ارتفعت تكلفة التدفئة بشكل ملحوظ في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة. ويضطر الآن من يشغّلون أنظمتهم بالغاز أو النفط أو التدفئة المركزية، إلى دفع مبالغ أكبر بكثير، وفقًا لأحدث تقرير تدفئة صادر عن شركة Techem، مزود خدمات الطاقة، والذي حلل بيانات أكثر من مليون شقة.
التوفير لم يعد مجديًا!
يظهر التقرير أيضًا أنه على الرغم من أن الأسر في ألمانيا خفضت استهلاكها للطاقة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، إلا أن إمكانات التوفير تبدو الآن وكأنها قد استُنفدت إلى حد كبير. كانت هناك علاقة واضحة بين التكاليف وحجم الاستهلاك. فقد أدت زيادة الأسعار بنحو 4% إلى انخفاض في الاستهلاك بنحو 1%. وقد نجحت هذه القاعدة حتى عام 2020 تقريبًا، لأن الأسر كانت ما تزال تتمتع بالقدرة على التوفير، كخفض درجة حرارة الشوفاجات، أو تقصير مدة التهوية، أو تقليل تدفئة الغرف الفردية.
تكاليف قياسية!
في العام الماضي، كانت التكلفة الإضافية كبيرة بشكل خاص ضمن المباني المجهزة بتدفئة مركزية. بسبب أسعار الغاز الطبيعي ووقود التدفئة المرتفعة نسبيًا، أما التدفئة بالكهرباء فكانت أرخص! ولا يعود السبب في ذلك إلى ارتفاع أسعار الوقود فحسب، بل أيضًا إلى مشاكل الكفاءة: فالتدفئة المعتمدة على الكهرباء على سبيل المثال، غالبًا ما تستخدم في منازل معزولة جيدًا، ما يقلل الاستهلاك.
الاختلافات عبر ألمانيا
تختلف تكاليف التدفئة في ألمانيا بشكل كبير أيضًا، حسب المنطقة ومصدر الطاقة المستخدم. تُعتبر تكلفة الغاز الطبيعي منخفضة نسبيًا في بعض المناطق؛ ففي عام 2024، كانت منخفضة بشكل خاص في بافاريا. وغالبًا ما تكون التدفئة المركزية باهظة الثمن بشكل خاص في المناطق الحضرية. كما يُظهر وقود التدفئة، وهو شائع الاستخدام بشكل خاص في المناطق الريفية، اختلافات إقليمية كبيرة.
إمكانات هائلة
على الرغم من أن التدفئة المركزية غالبًا ما تكون باهظة الثمن، إلا أنها تزداد أهمية، لا سيما لمنازل العائلات، وهي تُمثل الآن حوالي 32% من إجمالي استهلاك الطاقة. يُعد هذا تطورًا إيجابيًا للمناخ، فانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من التدفئة المركزية، بمتوسط 166 غرامًا لكل كيلوواط/ساعة، أقل بكثير من انبعاثات الغاز الطبيعي (201 غرام/كيلوواط/ساعة).علاوة على ذلك، ووفقًا للخبراء، فإن حصة الطاقة المتجددة في إنتاج التدفئة المركزية آخذة في الازدياد، ما يجعلها أكثر ملاءمة للبيئة وأقل تأثرًا بتقلبات أسعار الوقود الأحفوري مستقبلاً.
ومع ذلك، فإن التدفئة المركزية في ألمانيا حاليًا بعيدة كل البعد عن الاستدامة في العديد من المناطق. ووفقًا لشركة Techem، كانت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2024 مرتفعة بشكل خاص في كولونيا ومحيطها. وكذلك في هامبورغ وأجزاء من شرق ألمانيا.
الحياد البيئي والتدفئة
من المقرر أن يصبح قطاع البناء بأكمله محايدًا مناخيًا بحلول عام 2045. في هامبورغ، صوّت المواطنون مؤخرًا في استفتاء على أن تصبح المدينة بأكملها محايدة مناخيًا بحلول عام 2040.
يتطلب هذا إما تدفئة مركزية أنظف أو تحويلًا واسع النطاق إلى مضخات الحرارة. ووفقًا لدراسة Techem، من المرجح أن تكون حوالي 90% من المباني مناسبة لاستخدام مضخات الحرارة المركزية مع تعديلات طفيفة فقط.
