في الأول من سبتمبر 2025، دُشّن العام التدريبي الجديد لآلاف الشباب في ولاية مكلنبورغ-فوربومرن. غير أن سوق التدريب المهني ما زال يعاني من نقص حاد في المتقدمين، إذ تشير بيانات الوكالة الاتحادية للتوظيف إلى أن الطلب يتركز بشكل خاص في مجالات السيارات والمعادن والكهرباء والنقل. وفي المقابل، تواجه قطاعات التجزئة والفنادق والمطاعم عجزًا يفوق 400 متدرب جديد على مستوى الولاية.
المهن الحرفية تستعيد جاذبيتها
وُقّع هذا العام 1790 عقد تدريب مهني وفقًا لغرف الحرف، أي بزيادة قدرها 133 عقدًا (8%) عن العام الماضي. ومع ذلك، ما زال نحو 620 مقعدًا تدريبيًا شاغرًا. وفي حين أن بعض القطاعات تعاني من عزوف، برزت مهن ميكانيكا السباكة والتدفئة وتكييف الهواء كخيار متزايد الجاذبية، ويُعزى ذلك إلى النمو القوي في هذا المجال وما يُنظر إليه كعودة تدريجية لجاذبية المهن اليدوية.
أثر الحوافز والسياسات الحكومية
تُعزى الزيادة جزئيًا إلى ما يُعرف بـ”مكافأة التدريب الداخلي”، التي أُطلقت العام الماضي، إذ تم توقيع نحو واحد من كل خمسة عقود بفضل هذا الحافز. إضافةً إلى ذلك، قررت الحكومة المحلية تمديد البرنامج لعامين إضافيين، وأُدخل “اليوم العملي” في المدارس لتعريف الطلاب مبكرًا بالمهن الماهرة. غير أن التحديات لم تُحسم بعد؛ إذ تكشف دراسة حديثة لمؤسسة “بيرتلسمان” أن واحدًا من كل خمسة طلاب يفضلون دخول سوق العمل مباشرة بعد التخرج، بسبب رفع الحد الأدنى للأجور الذي جعل بعض الوظائف العاجلة أكثر جاذبية ماديًا من برامج التدريب الطويلة.
ابتكارات لجذب المتدربين
بالتوازي مع هذه الحوافز، رفعت بعض الشركات رواتب المتدربين ليبلغ متوسط الراتب الأولي 1000 يورو شهريًا. كما تم ابتكار برامج جديدة لزيادة الجاذبية؛ ففي محكمة روستوك الإقليمية العليا، مُنح المتدربون صفة موظفي الخدمة المدنية لمدة عامين في البداية. وقد استقطب البرنامج 244 متقدمًا لـ25 مقعدًا، وتم اختيار 21 امرأة وأربعة رجال. وقالت وزيرة العدل في الولاية، جاكلين بيرنهاردت (حزب اليسار): “عشرة طلبات لفرصة تدريب واحدة دليل على أن القضاء جهة عمل جذابة”. ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن مثل هذه المبادرات وحدها لا تكفي لمعالجة العجز الهيكلي.
آفاق مستقبلية
ورغم الاتجاهات الإيجابية، تُجمع الغرف الاقتصادية على أن النقص سيستمر في السنوات المقبلة ما لم تُعزز الحوافز المادية ويُدمج التدريب بعمق أكبر في النظام التعليمي. وبينما تحتاج الولاية سنويًا إلى مئات المتدربين الجدد، يأمل المسؤولون أن تُسهم هذه البرامج المبتكرة، إضافةً إلى الدعم الحكومي، في تعزيز صورة التدريب المهني كخيار مستقبلي مستدام للشباب.