الهروب إلى الإدمان بين طالبي اللجوء في ألمانيا! Photo : Epd Juergen Blume
9. ديسمبر 2020

الهروب إلى الإدمان بين طالبي اللجوء في ألمانيا!

يعاني عدد ليس بالقليل من بين 1.5 مليون شخص ممن تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء في ألمانيا منذ عام 2015 من مشاكل إدمان المخدرات، البعض منهم كانوا مدمنين بالفعل في أوطانهن الأصلية، بينما تعرّف البعض الآخر على المخدرات أثناء رحلة الفرار إلى ألمانيا.
ففي تقرير لها ينقل موقع Migazin عن “سيلكه كون” من مركز أبحاث الإدمان بجامعة هامبورغ (ZIS)) أن الكثير من هؤلاء معرضون لخطر الإدمان كنتيجة للصدمة والإكتئاب والتي هي من النتائج الشائعة للهروب والإضطهاد. “كلما طال الهروب، زاد احتمال حدوث ذلك. أي شخص لا يحظى بفرص جيدة للاعتراف به ويعلق في إجراءات اللجوء التي قد تستمر لسنوات يعاني أيضاً من انعدام أفق قد تكون نتائجه خطيرة.”

المخدرات على طريق الهروب

تظهر بيانات   ZIS أن تعاطي المخدرات ليس جديداً بالنسبة للجميع من هذه الفئة، فبحسب راينر فيج من مركز استشارات المخدرات Condrobs في ميونيخ فقد كان البعض مدمناً بالفعل في بلدانهم الأصلية، وقد كانوا يتعاطون المخدرات أثناء رحلة الهرب، إذ توجد مواد مخدرة مثل الأفيون المنتشر في أفغانستان أو القات في شرق إفريقيا في المدن الألمانية الكبرى، هذا بالإضافة إلى وجود مواد أخرى غير مألوفة بالنسبة للوافدين الجدد كالكحول: “الأفغان، على سبيل المثال، بالكاد لديهم أي خبرة في استخدامها” كما يقول فيج.
بالمقابل تحول عدد آخر إلى الإدمان أثناء رحلة الفرار، فبينما كانوا يستخدمونها من حين لآخر في بلدانهم الأصلية، فإنهم قاموا بتعاطي كميات كبيرة أثناء الرحلة. يقول أحد طالبي اللجوء للمجلة: “قام المهربون أيضاً بتوزيع الحبوب المنومة ومسكنات القلق حتى يظل الأشخاص في القوارب أو الشاحنات الصغيرة هادئين”، ولدى وصولهم إلى ألمانيا، بدت عليهم أعراض الانسحاب التي عادة ما تظهر عند التوقف عن التعاطي.

لا وجود لكلمة “إدمان” بالفارسية

في اللغة الفارسية، اللغة الأم لكثير من الأفغان، لا توجد حتى كلمة مرادفة لكلمة “إدمان”، الأمر الذي استدعى اختيار كلمات أخرى تراعي الحساسيات الثقافية للإشارة إلى الظاهرة وقامت العديد من جمعيات علاج الإدمان بالتواصل مع جمعيات اللاجئين في مشروع تجريبي لتدريب المعالجين و مرضى الإدمان.

معوقات أخرى للعلاج

ثمة مشاكل أخرى تعيق تقديم العلاج، فاعتماداً على حال إقامتهم، لا يتمتع المتضررون بتأمين صحي مما يستبعد إمكانية العلاج أو يجعله معقداً للغاية. يقول كون: “بسبب كورونا، هناك علاج بديل لهذه الفئة في هامبورغ حتى بدون تأمين.” ومع ذلك، لا يكاد يوجد أي متخصيين بالعلاج يتحدثون الفارسية، كما أن اللاجئين من جورجيا يظهرون بشكل متسارع على مشهد الإدمان. “مع ذلك يمكن القول فإن مساعدات الأدوية الألمانية في وضع جيد” على حد قول كون.

Photo : Epd Juergen Blume