بدأت صحيفة بيلد – التابعة لدار نشرأكسل سبرينغر- حملة عدائية باطلة ضد صحفيو غزة. تحاول الصحيفة إداء عدم وجود مجاعة في غزة و اتهام الصحفيين بالعمل لصالح حماس. حيث انتقدت كبرى الصحف العالمية مثل جريدة نيويورك تايمز الأمريكية و مجلة التايمز لنشرهم صور للأطفال الذين يعانون من المجاعة في غزة. وإدعت أن هؤلاء الأطفال استخدمو كرمزاً للجوع لاتهام إسرائيل ولكنهم مصابين بسبب مرض خلقي. وكان آخر إدعاء أمس حينما وصفت الصحفي الفلسطيني المعروف أنس الشريف بأنه يعمل لصالح حماس. قُتل الصحفي أنس الشريف مراسل قناة الجزيزة عربية مع أربعة آخرين من زملائه خلال غارة إسرائلية استهدفت الخيمة التي يقيمون فيها مساء الأحد الماضي في غزة. وخلال الأسبوع الماضي هاجمت الصحفية ذاتها–التي تتبني مزاعم جيش الدفاع الإسرائيلي –الصحفي الفلسطيني أنس فتيحة وإدعت أنه يُفبرك صوراً وفيديوهات كجزء من بروباجندا لحركة حماس. وفي بيان للجنة حماية الصحفيين CPJ أشارت أن “لدى إسرائيل نمط مُوثق منذ عقود في اتهام الصحفيين بالإهاب دون تقديم أي دليل موثوق.
مقتل الصحفي المعروف أنس الشريف
هز خبر مقتل أنس الشريف الوسط الصحفي العالمي حيث كان أحد الصحفيين المعروفين بسبب تغطيته المتواصلة للحرب في قطاع غزة وكان يتابعه على منصة انستغرام وحدها مليون و700 ألف شخص. قُتل الشاب البالغ من العمر 28 عاماً مع زملائه محمد قريقع و إبراهيم زاهر و محمد نوفل و مؤمن عليوة و محمد الخالدي. وقد استهدفت الغارة الإسرائلية الخيمة التي يقيمون فيها أمام مستشفى الشفاء الطبي. بدأت الحملة الممنهجة ضد أنس الشريف بعد تقرير أُذيع على قناة الجزيرة عربية منذ عدة أسابيع بكى فيه أنس على الهواء مباشرة حيث كان يصف المجاعة التي يعاني منها سكان غزة ، بينما سقطت سيدة كبيرة على الأرض من شدة التعب و الجوع. كان أنس الشريف صوتاً لغزة وقد تم إسكات صوته للأبد. تبنت صحيفة بيلد حملة التشويه التي شنها الجيش الإسرائيلي ونشرت أمس خبر مقتل أنس الشريف تحت عنوان “مقتل إهابي متنكر بزي صحفي في غزة” ، وأنه قائد خلية تابعة لحماس وكان يُخطط لإطلاق صواربخ على المدنيين الإسرائيليين. وفي هامبورغ تجمعت أمس مظاهرة صغيرة أمام دار أكسيل شبنغيجل اعتراضاً على حملة التشويه ضد أنس الشريف.
نعت لجنة حماية الصحفيين CPJ مقتل الصحفيين الخمسة الذي وصفته بأعنف هجوم إسرائيلي على الصحفيين منذ السابع من أكتوبر 2023. وأوضحت في بياناً لها أن الصحفي البارز أنس الشريف الصحفي كان هدفاً لحملة تشويه شنها الجيش الإسرائيلي مؤخراً. وقالت سارة القضاة المديرية الإقليمية ل CPJ “إن نمط إسرائيل في وصف الصحفيين بالمسلحين دون تقديم أدلة موثوقة يثير تساؤلات جدية حول نيتها واحترامها لحرية الصحافة“. وأضافت: “الصحفيون مدنيون ويجب عدم استهدافهم أبدًا. ويجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل هذه“. ووفقاً لبيان CPJ فإن إسرائيل قتلت صحفيين في الأشهر الـ 22 الماضية أكثر مما قُتلوا عالميًا في السنوات الثلاث السابقة.
حملة التشوية طالت صحفيين آخرين
كذلك تُحرض الصحيفة ضد المصور أنس فتيحة الذي يعمل لصالح وكالة الأناضور الإخبارية. فقد نشرت في الأسبوع الماضي مقالاً بعنوان “هذا المصور الغزّي يُصوّر دعاية حماس”. إدعاءات باطلة من قبل صحيفة بيلد أن الصور التي ينشرها لأطفال هزيلون وأناس بأواني فارغة يتسولون الطعام أنها صور مفبركة عمداً وجزء من استراتيجية دعائية لحماس لإظهار التجويع المزيف في غزة. تتبنى صحيفة بيلد رواية الحكومة الإسرائلية التي تدعي بعدم وجود مجاعة في غزة. نُشرت صور أنس فتيحة في صحف ومواقع عالمية عديدة من بينها مجلة نيويورك و موقع BBC و CNN.
صحيفة بيلد الأكثر شهرة في ألمانيا
وفقا لدليل وسائل الإعلام الألمانية من هيئة الإذاعة البريطانية BBC ، فإن جريدة بيلد الشعبية هي الجريدة اليومية الأكثر مبيعا في ألمانيا. جريدة بيلد مملوكة لشركة أكسل سبرينغر ، وهي زكبر ناش في أوروبا. تمتلكها سيدة الأعمال فريدة سبرينغر التي تتصدر قائمة أثرياء صناعة الإعلام الألمانية وتُقدر ثروتها بنحو 4 مليارات يورو. وفي ألمانيا يُصنّف 35 شخصًا وعائلاتهم– المالكين لقطاع الإعلام – ضمن فئة فاحشي الثراء. تتخذ جريدة بيلد موقفاً ثابتاً مؤيداً لإسرائيل. وقد حصلت بيلد علي المقابلة الحصرية الأولى مع المستشار فريدريش ميرتس بعد الإعلان الرسمي عن ترشحه لمنصب المستشار الاتحادي في سبتبمر 2024.
أكسل سبرينغر يجني المال من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية
كشف الصحفي الألماني هانو هاوينشتاين خلال تحقيقاً استقصائياً عن علاقة شركة أكسل سبرينغر الألمانية بموقع Yad2 لتسويق العقارات. نُشر التحقيق الصحفي في فبراير 2024 على موقع The Intercept باللغة الإنجليزية. حيث نشر موقع الإعلانات المبوبة الإسرائيلي Yad2 التابع لشركة Springer قوائم للعقارات في جميع أنحاء إسرائيل بما في ذلك الشقق المؤجرة والمبيعات في المستوطنات الإسرائيلية التي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي. في ديسمبر 2023، نشر Yad2 إعلانه الخاص في صحيفة أعمال إسرائيلية للترويج لمبيعات المنازل على موقعه. كُتب في الإعلان “من النهر إلى البحر“ مُصوّرًا خريطة لإسرائيل وفلسطين مُعلّمة بدبابيس. ولا تحتوي الخريطة على “الخط الأخضر“ أو أي علامات أخرى تفصل حدود إسرائيل المعترف بها دوليًا عن الأراضي الفلسطينية المحتلة. ووجد موقع The Intercept آلاف الشقق المعروضة للبيع والإيجار لليهود فقط داخل مستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة. ومن بين هذه الشقق ، كان أكثر من 1000 إعلان مدفوع من شركات السمسرة ، مما يعني أن Yad2 وبالتالي أكسل سبرينغر قد جنت أرباحًا منها.