تحقيق صحفي: الفيزا الروسية خطوة أولى على طريق اللجوء الجديد! Foto: Czarek Sokolowski/AP/dpa
14. ديسمبر 2022

تحقيق صحفي: الفيزا الروسية خطوة أولى على طريق اللجوء الجديد!

بعد أن فتحت روسيا مطار كالينينغراد أمام شركات الطيران الأجنبية كجزء من برنامج “الأجواء المفتوحة” في بداية تشرين الأول/ أكتوبر، بدأ المزيد من الناس من الشرق الأوسط في السير عبرهذا الطريق للوصول إلى أوروبا. هذا نتيجة بحث أجرته قناة SWR. ونُشر في موقع تاغسشاو الإخباري. وجاء في البحث، تقول وزارة الخارجية الاتحادي “منذ عدة أشهر، لاحظت الحكومة الاتحادية وشركاء الاتحاد الأوروبي زيادة في حركات الهجرة غير الشرعية على الطريق عبر روسيا (…) أبلغت لاتفيا وليتوانيا وبولندا عن حالات لأشخاص دخلوا بيلاروسيا بشكل غير قانوني مع تأشيرات روسية في جوازات سفرهم.

للمزيد : دعم ألماني لحل مأساة اللاجئين عند الحدود البولندية البلاروسية

2500 دولار ثمن تأشيرة روسيا

ووفقاً للبحث الذي أجراه الفريق الاستقصائي في SWR لبرنامج Vollbild، تبلغ تكلفة التأشيرة الروسية المطلوبة للجوء عبر كالينينغراد حوالي 2500 دولار في شمال العراق، ومن السهل الحصول عليها على ما يبدو. وقال أحد المهربين في محادثة مسجلة بالفيديو مع فريق Vollbild “إذا كانت أوراقك موجودة، فسوف يستغرق الأمر 10 أيام للانتقال من موسكو إلى ألمانيا”. ومع ذلك، فإن الطريق عبر كالينينغراد أغلى قليلاً من الرحلة عبر بيلاروسيا، والتي تكلف ما مجموعه 14500 دولار. السبب، على الأشخاص دفع رشاوى للسلطات الروسية أكثر من تلك البيلاروسية، بحسب المهرب. من جهتها لم تُجب وزارة الخارجية الروسية على طلب فريق العمل في Vollbild. 

شهادات حيّة

نجح فريق Vollbild في التواصل مع بعض اللاجئين. فآراس (اسم مستعار) سوري موجود في شمال العراق، ويحاول إيجاد طريق إلى الاتحاد الأوروبي عبر موسكو وبيلاروسيا. في وقت إجراء البحث، كان قد علق بالفعل في مينسك العاصمة البيلاروسية لعدة أسابيع. يبدو أن المهربين وعدوه بهروب سريع وغير معقد. يقول آراس “في الواقع لا نعرف شيئاً، إنهم لا يخبروننا الحقيقة. قالوا لنا إنه يتعين علينا المشي لمدة ساعتين، لكننا مشينا لمدة 20 ساعة”.
وكذلك التقى الفريق لاجئ آخر هو بيمان، وقد فر من إيران إلى أربيل في شمال العراق، ويود متابعة طريقه إلى أوروبا. هناك، كما يأمل بيمان، يمكن أن يخضع لعملية جراحية للجروح التي أصيب بها نتيجة طلقات نارية يقول إن الشرطة أطلقتها عليه خلال الاحتجاجات في إيران. في الوقت الحالي بيمان لا يمكنه النهوض على قدميه. وقال بيمان لفريق Vollbild بأنه إذا لم يتمكن من القيام بذلك بشكل قانوني، فسيحاول أيضاً الوصول إلى أوروبا بشكل غير قانوني عبر روسيا والتقدم بطلب للحصول على اللجوء هناك.

حوافز وخصومات وترويج

يرى فريق عمل Vollbild أن الهجمات الإيرانية بالصورايخ والطائرات بدون طيار على المنطقة الكردية في العراق هي أيضاً سبب لاستمرار تدفق اللاجئين مثل بيمان إلى الاتحاد الأوروبي، حيث يقوم المهربون على ما يبدو بحملات إعلانية صريحة لخدماتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي. بل ومن الواضح أنهم يقدمون امتيازات لجذب اللاجئين. وتُقدم حوافز للأشخاص الراغبين باللجوء عن طريقهم، منها الحصول على خصم في حال حشد اللاجئ أشخاصاً آخرين للسفر معه عبرهم. هذا ما قاله مخبر من أوساط المهربين للفريق الصحفي. كما يتم أيضاً تداول مقاطع الفيديو الإعلانية للاجئين الذين وصلوا إلى وجهتهم في مجموعات تيلغرام. ونقل الفريق الصحفي عن وزارة الخارجية قولها “نلاحظ أنه (..) يتم الإعلان عن هذا الطريق عبر روسيا وبيلاروسيا على وسائل التواصل الاجتماعي”.!

نقطة الاتصالات الأولى على الأغلب وكالات السفر

وجاء في البحث أنه بالنسبة للأشخاص الذين يرغبون في اللجوء إلى الاتحاد الأوروبي بتأشيرة روسية، فإن زيارة وكالة السفر غالباً ما تكون المحطة الأولى. ونقل الفريق الصحفي في برنامج Vollbild عن صاحب وكالة سفريات في السليمانية قوله إن مبيعات التأشيرات الروسية زادت في الأشهر الأخيرة. فخلال الصيف أو الفصول الدافئة، كانوا يبيعون ما يصل إلى 1000 تذكرة في الشهر. أما “الآن في فصل الشتاء، يتراوح عدد المسافرين بين 10 إلى 20 مسافراً في الشهر”. وعندما سأل الصحفيون صاحب وكالة السفريات حول ما إذا كان له علاقة بالمهربين، نفى ذلك وقال “العمل الذي نقوم به، مثل التقدم للحصول على تأشيرة أو بيع تذاكر الطائرة، قانوني”.

طريق كالينينغراد

وقال مالك وكالة السفر للصحفيين، أُنشيء الطريق عبر كالينينغراد بعد أن شنت الحكومة البيلاروسية حملة على اللاجئين. وللطريق مخاطره، المشابهة للطريق عبر بيلاروسيا. وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، توفي 21 شخصاً على الأقل بسبب البرد في غابات بيلاروسيا على الحدود مع بولندا الشتاء الماضي. وقال مهربون عراقييون في مقابلة مع الصحفيين، إن اللجوء لطريق بيلاروسيا مستمر حتى الآن.
ونقل الصحفيون عن بولينا بونيك، الطبيبة التي كانت تعتني باللاجئين الذين عبروا الحدود البيلاروسية إلى بولندا منذ آب/ أغسطس 2021، أنها تعرف من خلال تجربتها خطورة محاولة عبور الحدود. وقالت بولينا للصحفيين، إنه منذ بدء بناء السياج، شاهدت في الغالب كسوراً في الساقين لدى اللاجئين الذين اعتنت بهم. وكذلك إصابات في الرأس. وأوضحت أن اللاجئين الذين يأتون من بيلاروسيا تظهر عليهم علامات التعنيف. وتفترض الطبيبة أن قوات الأمن البيلاروسية ضربت هؤلاء اللاجئين. ومع ذلك، فإنها ترى أيضاً في فصل الشتاء انخفاض حرارة الجسم، وكذلك هناك أشخاص يعانون من سوء التغذية.

للمزيد : الانتهاكات بحق اللاجئين عند الحدود البولندية البيلاروسية!

بولندا تزيد الحماية الحدودية

ونقل الصحفيون عن الحكومة البولندية، أنها ترد على “برنامج الأجواء المفتوحة” الروسي. وقال حرس الحدود البولندي رداً على طلب من القائمين على برنامج Vollbild ” رداً على القرار الروسي، تقوم الحكومة البولندية بتأمين الحدود مع منطقة كالينينغراد. وكجزء بنت القوات المسلحة البولندية حاجزاً مؤقتاً من الأسلاك الشائكة”. واستشهد الصحفيون برأي كاي أولاف لانغ خبير أوروبا الشرقية في مؤسسة العلوم، الذي يقول “يبدو أن روسيا تنتهج استراتيجية بإصدار تأشيرات منخفضة الحد الأدنى للمهاجرين من الشرق الأوسط”. وخاصة بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في شباط/ فبراير. أي أن روسيا تفعل ذلك عن قصد.

لمشاهدة التحقيق الاستقصائي المصور من فريق Vollbild