ببساطة اشتهي ما شئت من طعام بلدك وسيصلك في غضون دقائق أو باليوم التالي! هذه هي الفكرة الرئيسة لشركة “HomeMeal”، التي تأسست عام 2020 بمدينة برلين وتتوسع الآن في عدة مدن ألمانية أخرى مثل فرانكفورت. تتبنى “HomeMeal” نهجًا فريدًا يقوم على فكرة توفير وجبات منزلية محضّرة بأيدي أمهر الطهاة المنزليين. بهدف بناء جسور من التواصل بين مختلف الثقافات. وتقوم فكرة الشركة بالأساس بالتعاقد مع طهاة منزليين، يقومون بإعداد الطعام في مطابخهم الخاصة. وتقديمه للعملاء عبر منصة الشركة على الإنترنت، ما يتيح للزبائن الاختيار من بين مجموعة متنوعة من الأطعمة والوجبات.
مشروع فريد من نوعه في ألمانيا
“يتميز الطعام الذي يقَدَّم عبر موقع HomeMeal بأصالته”، بهذه العبارة يصف السيد مارتن شميدت. الرئيس التنفيذي والمؤسس للشركة، كيف يختلف HomeMeal عن غيره من مواقع توصيل الطعام الأخرى في ألمانيا. على الرغم من أن الشركة تصنف ضمن فئة خدمات توصيل الطعام، مثل “Lieferando“، إلا أنها على عكسهم لا تتعاقد مع المطاعم التجارية. بل تتفق مع أفراد عاديين، لم يمارسوا الطبخ كمهنة بل كهواية أبدعوا فيها. ويضيف شميدت، بأن الطهاة الذين يقدمون الأطباق في HomeMeal يحضرونها بنفس الطريقة التي يقومون بها لعائلاتهم. بمعنى أنها ليس تجارية كما في المطاعم، كما يستخدمون لتحضيرها المكونات الأصلية الحقيقية. ويضيف: “من هنا يظهر الاهتمام الكبير بأطباق طهاتنا”. وهو ما يشير إلى التميُّز الفريد لهذه الخدمة.
طعام صحي في الغربة
يتعامل مع الشركة حالياً في مدينة برلين وحدها حوالي 50 ألف عميل. وباعت في السنوات الثلاثة الأخيرة حوالي 150 ألف وجبة. ووفقاً لـ شميدت، تحظى أطباقهم بشعبية كبيرة بين المهاجرين الهنود والباكستانيين بشكل خاص. الذين لا يستطيعون العثور على طعام وطنهم الأصلي في المطاعم. كما وتعتمد العديد من العائلات الشابة، التي ليس لديها الوقت الكافي للطبخ يومياً على “HomeMeal”. لتوفير الطعام الصحي والأفضل لأطفالهم. وهذا ما يفسر العدد الكبير لعملاء الشركة في كامل ألمانيا البالغ حالياً حوالي 300 ألف عميل. واستجابة للطلب المتزايد، قررت الشركة توسيع نطاق عملها نهاية العام الماضي لتشمل مدينة فرانكفورت، ولديها الآن هناك حوالي 50 عميلاً.
الشركة تبحث عن طهاة!
في الوقت الحالي، تسعى الشركة، وفقًا لتصريحات شميدت، إلى ضم طهاة جدد بهدف تعزيز وجودها في المدينة. وذلك وفق شروط محددة، وتُعَدُّ مهارات الطهي من بين أهم الأمور المُطلوبة للمتقدمين. يقول شميدت: “نحن نبحث عن أفضل الطهاة الهواة على الإطلاق في البلاد، ولدي قناعة تامة بأن هناك فن طهي مخفي في المطابخ الخاصة يوازي مهارات أفضل وأشهر الطهاة المحترفين في العالم. وهذا ما نريده تحديداً، العثور على هؤلاء الأشخاص”. وكما يقول المثل الشامي الشهير: “مو كل من صف الصواني قال أنا حلواني”، تتبع الشركة إجراءات محددة لاختيار الطهاة. حيث يبدأ الأمر بالتواصل مع الشركة، ومن ثم تحضير وجبة من قبل المتقدم أو المتقدمة. وبعد ذلك يجب تبريدها وإرسالها عبر البريد إلى المقر الرئيسي بمدينة برلين. وهناك تقييم الوجبة من قبل فريق من الطهاة الدوليين. وبناءً على هذا التقييم، يُرسل الرد إما بقبول المتقدم أو رفضه.
شروط سهلة للعمل
أما عن الشروط الأخرى للعمل ضمن شركة “HomeMeal” فيقول شميدت، إن المهتمين يجب أن يكونوا مقيمين في أحد المدن الألمانية التي يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة مثل مدينة فرانكفورت على سبيل المثال. بالإضافة إلى ذلك يجب ألا يكون الطباخ يقسم في سكن مشترك، لكي يكون استخدام المطبخ حصراً من قبل الشخص نفسه. كما يفضل عدم وجود حيوانات أليفة بالمنزل. وبالنسبة للأسعار والعائد المادي، يقول شميدت: “على بياض” كما يقال بالعامية: “يبلغ سعر الوجبة من HomeMeal عشرة يورو. يحصل الطاهي أو الطاهية على ستة يورو ونصف منها. أما المبلغ المتبقي فيذهب إلى الشركة لقاء خدماتها اللوجستية مثل تكاليف نقل الطعام إلى الزبائن، والتغليف للشحن المبرد إلى كامل ألمانيا. بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية الأخرى.
للمهتمين يمكنكم الاطلاع على موقع الشركة بالضغط هنا.