بعد سنواتٍ طويلة كانت فيها السفارة السورية تُعدّ عبئاً على المواطنين أكثر من كونها وسيلة لتيسير شؤونهم في بلاد المهجر في عهد النظام البائد، بدأت اليوم مرحلة جديدة من العمل الدبلوماسي تهدف إلى إعادة الثقة بين السوريين في الخارج ومؤسسات الدولة، عبر خطوات عملية لإعادة هيكلة السفارات وتحسين جودة الخدمات. في هذا الإطار، زار وفد من وزارة الخارجية السورية لشؤون المغتربين والأعمال القنصلية العاصمة الألمانية برلين بتاريخ 16 تشرين الأول 2025، ضم مدير إدارة شؤون المغتربين في الوزارة الخارجية الدكتور محمد عبد السلام، إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية والخبراء. الوفد ضمّ كوادر فنية مختصة، بهدف دراسة طلبات التوظيف المقدمة للعمل في سفارة الجمهورية العربية السورية في برلين، تمهيداً لاختيار فريق جديد يسهم في تطوير العمل القنصلي وتعزيز التواصل بين المغتربين ومؤسسات الدولة السورية.
خطة إصلاحات شاملة للسفارة السورية
وفي حديث خاص لمنصة أمل، أوضح الدكتور محمد عصام زباد “استشاري جراحة المسالك البولية، وعضو التجمع السوري في ألمانيا، وعضو إدارة فريق شفاء الطبي ShifaMed” أهمية هذا اللقاء كأحد المشاركين في استقبال الوفد، مشيراً إلى أن وزارة الخارجية السورية ناقشت تعيين كوادر دبلوماسية وخدمية جديدة، وبحثت أبرز التحديات التي تواجه العمل القنصلي، إلى جانب سبل تبسيط الإجراءات وتطوير الخدمات بما يخدم المواطن السوري في الخارج.
من جانبه، قدّم الدكتور عبد السلام عرضاً مفصلاً عن أقسام دائرة شؤون المغتربين ودورها في دعم الجاليات والاستثمارات والمبادرات الاغترابية، مؤكداً أن “أقوى ما تملكه سوريا هو العنصر البشري”.
من محاربة الفساد إلى تطوير الخدمات
أما فيما يتعلق بالإصلاحات التي طالت السفارة السورية في برلين، فالمبنى المؤلف من أربعة طوابق كان في السابق غير مستغل بالشكل الأمثل، إذ كانت الخدمات محصورة في الطابق الأول المزدحم والمحدود بشباكين فقط، ما أدى إلى معاناة المراجعين. حيث سيتم افتتاح الطابق الثاني بالكامل أمام المواطنين بعدة نوافذ جديدة لتقديم الخدمات، إضافة إلى تطوير الكادر القنصلي بحوالي ثلاثين موظفاً جديداً وتزويد السفارة بأحدث الأجهزة التقنية وأنظمة الحواسيب والطابعات الحديثة. كما سيتم رفع الطاقة الإنتاجية لجوازات السفر تدريجياً بشكل أكبر ما يتناسب مع احتياجات الجالية السورية، إلى جانب تنظيم آلية الدور بشكل إلكتروني ومنهجي يمنع الازدحام والانتظار أمام مبنى السفارة، والعمل على افتتاح قنصلية سورية جديدة في مدينة بون قريباً لتخفيف الضغط عن السفارة في برلين.
عهد جديد يعزز الثقة بين الجالية السورية والدولة
ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوات في تحسين صورة المؤسسات الرسمية السورية لدى المغتربين، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الجالية والدولة، في إطار سعي الخارجية السورية إلى تحديث منظومتها القنصلية في أوروبا وتقديم خدمات أكثر فاعلية للمواطنين في المهجر.
By Osama Haddad
