بدأ عرض الفيلم الوثائقي“Das Deutsche Volk” الأسبوع الماضي في دور العرض في ألمانيا. وهو فيلم وثائقي عن جريمة هاناو يروي قصة الهجوم العنصري الذي وقع في هاناو عام 2020 من وجهة نظر الضحايا والناجين. رافق المخرج مارسين فيرشوفسكي عائلات الضحايا والناجين على مدار أربع سنوات. ويطرح الفيلم تساؤلاً “من ينتمي للشعب الألماني ؟” يُعرض الفيلم في ما يقارب 70 دار عرض في مدن مختلفة من بينها هامبورغ وبرلين وفرانكفورت. في هامبورغ ، يمكنكم مشاهدة الفيلم في سينما Zeise Kinos و Abaton-Kino و 3001 Kino. وهناك مناقشات للأفلام خلال الأسبوعين الأولين من عرض الفيلم.
خمس سنوات على هجوم هاناو العنصري
مر خمس سنوات على فاجعة هجوم هانوو العنصري الذي وقع في الرابع عشر من فبراير وراح ضحيته تسعة أشخاص من خلفية مهاجرة ومعظمهم مسلمون. وما تزال عائلات الضحايا تبحث عن إجابة للأسئلة المفتوحة. يقول أرمين كورتوفيش والد الضحية حمزة إنه لا توجد رغبة سياسية في توضيح ما حدث. ولكنه ما يزال يريد توضيح الأخطاء ومحاسبة المسؤولين عنها. عندما بدأ المهاجم إطلاق النار في موقع الجريمة الثاني “أرينا بار” لم يستطع أحد الهروب من باب الطوارئ لأنه كان مُغلقاً من الخارج. كذلك لم يجب أحد على رقم الطوارئ الخاص بالشرطة، فلم يستطع أحد الضحايا –الذي لاحق الجاني بسيارته قبل وصوله لموقع الجريمة الثاني–أن يبلغ الشرطة. توقف الجاني وأطلق عليه الرصاص وتركه قتيلاً داخل سيارته.
توثيق الأحداث منذ البداية
بدأ المخرج مارسين فيرشوفسكي بتوثيق الهجوم العنصري منذ مراسم الجنازات والتأبين. حيث أفرج عن جثث الضحايا التسعة بشكل مفاجئ ودون أي تحضيرات رسمية. ثم تأسست مبادرة عائلية باسم “Initiative 19 Februar” من قبل الأقارب والمعارف واستأجروا متجراً في الجهة المقابلة لمسرح الجريمة الأول. كان المقر مكاناً مهماً للعائلات بمثابة علاج جماعي لهم. فلم يتحملوا البقاء في منازلهم حتى خلال فترة الإغلاق بسبب جائحة كورونا. واظب فيرشوفسكي على الحضور وتوثيق تلك التجمعات. يوثق الفيلم أيضاً لحظة مؤثرة عندما طُلب من وزير الداخلية آنذاك الاعتذار عن أخطاء الشرطة وإخفاقاتها العديدة ، لكنه رفض ببساطة. ويكشف عن فشل السلطات بسبب مخرج الطوارئ المُغلق وتعطل رقم الطوارئ ومصادرة الجثث و كيف تعاملوا مع الأهالي بشكل سيئ. في النهاية لم يكن هناك عواقب على الإطلاق . جميع المسؤولين عن الفشل تقاعدوا مبكرا أو منح آخرون ترقية ولم يحاسب أحد.
الخلاف حول مكان النصب التذكاري
في البداية أتيحت للعائلات فرصة اختيار تصميم للنصب التذكاري لضحايا الهجوم. عرض فنانون عليهم تصاميم مختلفة واتخذ القرار بطريقة ديمقراطية. قال رئيس البلدية آنذاك إن الفنان هو من يختار الموقع. ثم تغير الوضع مع مرور الوقت. قيل إن العديد من سكان هاناو عارضوا موقع النصب التذكاري في ساحة السوق. وما يزال هناك جدل حول موقع النصب التذكاري إذ تريد البلدية اختيار مكان مسرح الجريمة. يعني ذلك أن عدداً قليلاً من المارة يمكنهم أن يروه ، بينما ترى العائلات أهمية وجوده في موقع حيوي في المدينة حيث يمكن للجميع أن يروه ويتذكروا الحادث الإرهابي. يقول مخرج الفيلم لموقع hessenschau إنه خلال توزيع إعلانات في ساحة السوق عن الفيلم للأسف قوبلت بعداء شديد من بعض المارة. وتلقوا تعليقات عنصرية.
يمكنكم حجز البطاقات لمشاهدة الفيلم من اللينك هنا.