يبدو هاجس البحث عن عمل همّاً يتشاركه الهاربون من جحيم بلادهم طوعاً كان هذا الهروب أم قسراً. فمَن منّا لم تؤرّقه فكرة العثور على عمل بسرعة؟ ناهيكم عن المعاناة مع لغة البلاد الجديدة أو مع بعض الممارسات التي لا تخلو من عنصرية أو تمييز.
حوار حول العمل وقضايا أخرى ضمن “أيام المنفى في هامبورغ” التي أقيمت بمبادرة من “Körber Stiftung“. وبالتعاون بين مجلّة Kohero وMuseum der Arbeit Hamburg يوم الإثنين.
قراءة وجلسة حوار
الجلسة التي امتدّت على مدى ساعة ونصف تقريباً تضمّنت قراءة للصحفية سحار ريزا حول تجربتها في البحث عن عمل في ألمانيا وما عانته خلال رحلة بحثها. تلاها حوار أدارته رئيسة تحرير مجلّة كوهيرو نتاليا غروتي حول اللاجئين والمهاجرين والمصاعب التي يعيشونها في سوق العمل. وسبل البحث والعقبات الموجودة والمعاناة من العنصرية خلال العمل اليومي للاجئين والمهاجرين.
وفي نهاية الجلسة كان لنا حوار مع المدير العام ورئيس تحرير المجلّة حسام الظاهر..
تعاون مع “Körber Stiftung”
مجلّة كوهيرو التي تناقش في أعدادها قضايا اللاجئين والمهاجرين من جوانب مختلفة. وتخاطب عبر منصّاتها المجتمع الألماني. تعتبر، وفق ما قاله حسام الظاهر، Körber Stiftung شريكاً حيث كان لهم لقاء من قبل أي من حوالي 4 أو 5 سنوات. ومن خلال أيام المنفى في هامبورغ يستطيع كادر المجلّة أن يتوجّه إلى المجتمع الألماني الذي تتوجّه إليه المؤسسة. “يمكننا عن طريق المؤسسة أن نخاطب المجتمع الألماني الذي لم نتوجّه إليه بعد ونطرح أمامهم أفكاراً تهمّ اللاجئين. وتهمّ المجتمع الألماني أيضاً”.
هل تساعد مثل هذه النشاطات اللاجئين والمهاجرين؟
لأن الهدف الأساسي الذي أكّد عليه الظاهر هو التغيير الذي سيساهم بمدّ بيد العون للقادمين إلى مجتمع جديد سواء كلاجئين أو مهاجرين. يرى الظاهر أن مثل هذه النشاطات لها تأثير على المدى البعيد “على المدى القصير لن نستطيع تأمين عمل لأحدهم غداً. لكننا نعمل على المدى البعيد من خلال طرح المشاكل ومناقشتها بهدف التغيير في المستقبل. فالتمييز والعنصرية التي يعاني منها اللاجئون والمهاجرون هي عنصرية هيكلية تحتاج إلى تغيير مؤسساتي ولأننا ضمن مجتمع ديمقراطي فهذا يعني أننا نحتاج إلى كثير من النقاش بالرأي العام حتى نستطيع التغيير”. كما تتطرّق إلى فكرة أن كثيراً من الألمان لا يعرفون بما يتعرّض له اللاجئون وما يعيشه. لذلك ومن خلال هذه الفعاليات “يتعرف الألمان على العنصرية التي يعيشها اللاجئون أو كيف يعيشون وما هي الصعوبات التي يواجهونها؟”.
مجلّة Kohero
المجلّة التي تحمل اسم Kohero والتي تعني التكاتف وفقاً للغة الإسبرانتو المصطنعة. تسعى إلى تحقيق التكاتف في المجتمع. فهي بالنسبة للظاهر منصة إعلامية تجمع بين القادمين الجدد والمجتمع الألماني. “اللاجئون هنا من جنسيات مختلفة منها العربي والأفغاني وغيرها واللغة التي تجمع ما بيننا كلاجئين ومع المجتمع الألماني أيضاً هي اللغة الألمانية. لذلك جاءت فكرة النشر باللغة الألمانية”. ” كما أن كوهيرو تعرّف المجتمع الألماني بالقادمين الجدد عن طريق أفكارهم وقصصهم وما يهتمون به ويفضلونه”.
التغيير هو الهدف!
يعتبر الظاهر أن القيام بعمل ما من أجل التغيير خير من الجلوس والحديث عن مشاكلنا وهمومنا في البيوت. “بالعودة إلى سؤالك لماذا لا يعرف عنكم الكثير من العرب؟ كوهيرو هي محاولة للقيام بالتغيير. نطرح المشكلة للرأي العام، ونحن منفتحون للمساعدة في حل مشاكل الناس، ومن يلجأ لنا نحن مستعدون للمساعدة. لكننا لسنا منظمة حكومية أو إنسانية وإنما نحن مؤسسة إعلامية تطرح المشكلة وتضيء عليها لنفتح باب الحوار الذي يؤدي إلى التغيير”.
- الصور لـ Jalal Hussaini