ذوو الإعاقة.. حقوق منقوصة وواقع مر
10. ديسمبر 2022

ذوو الإعاقة.. حقوق منقوصة وواقع مر

على الرغم من التطور الكبير في أنظمة الرعاية في ألمانيا، إلا أن اللاجئين والمهاجرين من ذوي الإعاقة لا يزالون يواجهون صعوبة بالوصول إلى الخدمات الأساسية في قطاعات هامة كالصحة والرعاية الاجتماعية، وتفعيل دورهم ومشاركتهم في مجالات الحياة داخل المجتمع الألماني.

مطالب حقوقية

“التمكين الآن” مشروع طموح دشنته منظمة هانديكاب إنترناشونال في العام 2020، بتمويل من قبل مفوضية الحكومة الاتحادية للهجرة واللجوء والاندماج BAMF ومكتب الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين UNO، سعياً منها لإدراج قضايا ومصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، ممن لديهم خلفيات لجوء و هجرة في النظام في ألمانيا. للتغلب على الصعوبات التي تواجههم. وخلق بيئة تسهل إدماجهم في المجتمع، ودخولهم سوق العمل، وتغيير الصورة النمطية عنهم من خلال حشد الدعم والمساندة القانونية والسياسية التي تسعى لوضع قوانين في ألمانيا تسهم بارتقاء واقعهم المعيشي.

يعاني الأشخاص من ذوي الإعاقة من مرارة الواقع وغياب الدعم، وحاجتهم وحقهم في شمولية المشاركة والاندماج، والمشاركة في جميع مجالات الحياة دون عوائق واستمرار الحياة بشكل مستقل قدر الإمكان.

على مائدة مستديرة في مدينة كولونيا اجتمع أعضاء مجموعة المناصرة الذاتية “الآن! ليس بدوننا نحن” ليترجموا أحلامهم ومطالبهم إلى أفكار ومقترحات لإزالة الفوارق. مع مجموعة من المناصرين والداعمين لمطالب الفئة. حيث يقوم أعضاء المجموعة بتمثيل مصالح وقضايا اللاجئين من ذوي الإعاقة والدفاع عنها بطريقة مستقلة ليساهموا في عملية تغيير القانون والتأثير على صناع القرار.

أهم المطالب

ويعد تطوير التعليم والمؤسسات المهنية والصحية المتخصصة بالأشخاص من ذوي الإعاقة، وإنشاء وكالة حكومية خاصة تهتم بكافة احتياجاتهم، وتحدد درجة الإعاقة وتصدر بطاقات بموجبها، وتقديم المشورة من أهم المطالب الحقوقية والقضايا التي يركز عليها أعضاء المجموعة.
ويؤكد البعض على وجود نقص في بعض المجالات منها إعادة التأهيل والطب والتعليم، والمختصون في العلاج النفسي وأطباء الأطفال والأسنان الذين يمتلكون خبرة كافية للتعامل مع الأطفال والبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعلهم يقضون فترات انتظار طويلة للحصول على مواعيد مع الأخصائيين، كما يؤكد أعضاء المجموعة.
وناقش الأعضاء أهمية أن تكون المهن المرتبطة بإعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي والحركي  والنطقي وتقديم الرعاية بهم أكثر تحفيزاً للعاملين، بحيث يحصلون على امتيازات في الرواتب وظروف العمل ودورات تدريبية للتعامل مع مختلف الإعاقات.
وبحسب الأعضاء الذين التقتهم “أمل هامبورغ” فإن تقديم الرعاية لشخص من ذوي الإعاقة في العائلة، يجب أن يحظى بالكثير من المميزات، ليشعر مقدمو الرعاية من الأسرة بالأمان المالي، باعتبار أن أعمال الرعاية لا تعتبر وظيفة، كما ويجب مراعاة توفير سكن خال من العوائق وسهل الوصول.
وناقشت المجموعة الصعوبات التي يواجهها مقدم الرعاية من أفراد العائلة. فبالإضافة إلى انهماكهم بتقديم الرعاية فإنهم يصبحون غير قادرين على تأمين قوت حياتهم. و في سياق ظروف اللجوء فإن حقهم في الحصول على تصريح الإقامة أو الجنسية سيتأثر، ويجب أن يحصلوا على دعم مادي جيد يمكّنهم من إعالة أنفسهم بشكل مستقل. وأكدوا أنه يجب إيلاء اهتمام كبير بالرواتب التقاعدية لمقدمي الرعاية من أفراد الأسرة كي لا يعيشوا ظروفاً حياتية قاسية.

دعم قانوني

بدون عمل لا إمكانية للحصول على الجنسية أو الإقامة الدائمة في ألمانيا وهذا يمثل عائقاً إضافياً، والعوائق التي يواجهها اللاجئون من ذوي الإعاقة للوصول إلى سوق العمل لم تحظ حتى الآن إلا باهتمام قليل جداً، الأمر الذي يجعل فرص الحصول على العمل صعبة للغاية.
لذلك فإن الدعم القانوني سيساهم بزيادة فرص الحصول على وظائف في الشركات، ويسهل قيامهم بأعمالهم خاصة في حال وجود ممثلين لهم في المؤسسات، مع الأخذ بعين الاعتبار العمل على تجهيز الوسائل في أماكن العمل لتناسب إمكانياتهم وقدراتهم.
وطالب الأعضاء بتوفير المعلومات بلغة سهلة، وأن تكون القوانين أكثر قابلية للفهم، وتيسير الوصول إلى مرافق الحياة العامة والترفيهية منها دون عوائق، ومحاربة كل صور التمييز ضد النساء ذوات الإعاقة لاسيما اللاجئات على وجه الخصوص بهدف حصولهن على كافة الحقوق.
ولتحقيق واقع مثاليٍ تسعى مجموعة المناصرة الذاتية “الآن! ليس بدوننا نحن” إلى تبني مقترحات ومطالب اللاجئين والمهاجرين من ذوي الإعاقة، والتشبيك والتواصل مع السياسيين وأصحاب القرار والجهات الفاعلة. من خلال اللقاءات وعن طريق التمثيل الذاتي والمناصرة لخلق واقع مناسب يراعي ظروفهم، ويعمل على تأهليهم ليكونوا فئة فاعلة.