الذكرى الخمسون لمطاردة العمال الجزائريين في شوارع Erfurt Foto: Martin Schutt/dpa
21. أغسطس 2025

الذكرى الخمسون لمطاردة العمال الجزائريين في شوارع Erfurt

في أغسطس عام 1975 طارد شباب ألمان من مدينة Erfurt التابعة لولاية تورينغن عمال جزائيين في شوارع المدينة. حيث طارد ما يقرب من 300 شاب ألماني من جمهورية ألمانيا الديمقراطية DDR عمالًا جزائريين وأُصيب العديد منهم بجروح خطيرة. كانت هذه أول مطاردة جماعية معروفة ضد الأجانب في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. أُدين وقتها خمسة فقط من الجناة بتهمة الإخلال بالنظام العام. بعد خمسين عامًا في أغسطس 2025 تجمع حوالي 70 شخصًا من بينهم ضحايا سابقون مثل حمدان وعلي ومناع في ساحة الكاتدرائية لإحياء ذكرى العنف. ويُعد هذا أول احتفال رسمي لإحياء ذكرى أحداث العنف في Erfurt ، وذلك بدعم من المركز الإقليمي للتعليم السياسي في تورينغن ومؤسسة أماديو أنطونيو والجامعة. ومن الملفت للنظر عدم حضور ممثلين رسميين للمدينة أو ولاية تورينغن.

ماذا حدث في Erfurt في السبعينات

في 10 أغسطس 1975 طارد ما يصل إلى 300 شاب ألماني من DDR عمالًا جزائريين في وسط مدينة Erfurt. هُدد بعضهم بقضبان حديدية وهُوجموا وأُصيب العديد منهم بجروح خطيرة. لم تكن هذه الهجمات العنصرية حادثة فردية بل تم التكتم عليها رسميًا في جمهورية ألمانيا الديمقراطية. حيث انتشرت شائعات عنصرية بأن جزائريين يتحرشون بالنساء الألمانيات ويغتصبونهن وأنهم قتلوا عدد من العمال الألمان والمجريين ، لكن تلك الشائعات اتضح لاحقًا أنه لا أساس لها من الصحة. انطلقت أعمال شغب ومطارادات وعُثر على منشورات في مسكن العمال كُتب فيها فاشيو ألمانيا الشرقية.

استمرت أعمال العنف لمدة أربعة أيام وخلال إحدى المطاردات اصطحبت الشرطة عدد من الجزائريين بعد تعرضهم لهجوم إل مكتب البريد الرئيسي للحفاظ على سلامتهم. حاصر حوالي 150 شخصاً المبني و طالبو الشرطة بتسليم الجزائريين وهتفوا بأنهم يريدون ضربهم حتى الموت أو شنقهم. وبصعوبة بالغة تمكنت الشرطة من نقلهم إلى مقر سكنهم. قللت سلطات جمهورية ألمانيا الديمقراطية من شأن ما حدث في Erfurt وبالرغم من اعتقال العديد من المشاركين في أعمال الشغب الا أنه لم يتم محاكمة سوى خمسة أشخاص فقط. ولاتزال العديد من الحوادث ذات الدوافع العنصرية التي وقعت في ألمانيا الشرقية قبل سقوط جدار برلين مجهولة إلى حد كبير.

تاريخ هجرة الجزائريين إلى DDR

بين عامي 1974 و 1984 وصل أكثر من 8 آلاف جزائري ومعظمهم من الرجال كعمال متعاقدين إلى جمهورية ألمانيا الديمقراطية DDR. حيث كانت ألمانيا الشرقية بحاجة ماسة إلى عمال خاصة بناة الجسور وعمال الخرسانة وعمال مناجم الفحم. وعاش حوالي ٣٠٠ عامل منهم في Erfurt في ظروف سيئة و حصلوا على أجور زهيدة. لم تشجع الدولة اندماجهم لأنها كنت تنظر إليهم أنهم عمالة مؤقتة سيرحلوا بعد انتهاء عقودهم ، فقد حصلوا علي عقود عمل لمدة أربعة سنوات. ولم يُسمح لهم بجلب عائلاتهم إلى ألمانيا وتم إسكانهم في مساكن مركزية خصصتها الحكومة لهم على أطراف المدينة. حيث كان يعيش عدة أشخاص في غرفة واحدة وتحت قواعد صارمة.

بعد وصولهم انتشرت شائعات حول ظروف معيشتهم وارتفاع أجورهم المزعوم. وكانت هناك أحكام مسبقة وقد ساعد علي انتشار تلك الشائعات أن قيادة حزب الوحدة الاشتراكية الألماني (SED) لم تُعلن عن وصولهم. إضطر معظم العمال الجزائريين إلي مغادرة البلاد بعد إنتهاء عقود عملها.

الهجمات العنصرية على العمال الأجانب

يقول المؤرخ هاري وايبل أنه حدد أكثر من ٧٠٠ هجوم عنصري في تاريخ جمهورية ألمانيا الديمقراطية في المواد الأرشيفية ، بما في ذلك ما يقرب من ٤٠ هجومًا على مساكن المهاجرين كما كانت هناك وفيات. وعندما كان يتم التحقيق في الجرائم العنصرية أو المتطرفة، فغالبًا ما كان يتم التقليل من شأنها باستخدام جريمةالشغب”. وعندما فُتح أرشيف وزارة أمن الدولة (MfS) بعد إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، لم تكن هناك معلومات متاحة للجمهور تقريبًا حول الحوادث العنصرية الفعلية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية وخلفياتها. في إطار مشروع بحثي بجامعة Erfurt نُظمت لأول مرة عام 2024 مقابلات مع عمال جزائريين سابقين  في ألمانيا، ووُثّقت ذكرياتهم عن حياتهم وعملهم في جمهورية ألمانيا الديمقراطية.

النص باللغة الألمانية هنا 

Amal, Hamburg!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.