كيف تعكس الألعاب القيم والعنصرية لدى المجتمعات؟ Photo: Canava
23. أغسطس 2024

كيف تعكس الألعاب القيم والعنصرية لدى المجتمعات؟

اللّعب ليس مجرد وسيلة لتسلية الأطفال؛ فهي تعكس قيم المجتمعات وحتى التحيزات العنصرية. هذا ما توصل إليه متحف اللّعب في نورنبيرغ، حيث حدد (70.) لعبة على أنها ألعاب عنصرية ضمن مجموعة ألعاب المتحف المكونة من حوالي 90 ألف لعبة. وأوضحت مديرة المتحف، كارين فالكنبرغ، أن اللّعب دائمًا ما تكون “سياسية”، لأنها تحمل في طياتها مواقف وقيم تعكس المجتمع.

اللعب العنصرية: “بيتر الأسود” و”الدمى البيضاء”!

من بين الألعاب المصنفة كألعاب عنصرية، لعبة ورق قديمة تعرف باسم “بيتر الأسود”، إذ تظهر رجل أسود بشفاه متضخمة وعيون كبيرة. كما تم تحديد “دمية رقص سوداء” قديمة تعود إلى ما يزيد عن 100 سنة على أنها لعبة عنصرية. والتي كانت تعمل بعد تدوير مفتاح مثبت عند ظهرها.

إعادة تفسير تاريخ اللّعب

في محاولة لمعالجة هذه الصور النمطية، عرض المتحف بعض الألعاب مع توضيحات ثنائية اللغة. على سبيل المثال، أضاف مشهد خلفي جديد للعبة “بيتر الأسود” يظهر فيها بشخصية قوية ومتحررة من القوالب النمطية. هذه التعديلات تهدف لإعادة تفسير تاريخ اللّعب وتقديمه بشكل يتناسب مع قيم اليوم.

الدمى البيضاء: مشكلة تمثيل

جانب آخر من التحيز الذي يتم استكشافه هو هيمنة الدمى البيضاء على السوق. على الرغم من أن البيض يمثلون حوالي 10% فقط من سكان العالم، فإن 90% من الدمى المباعة بالأسواق هي دمى بيضاء، ما يثير تساؤلات حول تمثيل الأعراق الأخرى في اللّعب.

البعد الإنساني في صناعة اللّعب

التحقيق في صناعة اللّعب يكشف أيضًا عن بعد إنساني مهم، إذ تثير منظمات مثل “فير تويز” (Fair Toys) قضايا تتعلق بالظروف غير الإنسانية التي يعمل فيها العديد من العمال بمصانع الألعاب في دول الشرق الأقصى. ويسعى المتحف لتسليط الضوء على هذه القضايا من خلال التعاون مع منظمات تعزز المسؤولية الاجتماعية والبيئية في إنتاج الألعاب.

أهمية اللعب كمرايا ثقافية

تؤكد فالكنبرغ أن اللعب تحمل قيمة تاريخية وثقافية كبيرة، فهي تعد “رموزًا لثقافتنا ومصادر لتاريخنا ومرآة لتقدمنا”. فهذه الألعاب على سبيل المثال، ليست مجرد أدوات للتسلية، بل هي جزء من النسيج الاجتماعي والثقافي الذي يعكس التطورات والتمثيلات في المجتمع.

المصدر