الكروشيه.. من مجرد هواية إلى بزنس!
13. مارس 2023

الكروشيه.. من مجرد هواية إلى بزنس!

من منا لم يحاول تعلم شيء جديد خلال فترة الإغلاق في2020 بسبب جائحة كورونا. أصيب العالم بشلل تام وجلسنا جميعاً أمام شاشات التلفاز نتابع الأخبار. بعد فترة بدأنا نشعر بملل شديد، خصوصاً في ظل سياسة التباعد الاجتماعي التي فُرضت علينا. تضرر البعض أكثر من الأخر، خصوصاً الأشخاص الذين كانوا يعيشون بمفردهم دون عائلة أو لم يتقاسموا مع آخرين سكناً مشتركاً. البعض حاول تعلم الطبخ وبدأ بنشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أو تعلم العزف على آلة موسيقية، أما جيلان سلامة كريبس فقد قررت تعلم الكروشيه..

تركت الشابة المصرية مدينة الإسكندرية منذ عشر سنوات وانتقلت للعيش في ألمانيا لدراسة الماجستير. كانت محطتها الأولى بمدينة Osnerbrück حيث أنهت دراستها هناك ثم انتقلت بعدها للعمل في برلين. تخصصت دراستها بإدارة المؤسسات غير الربحية لكنها لم تعمل في هذا المجال لطول مراحل التقديم في مثل تلك الوظائف. عملت في البداية كمدرسة للغة الألمانية ثم حصلت على وظيفة بالقطاع المالي. واليوم تعمل سلامة كمديرة حسابات لشركة Doodle هذا بالإضافة لانضمامها لأصحاب المشروعات الصغيرة بعد أن أسست مشروعها Garnfee لمنتجات الكروشيه اليدوية.

الكروشيه علاج مهدئ للأعصاب

بدأت جيلان تعلُم الكروشيه بالصدفة. كانت قد اقتنت أدوات كروشيه رغبة منها بصنع عروسة كهدية لابنة أختها، لكنها لم تحظ بالوقت للبدء. مع دخول الجميع في فترة الحظر فكرت في محاولة صنع العروسة. شاهدت سلام مقاطع فيديو لتعلم الكروشيه ومع مرور الوقت شعرت أنه ساعدها في الحفاظ على هدوء أعصابها. تقول سلام: “الكروشيه كان بمثابة اليوجا. كنت بحاجة لنشاط أُخرج فيه طاقتي. كانت البداية عام 2020 لكني قررت الاستمرار حتى مع العودة لحياتنا الطبيعية. أصبحت أصنع قطع الكروشيه وأنا أتحدث مع الأصدقاء أو أشاهد التلفزيون، فهو نشاط يمكنكم القيام به بجانب أعمال أخرى في نفس الوقت. أعرف بعض الأشخاص استخدموه لعلاج الاكتئاب. أكثر ما يفرح أن الشخص يشعر سريعاً بالإنجاز عندما تكتمل القطعة التي يصنعها”.

جنية الخيوط “Garnfee”

تتذكر جيلان المرة الأولى التي أمسكت فيها بإبرة الكروشيه خلال حصة التدبير المنزلي في المدرسة. كانت وقتها في الصف الأول الابتدائي بالمدرسة الألمانية ولم يستوعب عقلها الصغير كيف يمكن أن تتحول كرة الخيط إلى شال في النهاية. تخيلت وقتها أن هناك جنية ستفعل هذا الشيء. عندما بدأت تفكر في اسم لمشروعها أحبت أن تجمع بين كلمتي جنية ونسيج بالألمانية. تصنع جيلان جميع منتجاتها من خيوط نباتية لا تدخل فيها أصواف الحيوانات. فهي تستخدم خيوطاً من القطن أو البامبو أو الاكريليك والبوليستر. تقول جيلان: “لا يلزم أن تكون نباتياً 100% في حياتك لتساعد الطبيعة، لكن اتخاذ بعض الخطوات لا يزال له تأثير فعال”. خزانة جيلان تحتوي فقط على ملابس مصنوعة من خيوط نباتية. معظم الخيوط التي تستخدمها في الكروشيه تشتريها من متاجر في أوروبا لكن خلال زياراتها لمصر تقتني بعض الخيوط أيضاً لكن تصنع بها قطع محدودة فقط

أكثر التحديات التي تواجه جيلان هي التسويق للمنتج. تقول: “الأعمال اليدوية بطبيعتها تكلف أضعاف المنتجات المتاحة في السوق لأنها تستلزم وقتاً ومجهوداً أكثر. يتطلب ذلك ثقة كبيرة من المستهلك حتى يقوم بالشراء. أخطط لزيارة السوق الأسبوعي المجاور لمنزلي لأبيع منتجاتي وأسوق لها.

نصائح لأصحاب الأعمال الصغيرة

كونها مُلمة بخلفية مالية جيدة، ساعد ذلك جيلان ببدء مشروعها الصغير والقيام بالخطوات القانونية اللازمة. استطاعت التسجيل أونلاين في استمارة الأعمال التجارية “Gewerbeanmeldung”. تتحدث جيلان عن إمكانية بدء مشروع خاص صغير في ألمانيا بالرغم من العمل بدوام كامل. ما يتطلبه الأمر هو إعلام الموظف مكان عمله والحصول على الموافقة. فهي تعمل في الصباح بدوام كامل بينما تعتني بمشروعها مساءً وخلال عطلات نهاية الأسبوع. تنصح جيلان بزيارة موقع “kleinunternehmer.de” لوجود معلومات مفيدة حيث يقدم نصائح ويجيب على أسئلة شائعة يبحث عنها أصحاب الأعمال الصغيرة.

تؤكد جيلان على أهمية تعلم كتابة الفواتير بشكل صحيح وفقاً للنظام الألماني، لأن إعداد الإقرارات الضريبية بالنسبة لأصحاب المشروعات الصغيرة ليس سهلاً مثل الموظفين بدوام كامل. أما ميزة أن تكون من أصحاب الأعمال الصغيرة فلن تكون بحاجه لدفع 19% ضرائب المبيعات وفقاً للمادة “§ 19 Abs” وكذلك لا تطالب العملاء بها. أشارت جيلان أيضاً لأهمية مراعاة حقوق ملكية التصميم في حالة الاستعانة بتصميم متاح على الإنترنت وضرورة التواصل مع المصمم للتأكد من إمكانية استخدامه. خطأ صغير مثل ذلك قد يكلف آلاف اليوروهات في ألمانيا، خصوصاً في حالة عرض منتجاتكم للبيع على الإنترنت. كذلك أهمية استخدام Software أو الاستعانة بمحامي لملء الجزء الخاص بـ Datenschutz Erklärung وImpressum الموجودة بنهاية أي موقع ينشأ على الإنترنت. ملء تلك المعلومات بشكل صحيح خطوة مهمة لتجنب الاتهام بسرقة الملكية ودفع غرامات كبيرة.