دافع المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن قراره بوقف تصدير بعض المعدات العسكرية إلى إسرائيل، مؤكدًا أن هذه الخطوة لا تمثل تغييرًا في السياسة الألمانية تجاه إسرائيل. وفي مقابلة مع برنامج Tagesthemen، شدد ميرتس على أن الخلاف الحالي مع الحكومة الإسرائيلية مرتبط بـ “الأفعال العسكرية في قطاع غزة”، وأن الصداقة بين البلدين قادرة على تجاوز هذه الخلافات. وأوضح ميرتس أن القرار لم يُتخذ فجأة، بل جاء بعد أسابيع من النقاشات والمشاورات مع خبراء وسياسيين، ونفى أن يكون الضغط الشعبي هو العامل الحاسم. وأضاف: “لا يمكننا توريد أسلحة في صراع يُحاول الآن حسمه عسكريًا، وقد يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين”.
خلفية القرار: تصعيد في غزة
جاء قرار برلين بعد إعلان مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي توسيع نطاق العمليات العسكرية في غزة، بما في ذلك خطة لإخلاء مدينة غزة والسيطرة عليها. تساءل ميرتس عن مصير المدنيين، مؤكدًا أن ألمانيا تسعى إلى دعم الحلول الدبلوماسية، لا التصعيد العسكري. القيود التي فرضتها الحكومة الألمانية تنطبق على المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها مباشرة في قطاع غزة، ولا تشمل أنظمة الدفاع الجوي أو البحري، التي تعتبرها برلين جزءًا من “الحق المشروع لإسرائيل في الدفاع عن نفسها”.
انتقادات من داخل الحزب والمعارضة
أثار القرار جدلاً حادًا داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، حيث وصفه بعض السياسيين بأنه “تغيير محفوف بالمخاطر” و”ضعف في التواصل السياسي”. النائب شتيفان ماير (CSU) أعرب عن شكوكه في أن هذا الإجراء يخدم الأهداف المعلنة للحكومة، مثل تحسين الوضع الإنساني في غزة أو إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس. وأشار إلى أن القرار مؤقت، معربًا عن أمله في مراجعته خلال أسابيع.
دعم من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومعارضة أقل حدة
على الجانب الآخر، دافعت بيربل باس، وزيرة العمل الاتحادية وزعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن ميرتس، ووصفت الانتقادات الموجهة له بأنها “مبالغ فيها”. وقالت إن دعم إسرائيل يجب أن يستمر، لكن دون تجاهل معاناة المدنيين في غزة، مؤكدة أن التوازن بين التضامن ومبدأ التناسب أمر ضروري. كما أيد رئيس وزراء ولاية ساكسونيا، مايكل كريتشمر (CDU)، موقف ميرتس، مشددًا على أن التضامن مع إسرائيل لا يتعارض مع الدعوة لوقف التصعيد وحماية المدنيين.
رد إسرائيلي حاد وأفق غير واضحة
في القدس، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمانيا بـ”مكافأة حماس” من خلال هذا القرار، معتبرًا أنه جاء نتيجة “ضغط التقارير التلفزيونية الكاذبة”. وأكد أن ميرتس صديق لإسرائيل، لكنه رضخ لضغط الرأي العام. ميرتس أوضح أن قراره يستند إلى تقييمات سياسية وقانونية، وليس إلى ضغط إعلامي أو شعبي. في الوقت الراهن، يظل القرار محل انقسام داخلي، بين من يراه خطوة أخلاقية ضرورية لتجنب التواطؤ في تصعيد عسكري، ومن يعتبره إشارة ضعف قد تضر بعلاقات ألمانيا الاستراتيجية مع إسرائيل.