلفت الأنظار متجر للمجوهرات والأحجار الكريمة فريد من نوعه، يحمل بين جدرانه حكاية أربعة عقود من الشغف والعمل. أسسه زوجان أفغانيان قدما من كابول، ليصبح المتجر اليوم وجهة بارزة لعشاق المجوهرات والأحجار الكريمة والمنتجات الثقافية القادمة من آسيا وأفريقيا.

بداية مليئة بالتحديات

شاكيلا ولطيف ياري، اللذان استقرا في هامبورغ منذ أكثر من أربعين عاماً، اختارا بعد وصولهما من كابول عام 1981 أن يبدأا مشروعهما الخاص. وبعد تعلم اللغة الألمانية والتأقلم مع المجتمع الجديد، نجحا في افتتاح أول متجر “آسيان هاوس” عام 1984 في حي موندسبورغ. لاحقاً توسعا بفرع ثانٍ. إلا أنه أُغلق عام 1990 بسبب نقص الكوادر. وفي عام 1998 افتتح الزوجان متجرهما الأكبر” HEGRAT’S ASIEN-“HAUSفي وسط هامبورغ. والذي سرعان ما أصبح أحد أشهر متاجر المجوهرات والأحجار الكريمة في ألمانيا.

Hegrat´s Asien-Haus

شغف وخبرة متراكمة

شاكيلا، التي درست الكيمياء في أفغانستان قبل هجرتها، وجدت شغفها الحقيقي في عالم الأحجار الكريمة. علّمت نفسها هذا العلم لسنوات، ثم التحقت بدورات متخصصة في الهند، حتى أصبحت من أبرز الخبراء في هذا المجال. كما تعاونت مع الباحث الألماني المعروف مايكل جينجر.

وأسهمت في تعريف زبائنها بعلم العلاج بالكريستال. أما لطيف ياري، فكان يمتلك خبرة سابقة في تجارة التحف الفنية بكابول، وهو ما ساعدهما على تأسيس مشروع راسخ في ألمانيا.

منتجات أصيلة من قلب الثقافات

Hegrat´s Asien-Haus

يضم متجر “هيجرات آسيان هاوس” تشكيلة واسعة من الأحجار الكريمة، الكريستال، اللؤلؤ، المجوهرات يدوية الصنع، المنحوتات الخشبية والبرونزية، البورسلان، أواني الغناء، إكسسوارات للتأمل ومنتجات روحانية أخرى. هذه القطع مستوردة مباشرة من أفغانستان، الهند، نيبال، تايلاند، الصين، مصر، منغوليا، إيران وغيرها. “جميع مجوهراتنا وأحجارنا الكريمة مصنوعة يدوياً باستخدام الطرق التقليدية في بلدان المنشأ، مما يضمن ليس فقط أصالة كل قطعة، بل أيضاً جودتها وتميزها”.

دروس من رحلة صعبة

لم يكن الطريق سهلاً، فقد واجه الزوجان صعوبات كبيرة عند بداية حياتهما في ألمانيا منها تعلم اللغة، فهم النظام التجاري، الضرائب، بل وحتى العزلة الاجتماعية. لكن بالإصرار والعمل الدؤوب تخطّيا كل العقبات. “الصعوبات التي تواجهها المرأة المهاجرة في بداية حياتها الجديدة في بلد جديد كثيرة، بدءاً من عدم معرفة اللغة، مواجهة بيئة غريبة، الشعور بالوحدة وغياب الأهل والأصدقاء. لكن بالجهد والمثابرة، يمكن التغلب على هذه الصعوبات”.
توجّه شاكيلا نصيحتها للنساء المهاجرات. “الخطوة الأولى هي تعلم اللغة. علينا دائماً أن نسعى جاهدين لنكون فاعلين ونشق طريقنا في المجتمع الجديد. في ألمانيا، لكل شخص الحق في الدراسة والعمل، وعلينا اغتنام هذه الفرص. لقد هيأت ألمانيا جميع الظروف للتقدم، وعلينا استغلال هذه الإمكانيات”.

نجاح وسط المنافسة

بفضل حضورهما في المعارض التجارية وتميز منتجاتهما، أصبح متجر آل ياري مقصداً لزبائن من الألمان والسياح على حد سواء. ولم يعد مجرد متجر للمجوهرات، بل نافذة تطل على ثقافات وتقاليد متنوعة من آسيا وأفريقيا.