تُثير قضية ترحيل جديدة غضبًا بسبب طريقة التعامل مع الأشخاص المُرحلين والقبض عليهم فجراً خلال عمليات مداهمات مفاجئة. أُخذ الشقيقان السوريان رؤى (24 عامًا) وإبراهيم سليمان (28 عامًا) من فراشهما في زولفيلد في الرابعة فجرًا من يوم الأربعاء الماضي. نفذت فرقة مكونة من عشرة إلى خمسة عشر شرطيًا عملية القبض عليهم ، ورُحِّلا إلى اليونان عبر مطار هانوفر في اليوم نفسه. قدم الشقيقان طلباً عاجلاً إلى محكمة شليسفيغ هولشتاين الإدارية لوقف عملية الترحيل ، لكنه رُفض. وُجِّهت انتقاداتٌ إلى طريقة اعتقال الأشخاص المطلوب ترحيلهم في مداهمات ليلية مفاجئة ووُصفت باعتبارها غير إنسانية.
انتقاد عمليات الترحيل الليلية
علق مجلس شليسفيغ هولشتاين للاجئين على عملية ترحيل الشقيقان السوريين في منطقة سيغبيرغ ووصفها “بعمل جنوني آخر من قِبل السلطات“ وأعرب المجلس عن استيائه الشديد من الترحيل الليلي. وينتقد المجلس عملية الترحيل الليلي قائلاً: “لقد أُخرج الشقيقان المصابان بالاكتئاب من أسرتهما، رغم أن الترحيل الليلي يُفترض أن يكون استثناءً بموجب القانون، إلا أنه يحدث للأسف بشكل متكرر“. وقد أصيبت والدة الشقيقين بانهيار عصبي بعد الترحيل واضطرت إلى دخول المستشفى. وصل الشقيقان إلى اليونان دون أمتعة أو ممتلكات شخصية، حيث لم تمنحهما الشرطة سوى وقت قصير لحزم أمتعتهما. أقام الشقيقان في مركز بوستيدت لمدة عام لكن ليلية ترحيلهما كانا في منزل والديهما. وصل الشابان إلي اليونان عام 2020 ثم فرا إلى ألمانيا وعاشا في شقة في Sülfeld مع والديهما وثلاثة أشقاء و زوجة أحد الأشقاء وأطفالهم الخمسة.
خطر التشرد في اليونان
ينتقد مجلس اللاجئين عمليات الترحيل إلى اليونان ووصفها بأنها إشكالية. حيث يرى أن ظروف اللاجئين في اليونان غير مقبولة ، فهم يواجهون التشرد هناك دون دعم من الدولة. وتطالب آن كاترين لوثر، من الشبكة الاستشارية بحماية اللاجئين الذين خضعوا للتدريب في ألمانيا أو الذين تلقوا عروضاً للتدريب من خطر الترحيل. ففي حالة الشقيقين السوريين ،، فقد تلقا عقداً للتدريب في مخبر ، لكن السلطات رفضت منحهم تصريح التسامح للتدريب (Ausbildungsduldung).
تسريع عمليات الترحيل لسوريا
تسعى الحكومة الألمانية إلى تسريع عمليات الترحيل إلى سوريا، على الرغم من الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد ، فالوضع السياسي لم يستقر بعد وهناك مدن مدمرة و البنية التحتية متهالكة بالإضافة لأزمة السكن. ويشكك المنتقدون في قانونية هذه الخطوة أو مبرراتها الأخلاقية. في نهاية سبتمبر الماضي صرح وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت أنه يريد التوصل لاتفاق مع سوريا هذا العام لترحيل السوريين المدانين في جرائم أولاً ، ثم ترحيل من لا يحملون تصاريح إقامة. وحذر غونزالو فارغاس يوسا رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا أن إعادة المزيد من السوريين إلى وطنهم لن تؤدي إلا لتفاهم الوضع هناك. في أغسطس الماضي أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن حوالي 1300 سوري عادوا من ألمانيا إلى وطنهم منذ سقوط الأسد. ووفقاً لوزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية فإن حوالي 7 ملايين شخص نزحوا داخل سوريا ، بالإضافة لعودة مليون لاجئ حرب من لبنان والأردن وتركيا منذ سقوط نظام الأسد.
