مع تزايد الحديث عن انقطاع محتمل للتيار الكهربائي، وتعطل سلاسل التوريد، واحتمالات الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية. يحذر خبراء الأمن من أن القدرة على الصمود المدني في ألمانيا قد تكون محدودة إذا حدثت أزمة كبيرة. يشدد مستشار الأمن السيبراني في مؤسسة كونراد أديناور فرديناند جيرينجر على أهمية استعداد المواطنين بشكل مسبق لمواجهة حالات الطوارئ، حتى لو كانت احتمالية حدوثها منخفضة. وأضاف: “ليس الهدف إثارة الذعر، بل تعزيز وعي المجتمع وتحفيزه على الاستعداد لما لم نكن نتوقعه من قبل”.
نقاط ضعف البنية التحتية المحتملة
يشير جيرينجر إلى أن الخطط العملية لضمان استمرار الخدمات الأساسية قد لا تكون كافية. القوانين الأمنية الحالية تعود إلى زمن الحرب الباردة، فيما أصبحت العديد من البنى التحتية الحيوية مخصخصة، ما يثير تساؤلات حول أولويات الدعم بين الخدمات العامة والاحتياجات العسكرية أثناء أي أزمة. كما يمثل اعتماد ألمانيا على المخابز الكبيرة وسلاسل التوريد العالمية تحدياً إضافياً، إذ يمكن أن تتأثر الإمدادات الغذائية بسرعة إذا تعطلت شبكات النقل أو نقص سائقو الشاحنات الأجانب المتاحون عادة.
تحذيرات أمنية وسيناريوهات محتملة
يتحدث جيرينجر عن عدة سيناريوهات، بدءاً من تحركات عسكرية محتملة عند الحدود الشرقية، مروراً بحملات تضليل ضد البنية التحتية الحيوية، وصولًا إلى هجمات إلكترونية على الكهرباء والاتصالات والسكك الحديدية. ووضح أن: “الأزمات المستقبلية قد تتداخل بين التهديدات العسكرية والهجمات الهجينة، ما يصعب الفصل بينهما عند تفاقم الأحداث”.
توصيات للتحضير الشخصي: 72 ساعة من الاكتفاء الذاتي
يوصي جيرينجر المواطنون بالتحضير لمدة 72 ساعة على الأقل، كتدبير استباقي لتخفيف الضغط عن السلطات المدنية. ويشمل ذلك تخزين المياه والطعام، وضمان مصادر بديلة للكهرباء والتدفئة، ما يسمح للسلطات بالتركيز على المشكلات الأكثر حيوية مثل رعاية دور المسنين والمستشفيات.
السياق الدولي وتأثيره على الأمن المحلي
يربط جيرينجر التهديدات الداخلية بالمشهد الجيوسياسي، مشيراً إلى محاولات دول مثل إيران وكوريا الشمالية والصين وتركيا التأثير على ألمانيا من خلال التجسس والهجمات الإلكترونية والحملات السياسية، ما يجعل الاستعداد المبكر أمراً حيوياً لتعزيز مرونة المجتمع.
المقال كامل باللغة الألمانية هنا.
