استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة نقص العمالة الماهرة Photo: Canva Pro/الصورة رمزية
18. أغسطس 2025

استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة نقص العمالة الماهرة

“مرحبا، أنا سارة، كيف يمكنني مساعدتك؟” بهذه التحية، يلتقي العملاء بنظام الذكاء الاصطناعي في شركة ماريو شونك لتدفئة المنازل. ورغم أن الصوت ودود وطبيعي، إلا أن الطرف الآخر ليس إنساناً، بل برنامج ذكاء اصطناعي قادر على تقديم المعلومات، المشورة، وحتى عروض الأسعار لتركيب مضخات حرارية جديدة. بحسب مالك الشركة ماريو شونك، فإن الذكاء الاصطناعي يعمل على مدار الساعة، حتى في العطلات الرسمية، ما يضاعف إنتاجية المكتب بشكل كبير.

الذكاء الاصطناعي وساعات العمل الممتدة

بدأ شونك اعتماد الذكاء الاصطناعي منذ عام 2021، مخصصاً له التعلم من البيانات واكتساب الخبرة تدريجياً. يمكن للنظام القيام بمعظم الأعمال المكتبية بشكل مستقل، مع بقاء العمليات اليدوية الدقيقة مثل تركيب الأجهزة مقصورة على الحرفيين البشر. كما يؤكد شونك: “الحرفية تبقى دائماً الحرفية، وسنحتاج دائماً إلى أشخاص حقيقيين”.

الذكاء الاصطناعي كحل

وفقًا لكريستوف كراوس من Mittelstand Digitalzentrum في كوبلنز، يزداد اهتمام الشركات الصغيرة بالذكاء الاصطناعي بشكل كبير، خاصة لتخفيف الضغط الناتج عن ارتفاع تكاليف العمالة. يستخدم الذكاء الاصطناعي اليوم في إعداد العروض، توثيق مواقع البناء، وحتى الترجمة الفورية للغات متعددة، ما يوفر الوقت ويسهّل التواصل في مواقع العمل.

التطبيقات العملية في مواقع البناء

يشير كراوس إلى أن الذكاء الاصطناعي سيتطور قريباً ليشمل توثيق مواقع البناء بشكل مستقل، مراقبة تقدم المشاريع، وضمان معايير السلامة. كما يمكن للآلات التفاعلية، مثل آلات النجارة الذكية، أن تساعد العاملين الجدد على استخدامها بسهولة، ما يعزز من قدرة الشركات على مواجهة النقص الحاد في العمالة الماهرة، والذي يُقدّر بنحو 250 ألف عامل وفقاً للرابطة المركزية للحرف الألمانية.

الذكاء الاصطناعي في المخابز: تخطيط الإنتاج بدقة

في مخابز ماركو غرونيفالد، يستخدم الذكاء الاصطناعي لتوقع حجم الطلب اليومي بناءً على عدة عوامل مثل الطقس وأعمال البناء المجاورة، ما يقلل الفاقد الغذائي بنسبة 5 إلى 10٪. ومع ذلك، يؤكد اتحاد Food-Genuss-Gaststätten على أهمية الحفاظ على المبيعات الشخصية والتواصل المباشر مع العملاء، وعدم الاعتماد الكامل على الأنظمة الرقمية.

الاعتبارات الأخلاقية ومسؤولية الاستخدام

تثير استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحرف اليدوية تساؤلات أخلاقية، وفقاً لأستاذة الأخلاقيات كارين جويستن. فهي تحذر من فقدان المعرفة التقليدية في حال الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي، وتدعو إلى نقاش اجتماعي أوسع حول حدوده.

التدريب والدمج بين الإنسان والآلة

من وجهة نظر نقابة الصناعات المعدنية IG Metall، يعد الذكاء الاصطناعي فرصة للتركيز على المهام اليدوية الحقيقية، شرط تنظيم استخدامه وتدريب العمال على التعامل معه. هيلموت ديتكه، منسق الحرف اليدوية في المجلس الإداري، يؤكد: “يجب ألا يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر، بل أن يخدمهم”. في شركة ماريو شونك، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسياً من الحياة اليومية، بما في ذلك التسويق وجذب العمال المهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

المقال كامل باللغة الألمانية هنا.

Amal, Hamburg!
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.