برلين.. جمع التبرعات لدعم أطفال اللاجئين السوريين في لبنان Foto: Chris Lange
14. ديسمبر 2020

برلين.. جمع التبرعات لدعم أطفال اللاجئين السوريين في لبنان

يعتبر حق التعليم من الحقوق الأساسية للإنسان، ويصون هذا الحق في نفس الوقت اتفاقيات حقوق الطفل، إلا أنه في حالات الحروب و الأزمات يتراجع هذا الحق على سلم الأولويات على حساب توفير أساسيات الحياة، الأمر الذي يدفع العديد من الأطفال لترك المدارس والاتجاه إلى سوق العمل لإعالة أهلهم في مخيمات اللجوء والدول الفقيرة، ليكون مستقبل الأطفال هو المجهول.

نصف الأطفال اللاجئين في لبنان بدون تعليم!

يقدر عدد سكان لبنان ب خمسة ملايين نسمة، وتستضيف لبنان تقريبا مليون لاجيء سوري منذ عام 2011، نصف اللاجئين هم أطفال، لكن بحسب بعض الإحصائيات فإن حوالي نصف هؤلاء الأطفال لا يتمكنون من الذهاب إلى المدرسة في ظاهرة يطلق عليها اصطلاحاً اسم “الجيل الضائع”، بينما يسود القلق من انعدام الأفق قد يدفع بالعديد منهم إلى الشارع، كما يسمح بتعرضهم لشتّى أنواع الإساءة و يسهم في تنامي ظاهرة الزواج المبكر بين الفتيات اللاجئات.

جهود حثيثة لتوفير التعليم للأطفال اللاجئين

ثمة العديد من الجمعيات التي تأخذ على عاتقها توفيرالتعليم للأطفال اللاجئين في دول جوار سوريا، إلا أنه ومنذ إندلاع الثورة في سوريا وخروج الملايين خارج البلاد تعاني لبنان أزمة أقتصادية، أدت في عام 2019 إلى أندلاع المظاهرات للمطالبة بحلول سياسية واقتصادية في البلاد، كما أن جائحة كورونا جعلت فرص التحسين الإقتصادي معدومة ليتضاعف الأمر سوءاً بعد إنفجار مرفأ بيروت في شهر آب/ أغسطس من العام الجاري، وعليه لم يتأثر الشعب اللبناني فقط من هذه الظروف غير الاعتيادية بل تأثر أيضا اللاجئين السوريين المقيمين في المخيمات على الحدود السورية اللبنانية في خيام تنعدم بها أبسط مقيمات الحياة.
جمعية الدعم الإجتماعي و التعليم (SSSE)هي إحدى تلك الجمعيات التي تحاولي مساعدة اللاجئين السوريين في لبنان،  تأسست في بيروت في آب عام 2019 بهدف تقديم العديد من الخدمات للاجئين مع التركيزبشكل خاص على المبادرات التعليمية للأطفال اللاجئين، تبذل الجهود لإنشاء المراكز التعليمة منذ عام 2011 لتهيئة الظروف المناسبة للأطفال ومواصلة تعليمهم فيي المدارس، وبعد العمل الدؤوب والمستمر طيلة تلك السنوات وبمساعدة مجموعة من السيدات والعديد من الجمعيات الخيرية والمتبرعين الأفراد تم إنشاء بعض المراكز التعليمة ليعود الأطفال إلى مقاعد الدراسية.

المشروع المدرسي يوفر التعليم ل 1200 طفل لاجئ

في مقابلة مع “أمل برلين” حدثتنا السيدة كريس لانغه، العضو الاستشاري و مسؤول حملة التبرعات لصالح المشروع في برلين عن كيفية عمل المشروع و ما يواجهه من تحديات إذ تقول:” تدير SSSE حاليًا ثلاث مدارس في منطقة البقاع قرب الحدود مع سوريا تقدم خدمات تعليمية للأطفال الذين يرتادون المدارس في فترة ما بعد الظهر حتى المساء، بينما يتلقى الأطفال اللبنانيون تعليمهم في تلك المدارس في الفترة الصباحية”، و يقدر عدد التلاميذ حوالي 1200 طفل لاجئ تتراوح أعمارهم بين الرابعة و الرابعة عشر.
تضيف لانغه:  “يشرف على العملية التدريسية طاقم تعليمي مكون من أساتذة،  العديد منهم من اللاجئين السوريين في لبنان، وقد تلقوا مسبقاً تدريباً في كيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون من الصدمة”، تشمل المساعدة أيضاً بحسب لانغه توفير جميع اللوازم المدرسية، بما في ذلك الكتب والقرطاسية والنقل والتأمين ضد الحوادث، يتم أيضًا تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات خارج أوقات الدراسة، من ضمنها الكورال ودروس الفن بلإضافة إلى ذلك، تنظم SSSE ورش عمل لعلاج الصدمات لدعم الأطفال المصابين.

الدعم يشمل عائلات الأطفال

و تتابع لانغه القول: “إلى جانب المشروع المدرسي تدعم الجمعية عائلات اللاجئين عندما يسمح الأمر من الناحية المادية بالسلل الغذائية و قسائم مواد التدفئة و الرعاية الطبية وما إلى ذلك، يهدف المشروع إلى منح الأهل حافزاً لإرسال أطفالهم للمدرسة بدلاً من ارسالهم للعمل أو الحكم على الفتيات الصغيرات بالزواج المبكر، و قد نجحنا في ذلك في حالات كثيرة.”

العملية التعليمية في ظل الفايروس

خلّف انتشار فايروس كورونا سلسة من التحديات طالت المشروع أيضاً، فما هي أبرز التحديات التي يواجهها العمل في هذه الأيام،  تقول لانغه: “يتم تقسيم الأطفال لمجموعات صغيرة تتلقى التعليم في المدرسة أحياناً، بينما يتم إعطاء الدروس افتراضياً من خلال الواتساب على سبيل المثال حيناً آخر، اضطررنا أيضاً إلى ابتداع آليات لضمان سير العملية التدريسية أثناء المظاهرات التي عمت لبنان، حيث تسبب قطع الطرق بتخلف الأطفال عن الحضور، لذا كان علينا التعامل مع الأمر من خلال الاستعاضة عن الدروس الفعلية بدروس الـ” اون لاين” ما أمكن ذلك.”
و لدى سؤالها حول مدى الإستجابة لحملة جمع التبرعات في برلين تقول لانغه: “لقد نجحنا في جمع ما يقارب 50.000 يورو هذا العام و نأمل بجمع المزيد في الأيام القادمة”.
يبقى أن نذكّرأنه بإمكان للراغبين التبرع على حساب الجمعية الخاص التالي:
Kirchengemeinde Dahlem
Ev. Bank: IBAN DE68 5206 0410 3203 9663 99