رعاية الطفل في خطر.. ثغرات نظام المتابعة شمال ألمانيا! Foto: Canva Pro
14. أكتوبر 2025

رعاية الطفل في خطر.. ثغرات نظام المتابعة شمال ألمانيا!

تتزايد حالات تعريض الأطفال للخطر المبلغ عنها، لكن ما يبدو في النظام الرسمي يختلف كثيراً عن الواقع على الأرض. حادثة وفاة رضيع في برونسبوتيل (منطقة ديتمارشن) تعيد طرح أسئلة جوهرية حول دور السلطات وحدود تدخلها، وسط ارتفاع مستمر في عدد حالات الخطر المسجلة.

ارتفاع الحالات المبلّغ عنها وغير المبلّغ عنها

وفقاً للمكتب الإحصائي الاتحادي، سجلت شليسفيغ هولشتاين 1062 حالة تعريض أطفال للخطر في عام 2023، بزيادة قدرها 10.5% عن العام السابق. يؤكد ذلك الدكتور رالف فان هيك، رئيس رابطة أطباء الأطفال في الولاية، أن العدد الفعلي أكبر بكثير، لأن العديد من الحالات لا يبلّغ عنها رسمياً، خصوصاً في حالات الإهمال أو الاعتداء الجنسي.

السيطرة عبر الفحوصات الطبية  U-Untersuchungen

من المفترض أن تكتشف فحوصات الأطفال الروتينية أي مشاكل في النمو أو علامات إهمال. تبدأ هذه الفحوصات من U1 عند الولادة وحتى U9 قبل دخول المدرسة. ولكن، كما يوضح الدكتور فان هيك، كثير من حالات التعرض للخطر لا يمكن اكتشافها خلال هذه الزيارات، فحتى الأطفال المصابون بإصابات واضحة قد لا يعرضون على الطبيب، وبعض أنواع الاعتداء، مثل الاعتداء الجنسي، صعبة الاكتشاف.

بداية الالتزام الرسمي فقط من فحص U4

تبدأ الدعوات الملزمة من مكتب شؤون الأسرة عند فحص U4، أي في الشهر الثالث أو الرابع من عمر الطفل. إذا لم يمتثل الوالدان، يصله تذكير، ثم يبلغ المكتب مكتب الصحة أو رعاية الشباب. لكن المشكلة تكمن في أن الأطفال الذين يتخلفون عن فحوصات U2 أو U3 المبكرة لا يمكن ملاحظتهم إلا بعد فحص U4، ما يعني أن الفترة الأولى من حياة الطفل تمر غالباً بدون مراقبة رسمية.

المساعدة المبكرة: دعم محدود وضروري

الأسابيع الأولى بعد الولادة تحديات صعبة للعديد من العائلات بسبب قلة النوم والمتطلبات المفرطة وضعف الدعم الاجتماعي. لذلك تقدم جمعيات حماية الطفل الموجودة في شليسفيغ هولشتاين دعماً مبكراً وسرياً، يمكن للآباء أو الجيران اللجوء إليه قبل تدخل مكتب رعاية الشباب، لتجنب التصعيد المباشر.

وغالباً لا تتوفر المساعدة الفورية، فحسب سيلكه كراوس، مديرة جمعية حماية الطفل في أوستهولشتاين “أحياناً تكون ثلاثة أو أربعة أيام فترة طويلة جداً”. ونقص الأخصائيين والتمويل يؤدي إلى حرمان مناطق كاملة، خصوصاً الريفية، من الدعم الوقائي.

لكن معظم الخدمات الوقائية ليست إلزامية، ما يجعلها غير فعالة إذا لم يدرك الآباء حاجتهم لها أو رفضوا التعاون. ووفقاً لكريستينا برون من مركز أولدنبورغ “هناك بالتأكيد عائلات ترفض الاستشارة ولا ترغب في الدعم”.

دور مكاتب رعاية الشباب: الملاذ الأخير

إذا فشلت الوقاية، يتدخل مكتب رعاية الشباب عند تلقيه بلاغاً عن تعرض الطفل للخطر. وتختلف الإجراءات حسب الحالة، من تقديم المساعدة إلى رعاية الطفل، ولا توجد خطة استجابة موحدة على مستوى الولاية. أما الإشراف على المكاتب فيظل تحت الحكم الذاتي المحلي، ما يخلق تفاوتاً في الممارسات من بلدية لأخرى.

الأعباء على مكاتب رعاية الشباب

عادة ما تفتقر المكاتب المحلية إلى أخصائيين كافيين لتقييم مستوى الخطر، حسب الدكتور فان هيك. بعض المكاتب مثقلة بالحالات المؤكدة، ما يقلل قدرتها على التعامل مع الحالات الجديدة بكفاءة. ورغم أن وزارة الشؤون الاجتماعية تشرف قانونياً على المكاتب، بينما البلديات مسؤولة عن التوظيف، لكن النقص في الموظفين ما يزال يؤثر على عمل المكاتب.

التحديات الواقعية: حماية الأطفال ليست كافية

حتى مع وجود الجمعيات والمكاتب، غالباً ما يطبق إشعار السلطات فقط عندما تمر العائلات بأزمة حادة. وهو ما أكدته سيلكه كراوس من جمعية حماية الطفل “لن نتمكن من حماية أطفال مجتمعنا من التعرض للخطر ونعجز عن مساعدتهم. للأسف، لن نتمكن من منع ذلك رغم غبتنا بذلك”.

المصدر باللغة الألمانية هنا

Amal, Hamburg!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.