العدالة لامرأة محجّبة في محكمة هامبورغ

من أجل نيل العدالة رفعت امرأة محجّبة دعوى قضائية في محكمة هامبورغ بتهمة التمييز الديني وربحت الدعوى. حيث كانت قد تقدمت بطلب إلى شركة خاصة للعمل كمساعد أمن الطيران في مطار هامبورغ. لكنّ الشركة رفضت طلبها لأنها ترتدي الحجاب.

لذلك لجأت “ديلارا ت” البالغة من العمر 52 عاماً إلى “أميرة” مركز استشارات مكافحة التمييز في شتايندام. وهناك نصحوها برفع دعوى قضائية. بينما جادلت شركة الأمن في المحكمة بأن على مساعدي أمن الطيران يجب أن يظهروا بشكل محايد. واستشهدت بقرار حظر الحجاب في أماكن العمل لدى الشرطة الاتحادية. لكن المحكمة أعلنت أنه لا يوجد مثل هذا الحظر لهذا النوع من الوظائف.

التمييز ضد النساء المحجبات في الحياة اليومية

بحسب تجربة وكالة مناهضة التمييز “أميرة” فإن عدداً قليلاً فقط من الأشخاص المتضررين من التمييز يذهبون إلى المحكمة لتأكيد حقهم في المساواة في المعاملة. وسعادة ديلارا ت. باعتراف المحكمة بالتمييز كبيرة. لأنها تلاقي تمييزاً خلال الحياة اليومية “تتعرض العديد من النساء اللاتي يرتدين الحجاب للتمييز في سوق العمل ويُحرمن من اختيار المهنة. وهو في الواقع حق من حقوق الإنسان”. وينبغي الآن أن يشجّع هذا النصر النساء على المطالبة بحقوقهنّ.

على الشركة دفع التعويضات

ورغم أن الشركة غير مجبرة على توظيف المرأة المسلمة، ولكن يتعين عليها دفع تعويض قدره 3500 يورو. ووفقاً لـ NDR يمكن للشركة الاستئناف أيضاً.

مكافحة التمييز والعنصرية تتطلب دعم المجتمع المدني

في ألمانيا يعد التمييز ضد الأشخاص جريمة جنائية. لكن عدداً كبيراً من الأشخاص يتعرضون لمثل هذه السلوكيات في مختلف مجالات الحياة الاجتماعية بدءاً من مكان العمل وحتى عندما يذهبون إلى المكاتب والمدارس والمراكز الطبية. ويصعب على ضحايا التمييز الحديث عنه والمطالبة بحقوقهم. لأنه من الصعب إثبات التمييز ولأن المسؤولين عن مكافحة التمييز لا يعرفون في كثير من الأحيان كيف يؤثر التمييز على الأشخاص المتضررين وكيف يمكن الحد منه.

لهذا السبب من المهم إنشاء مراكز استشارية مستقلة لمكافحة التمييز. حيث يكون مكاناً للإبلاغ عن التمييز والتحدث عنه، وكذلك للحصول على الدعم المهني وتعزيز الحلول العملية للحصول على الحقوق. منذ عام 2006، أدت هذه الأسباب والدوافع إلى إنشاء مركز يسمى “أميرة” في هامبورغ، والذي يعمل بشكل مماثل في جميع الولايات الفيدرالية تقريباً لمكافحة التمييز.
ووفقاً لمسؤولي مركز أميرة للإرشاد “على الرغم من أنه من الأسهل تلقي وتقديم الاستشارة في هامبورغ كمدينة كبرى، إلا أن العديد من الولايات الفيدرالية تفوقت على هامبورغ منذ فترة طويلة في مكافحة التمييز”.

المؤسسات والموظفين الداعمين لأميرة

مركز أميرة للاستشارات مملوك لشركة النقل (basis & woge eV). وتموّله إدارة الرعاية الاجتماعية (وزارة العمل والصحة والشؤون الاجتماعية والأسرة والتكامل). يتكون فريق العمل في هذه المنظمة من 5 موظفين، معظمهم تعرضوا للتمييز ولديهم مهارات لغوية مختلفة. لغات الاستشارة في هذا المركز هي الألمانية والتركية والإنجليزية والفرنسية والعربية والإسبانية، ولكن يمكنهم استدعاء المترجمين للغات الأخرى أيضاً.