مبادرة شعبية لمنع “لغة الجندر” بالكتابة الرسمية في هامبورغ! Foto: Aiden Frazier/ Unsplash
5. يناير 2023

مبادرة شعبية لمنع “لغة الجندر” بالكتابة الرسمية في هامبورغ!

“في غضون عامين سيكون بإمكان سكّان هامبورغ التصويت على لغة النوع الاجتماعي” بحسب موقع NDR. والمقصود هنا التصويت على ضرورة استخدام لغة واضحة للتعبير عن وجود نساء وأشخاص آخرين كـ “ثنائيي الجنس والمتحوّلين إلى جنس آخر”. فالمبادرة الشعبية تريد حظر علامات النجمة والنقطتين في اللغة الألمانية الرسمية لهامبورغ.

ما الذي تعنيه كلمة “جندر”؟ وما المقصود بلغة “الجندر”؟

“الجندر” كما ورد في موقع bpb؛ هو المصطلح الإنكليزي لما يسمى “الجنس الاجتماعي” في اللغة الألمانية. والمقصود به هو الهوية الفردية والدور الاجتماعي لكل شخص فيما يتعلق بالجنس وكيف يقيّمها المجتمع. ففي الأصل استخدم الجنس البيولوجي للاستدلال المباشر على الجنس الاجتماعي “الجندر” ونوقشت فيما بعد قابلية تغيير الجنس الاجتماعي. وأكّد المدافعون على أن الصفات البيولوجية مستقلة تماماً عن الدور الاجتماعي المسمّى بالجندر.

وهذا ما قاد إلى ضرورة وجود لغة تكون عادلة في طرحها لفكرة “الجندر”. خاصة فيما يتعلّق بالمراسلات الحكومية أو في لغة الصحافة والأدب. ومن هنا نشأت فكرة استخدام النجمة أو الخط المائل للتعبير عن العدل في مخاطبة الجنسين. كأن نقول على سبيل المثال: Burger*in والتي تعني: المواطن/نة.

مع ظهور أنواع اجتماعية أخرى كـ “ثنائي الجنس، المتحوّل إلى امرأة، المتحوّلة إلى رجل وغيرها” أصبحت طريقة مخاطبة الأشخاص باستخدام رمز النجمة أو الخط المائل طريقةً لتصنيف الأفراد في دوائر أكاديمية وغير أكاديمية. ووفق ما طرحه ألبيرت كيرير الذي يناضل من أجل المساواة بين الجنسين في عالم العمل مع مؤسسته “Prout at work“ لموقع NDR: “يتعلق الأمر بمخاطبة الجميع وليس استبعاد أي شخص. اللغة تشكل تفكيرنا فقط وكلما مارسناها كلما أصبحت طبيعية أكثر”. أما كاثرين كونكل رازوم فترى أن هناك لغة محايدة يمكن استخدامها في المعاملات دون الحاجة إلى استخدام علامات تحدّد الجنس، كأن نستخدم كلمة “توقيعك” بدلاً من “توقيع صاحب/ـة الطلب”.

إنهاء لغة الجندر في الإدارة والتعليم

“إنهاء لغة الجندر في الإدارة والتعليم” هو اسم المبادرة الشعبية لرئيستها سابين ميرتنز عضو مجلس إدارة جمعية اللغة الألمانية في هامبورغ. والتي أصبحت معروفة بسبب حكم قضائي. بعد أن رفعت دعوى قضائية ضد ناشرها في محكمة مقاطعة هامبورغ بسبب استخدام علامة تحديد الجنس في أحد نصوصها دون استشارتها.

مبادرة شعبية تعمل على نص التصويت منذ شهور

وفقاً لـ NDR 90.3؛ كانت المبادرة الشعبية تعمل على نص تصويت نظيف قانونياً لأكثر من عام. وفي حال توافق النص مع القانون فيمكن للمبادرة جمع 10 آلاف توقيع كخطوة أولى من بداية فبراير. وستكون الخطوة الثانية هي جمع حوالي 65 ألف توقيع. ويمكن أن يأتي الاستفتاء بعد ذلك في عام 2025 لانتخابات الحكومة في الربيع أو الانتخابات الفيدرالية في الخريف. وهناك احتمال أيضاً أن تقبل الحكومة الاستفتاء مسبقاً على أية حال فميرتنز متأكدة: “سنفوز بالتصويت 100%”.

انتقاد أهداف المبادرة

رفض ممثلو السياسة في هامبورغ إلى حد كبير مبادرة هامبورغ الشعبية. وقالت نائبة زعيم حزب الخضر في هامبورغ، لينا تساغيست: “هناك إجماع كبير داخل الحزب على أنهم يستخدمون لغة تراعي الفروق بين الجنسين في كلّ موقف”. بينما أعربت غابي دوبوش (SPD) عن قلق الحزب تجاه فكرة استخدام لغة حسّاسة للنوع الاجتماعي. وقال كانسو أوزدمير القائد المشارك لحزب اليسار: “الرغبة في حظر تغيير اللغة أمر سخيف وسلطوي”.

ضد الجندر

بالمقابل صرّح دينيس ثيرينغ (CDU) برفضه للمبادرة قائلاً: “نحن نرفض إجبار الناس على استخدام لغة غير صحيحة نحوياً”. أمّا كاتارينا بلوم FDP فأعربت عن قناعتها بأن المبادرة ستحصل على الأغلبية.

يذكر أن المجتمع الألماني نفسه منقسم حين يتعلّق الأمر بهذا الموضوع، وتظهر الدراسات أن هناك الكثير من الجدل بين الطرفين. وغالباً ما يميل الطرفان إلى العنف سواء كانوا من المؤيدين أم المعارضين.