تشير دراسة حديثة صادرة عن شركة التأمين HDI إلى أن أكثر من نصف العاملين في ألمانيا لا يرغبون في العمل بدوام كامل، إذ أوضح 53% منهم أنهم يفضلون التحول إلى الدوام الجزئي إذا أُتيح لهم ذلك. وبحسب الدراسة التي أُجريت بالتعاون مع معهد YouGov وشملت 3,739 موظفاً في شهري حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو 2025، فإن الرغبة بالدوام الجزئي ارتفعت بنقطتين مئويتين مقارنة بالعام الماضي.
العمل الجزئي والعمل بدوام كامل
ووفقاً لنتائج الدراسة يُلاحظ أن الفروق العمرية تلعب دوراً مهماً في هذا التوجه؛ فبينما بلغت نسبة المؤيدين للعمل الجزئي لدى من هم دون الأربعين عاماً 57%، انخفضت النسبة إلى 49% لدى الفئات الأكبر سناً.
كما كشفت الدراسة، التي نقلها موقع تاغسشاو الإخباري، أن الأزمات العالمية عززت الميل نحو الوظائف الحكومية، حيث قال 43% من المستطلَعين إنهم يفضلون العمل في القطاع العام مقابل 40% فقط اختاروا القطاع الخاص.
ووفقاً للدراسة، يعود السبب الرئيس وراء تفضيل القطاع العام إلى الأمان الوظيفي بنسبة 54%، تليه مزايا التقاعد الأفضل (46%)، ثم ارتفاع صافي الدخل (32%)، وأخيراً انخفاض الضغوط المرتبطة بالعمل (24%). كما أشار ربع المشاركين تقريباً إلى أن الوظائف الحكومية أصبحت أكثر جاذبية خلال السنوات الخمس الأخيرة، بما في ذلك المديرون، حيث أعرب 32% منهم عن التوجه ذاته.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة HDI، ينس فاركنتِن، إن “تزايد انعدام الاستقرار عالمياً جعل الحاجة إلى الأمان الوظيفي مطلباً حتى لدى القيادات”، مضيفاً أن هذا الميل لدى الأجيال الشابة يوحي بأنه ليس مجرد ظاهرة عابرة.
البعض يفضل الدوم 4 أيام في الأسبوع
وبحسب تقرير نشرته صحيفة فيلت، فإن ألمانيا تُعد من بين الدول الأوروبية التي تسجل واحدة من أعلى نسب العمل بدوام جزئي، إذ يعمل حوالي 29% من القوى العاملة بدوام جزئي، بينما تبلغ النسبة لدى النساء نحو 48% مقابل 12% فقط لدى الرجال. كما نقلت الصحيفة عن خبراء أن الفجوة بين الجنسين في أنماط العمل لا تزال قائمة، ما يطرح تحديات اجتماعية واقتصادية على المدى البعيد.
وفي سياق متصل، كانت دراسة سابقة لشركة HDI عام 2022 قد أظهرت أن ثلاثة أرباع الموظفين تقريباً يفضلون أسبوع عمل مكوّن من أربعة أيام، معتبرين أن النماذج المرنة تزيد من جودة الأداء وتساعد على التوازن بين العمل والحياة. غير أن بعض الباحثين، وفقاً لصحيفة بيلد، حذّروا من مخاطر تقليص ساعات العمل من دون تقييم شامل للتأثيرات على الإنتاجية، خصوصاً في القطاعات التي تعاني من نقص اليد العاملة مثل الصحة والرعاية.