إذا كنت تقدمت حديثاً بطلب للحصول على الجنسية الألمانية ، فهذا يعني بالضرورة الإجابة عن أسئلة إضافية. تلقى البعض تلك الأسئلة مؤخراً عبر البريد الإلكتروني أو عبر البريد الورقي. ومن بينها أسئلة تتعلق بموقف المتقدم للحصول على الجنسية الألمانية من حماية الحياة اليهودية وخاصة دولة إسرائيل؟
في مارس/ آذار من العام الماضي أضافت وزيرة الداخلية الاتحادية نانسي فيزر، عدة أسئلة جديدة لقائمة أسئلة اختبار التجنس. وصرحت فايزر لصحيفة دير شبيغل: “أي شخص لا يشاركنا قيمنا لا يستطيع الحصول على جواز سفر ألماني”. وأضافت: “يجب على أي شخص يريد أن يصبح ألمانياً أن يعترف بالمسؤولية الخاصة تجاه حماية اليهود وإسرائيل”. ويطلب من المتقدم الإجابة على تلك الأسئلة من خلال التعبير عن رأيه في صفحة خالية مخصصة لذلك، والاسترسال في الإجابة مثل موضوعات التعبير. فما هي الأسئلة الجديدة؟
الأسئلة الإضافية التي تلقاها البعض
كجزء من إجراءات التجنيس، سيُطلب من المتقدم الإعلان عن التزامه بالنظام الأساسي الديموقراطي الحر. ماذا تفهم من هذا وماذا يعني هذا النظام الدستوري بالنسبة لك شخصياً. كذلك سيُطلب منه الاعتراف بالمسؤولية التاريخية لألمانيا عن النظام النازي الظالم وعواقبه، وخاصة فيما يتعلق بحماية الحياة اليهودية. وكذلك فيما يتعلق بالتعايش السلمي بين الشعوب ومنع الحرب العدوانية. فما هو موقفك من حماية الحياة اليهودية وخاصة دولة إسرائيل؟ أما السؤال الثالث، فما هو موقفك من المساواة في الحقوق بين الرجال والنساء؟ وإذا كنت متزوجاً أو في علاقة، فكيف تعبّر عن هذا المبدأ في حياتك اليومية؟
ردود أفعال من تلقوا تلك الأسئلة الإضافية
تلقت سميرة (اسم مستعار) وأحد أصدقائها الأسئلة الإضافية في خطاب. شعرت في البداية بالقلق لأن خمسة أصدقاء آخرين تقدموا بطلب للحصول على الجنسية ولم يتلقوا تلك الأسئلة الإضافية. ساورتها مخاوف من أن تكون مشاركتها على السوشيال ميديا بخصوص الحرب الإسرائيلية على غزة مراقبة، أو أن أحداً صورها خلال مشاركتها في المظاهرات الداعمة لفلسطين. هي تعرف ان أفعالها قانونية فمن حقها التظاهر لكن لديها إحساس بالخوف وتشعر بأن ذلك تقييد لحرية التعبير عن الرأي. وتقول: “من حقي أن اعترض على سياسة إسرائيل، طالما أفعل ذلك بطريقة قانونية ومن المفترض ألا يكون ذلك نقطة ضغط بخصوص الحصول علي الجنسية”.
بينما شعر أحمد (اسم مستعار) بالانزعاج من الجمع بين اليهود وإسرائيل في السؤال ذاته. فعلى حد قوله إن الاعتراف بالمسؤولية التاريخية لألمانيا خلال الحكم النازي ووصفه بـ ”الظلم” الذي تعرض له اليهود تعتبر كلمة لا تعبر عن فداحة ما تعرض له اليهود. وهو ليس لديه مشكلة على الإطلاق في الاعتراف بذلك. حيث يرى أن حماية أرواح اليهود واجبة مثل حماية أي أرواح بريئة، بل إن دينه يطلب منه ذلك. لكنه ينتقد تضمين حماية دولة أخرى “إسرائيل” في نفس الجملة. ويتساءل: “هل حماية دولة إسرائيل واجبة أياً كانت أفعالها؟”.
تعديلات في قائمة أسئلة اختبار الجنسية (Einbürgerungstest)
استُبدلت أسئلة قديمة بعشرة أسئلة جديدة وتحديث سؤالين آخرين في قائمة أسئلة اختبار التجنس. حيث يأتي أسفل كل سؤال أربعة اختيارات. ويتطلب اجتياز الاختبار أن يُجاب بشكل صحيح على 17 سؤالاً على الأقل من أصل 33 سؤالاً ضمن كتالوج يحتوي على 100 سؤال محتمل. ومن ضمن الأسئلة الجديدة، على أي أساس قانوني تأسست دولة إسرائيل؟ وكم عدد السنوات التي مضت على وجود أول جالية يهودية على أراضي ألمانيا الحالية، وما هي المدن التي تضم أكبر الجاليات اليهودية في ألمانيا. كذلك أسئلة تضمنت المسؤولية الخاصة التي تتحملها ألمانيا تجاه إسرائيل، وكيف يمكن معاقبة الأشخاص مُنكري الهولوكوست جنائياً.
هل يمكن إلغاء الجنسية بعد الحصول عليها؟
إن الإدانة بارتكاب فعل معادٍ للسامية أو عنصري أو غير إنساني آخر تمنع التجنس. لكن أيضاً يمكن إلغاء الجنسية بعد الحصول عليها خلال عشر سنوات إذا حصل أحدهم عليها من خلال معلومات غير صحيحة أو غير كاملة عمداً. حيث جاء في مسودة قرار وزارة الداخلية الاتحادية وفقاً لموقع Welt أن اختبار التجنس لا يمكنه استبعاد إمكانية نجاح المعادين للسامية في اجتيازه من خلال الإجابة على الأسئلة بشكل صحيح. ووفقاً للقانون الجنائي الألماني فإنه يمكن معاقبة من ينكر الهولوكوست بالسجن لمدة تصل إلي خمس سنوات أو بالغرامة المالية.
