ماذا تعرفون عن مشروع “ليس بدون الـ نحن” الخاص باللاجئين؟ Photo: Catharina Tews
9. نوفمبر 2021

ماذا تعرفون عن مشروع “ليس بدون الـ نحن” الخاص باللاجئين؟

في 31 مارس/ آذار 2021، كنت في إحدى مستشفيات هامبورج لإجراء فحوصات طبية نتيجة وضعي الصحي، وتفاقم مشكلات الإعاقة الحركية التي أعاني منها. قبل دخول المستشفى كنت خائفة ومحبطة ومنهارة، لم يكن لدي أحد، لا أهل، لا أصدقاء، لا مترجم، لا أطباء، ولا كرسي متحرك! فمنذ سبعة اشهر استاجرت كرسي من شركة أخرى بسبب الأعطال المتكررة لحقت بالكرسي الخاص بي! بل ولا حتى أدوية، فبسبب تحسس عانيت منه ولعدم قدرتي على تحمل أعراض الأدوية الاخرى، أشارت علي طبيبتي بأن أتوقف عن تناول الأدوية. كنت خائفة، كيف سأقابل كل هذا وحدي؟ بعد خمسة أيام خرجت من المستشفى وأنا أشعر بخيبة أمل كبيرة بسبب نتائج الفحوصات، وخلال أقل من شهر عانيت مرتين من إنهيار عصبي. لكن في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كنت في برلين، وهناك شاركت بفعالية أعادت لي التوازن من جديد.

ليس بدون الـ نحن

رعت منظمة “هاندي كاب” لقاء خاصًا في برلين لذوي الاحتياجات الخاصة من المهاجرين واللاجئين، استمر اللقاء مدة 3 أيام. لم تكن الفعالية إعتيادية، فإلى جانب أني اقتربت من قصة 20 شخص على الأقل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وعرفت أشخاص استثنائيين وأمهات استثنائيات، أعطاني مشروع (ليس بدون الـ نحن) الذي تنفذه منظمة هاندي كاب دفعة أمل كبيرة.

فكرة المشروع الملهم تتلخص بإيجاد مجموعة دعم ذاتي للاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليكونوا صوت أنفسهم. ويعمل من أجل إيجاد أرضية او منصة لكل اللاجئين من أصحاب الاحتياجات الخاصة، لكي يكون لهم صوت مسموع أمام أصحاب القرار والمسؤولين في ألمانيا، سواء كان ذلك على مستوى المنظمات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية أو الهيئات المدنية.

(ليس بدون الـ نحن) مجموعة قوامها لاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم خلفية هجرة وإعاقة أو ناشطين في مجال الهجرة والإعاقه ويريدون تغيير الواقع عن طريق إجتماعات تبادل أراء يأملون أنها ستقود لتبلور فكرة أو أفكار يعمل الجميع بمساعدة هاندي كاب من أجل مناصرتها. والهدف هنا جماعي وليس فردي، فالغاية ليست تغيير حياة فرد وإنما حياة المجموعة.

الحاجة لقوانين خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة من أصول مهاجرة

بمعنى أخر، عندما يصبح شخص مهاجر من ذوي الاحتياجات الخاصة جزء من مجموعة الدعم الذاتي هذه، فهو لا يمثل نفسه فقط وإنما كل المهاجرين من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لديهم نفس الخلفية ويواجهون نفس المشاكل يوميا. والحقيقة كانت الحاجة ملحة لوجود مجموعة كهذه تقوم بما نخطط للقيام به، فعلى الرغم من أننا نتحدث عن وأحدة من أفضل الدول حول العالم فيما يتعلق بالحقوق والقوانين، إلا أن هناك ثغرات وخاصةً عدم وجود قانون خاص بذوي الاحتياجات الخاصة من المهاجرين. تقريبا، كل الذين قابلتهم في اللقاء الأخير واجهوا تجارب صادمة منذ وصولهم إلى ألمانيا. على سبيل المثال، التعامل الشموليفي المخيمات غير المؤهلة التي لا يوجد مصاعد في مبانيها أو ممرات خاصة بذوي الإعاقة، حيث وجدوا أنفسهم مطالبين بالتصرف كما لو أنهم لا يعانون من إعاقة، والأمر نفسه حدث أثناء نقلهم من المخيمات! كما يواجه المهاجرين من ذوي الاحتياجات الخاصة صعوبة في الحصول على عمل لأسباب متعلقة بوضعهم الصحي.

معاناة اللاجئين ذوي الاحتياجات الخاصة بمراكز اللجوء!

يقول أحد القائمين على المشروع: “بحسب معرفتي هناك قانون لذوي الاحتياجات الخاصة وقانون للاجئين ولكن لايوجد قانون للاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة، مضيفا: “لو أن هناك لاجئي من ذوي الاحتياجات الخاصة في أحد مراكز اللجوء وهذا المركز لا يتوفر فيه مصعد أو ممرات خاصة، وتم وضع هذا اللاجئي في الطابق الثالث! فلا يوجود قانون يمنعهم من وضعه هناك، وهي أماكن لا تخلوا من العوائق“. وتكمن المشكلة، بحسب المصدر، في أن التسجيل الأول للاجئين لا يميز ذوي الإحتياجات الخاصة عن غيره، لذا فالقانون الذي ينطبق على الجميع يشمل المعاقين بدون مراعاة إزالة العوائق كي يكونوا قادرين على الذهاب إلى السوبر ماركت لاخذ احتياجاتهم الاساسية كالآخرين مثلا.

ندورات ونقاشات وبحث عن حلول

بدأ هذا المشروع قبل أكثر من سنة ونصف، في مارس 2020 كانت الإنطلاقة، ومنذ ذلك الحين يتم عقد إجتماعات المناصرة الذاتية مرة واحدة في الشهر. إجمالا تم عقد 15 اجتماع 12 منهم رقميًا و 3 إجتماعات وجهًا لوجه. ونفذ المشروع 5 دورات تدريبية متقدمة في مجال بناء القدرات، 3 دورات حول موضوعات نظام المساعدة ومساعدة الاندماج، 3 ندوات مع متحدثين خارجيين حول موضوعات: المهارات بين الثقافات، عمل الموارد الذاتية، حساسية الصدمات وإنشاء 3 مقاطع فيديو عن دورات اللغة، استحقاقات الأداء المحدودة، وعدم تحديد احتياجات الدعم. كما نظم لقاءات مع مجلات وصحف بالاضافة إلى ندوة سياسية مع ممثلين بعض الاحزاب على ضوء الانتخابات الاتحادية الأخيرة، وكان من نتائجها عمل بروتوكل طلبات قدمت للاحزاب التي تنافست في انتخابات هذا العام، وقد أُدرجت بعض نقاط هذا البروتوكل ضمن خططهم الانتخابية.

دعوة لمناصرة حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

يوجد قانون خاص بذوي الاحتياجات الخاصة في المانيا وسلطات قوية لتنفيذه، لا يمكن نكران ذلك، لكن اذا ما كنت لاجئ أو مهاجر فالأمر يختلف! وعلى كل حال لا يمكن نكران أن هذا البلد يحترم القانون ولديه قضاء نزيه، لكن الكمال أمر لم يصله أي بلد في العالم ولا يوجد بلد مثالي، وعندما يكون لديك قضاء نزيه ليس لديه مادة صريحة يستند عليها من أجل أن يمنحك حق أصيل لك، من المرجح أنك لن تستطيع أن تأخذه، لذا نحن نناصر فكرة أن يكون هناك قانون خاص بذوي الاحتياجات الخاصة من المهاجرين.

  • سماح الشغدري
    صحفية وشاعرة من اليمن

samah.shagdari@gmail.com