ساسة ألمان يطالبون باستقبال سكان “مخيم موريا” عقب احتراقه! Photo: Wir packen's an e.V
9. سبتمبر 2020

ساسة ألمان يطالبون باستقبال سكان “مخيم موريا” عقب احتراقه!

تعرض مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس اليونانية لدمار شبه كامل جراء حريق كبير ليلة الأربعاء، ووفقاً للمعلومات الأولية لم يُصب أحد من المقيمين في هذا المخيم. بدورها الحكومة اليونانية تفترض أن الحريق متعمد، ومن غير الواضح بحسب وسائل الإعلام الألمانية من الذي أشعل الحرائق! موريا هو أكبر مخيم للاجئين في اليونان وأوربا، وهو مزدحم، فبحسب وزارة الهجرة اليونانية، يعيش في هذا المخيم حالياً حوالي 12600 شخص، والمكان مخصص لـ 2800 شخص فقط.

اضطرابات قبل الحرائق

سبق الحرائق وفقاً لوكالة الأنباء اليونانية شبه الحكومية ANA-MPA اضطرابات بين المهاجرين لأن المخيم يخضع للحجر الصحي منذ الأسبوع الماضي بعد تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا! وقد أُعلن الثلاثاء أن عدد المصابين وصل إلى 35 شخصاً، وذكرت الوكالة أن بعض المهاجرين أرادوا مغادرة المخيم بعد ذلك لتجنب الإصابة بالفيروس. من ناحية أخرى رفض بعض المصابين ومخالطيهم الذين كان من المفترض عزلهم مغادرة المخيم وعزلهم! وذكر التلفزيون نقلاً عن مدير العمليات هناك أنه بعد اندلاع الحريق، ألقى سكان المخيم الحجارة على رجال الإطفاء، وحاولوا منعهم من القيام بأعمال الإطفاء، وقد تم استدعاء وحدات خاصة من شرطة مكافحة الشغب إلى داخل المخيم.

الوضع انفجر بسبب كورونا

موقع rbb24 عن عمدة بلدية ميتيليني، ستراتوس كيتيليس قوله للإذاعة اليونانية الحكومية، إن التوترات كانت موجودة دائماً في المخيم، بسبب مشكلة كورونا، وقد انفجر الوضع الآن حرفياً! وأشار كيتيليس إلى أنه يجب الآن إعادة إسكان الناس هنا، فالآلاف بلا مأوى، والوضع الحالي يشكل عبئاً على السكان المحليين، وطالب بإخراج اللاجئين من المخيم.

ردود أفعال من برلين وبراندنبورغ

تسبب الحريق بقلق شديد لدى الحقوقيين والسياسيين في برلين وبراندنبورغ! من جهتها انتقدت منظمة الإغاثة Seawatch التي تتخذ من برلين مقراً لها سياسة اللاجئين الأوروبية، وقالت المنظمة عبر حسابها على تويتر: “موريا تحترق! 13 ألف شخص حُرموا من الحصول على مكان آمن معرضون لخطر شديد وهم يفرون من الحرائق، لقد فشلت أوروبا، أخرجوا الناس من هناك”. منظمة الإغاثة الدولية Seebrücke ومقرها أيضاً في برلين، وتدير مكتبين محليين في براندنبورغ تعمل لزيادة الضغط على السياسيين بعد الحريق في مخيم اللاجئين، وكتبت المنظمة على حسابها في تويتر: “لقد قلنا ذلك منذ أسابيع وشهور وسنوات: إخلاء المخيمات لا تتركوهم وحدهم في الخلف يجب على السياسيين أن يتصرفوا أخيراً”، وخاطبت المنظمة عبر تويتر الحكومة الاتحادية: “يجب على كل شخص لا يزال لديه ضمير في التحالف الكبير الحاكم بألمانيا، أن يقوم بحملة من أجل الإخلاء، والابتعاد عن الحلول الوسط! كما يجب على كل حكومة ولاية تريد تولي الأمر، ممارسة الضغط الآن، الناس يموتون لأن زيهوفر يريد ذلك بطريقته، يجب ألا تدعوا ذلك يحدث”.

سياسيون يتفاعلون مع حريق موريا

زعيمة حزب الخضر في براندنبورغ سابقاً ورئيس حزب الخضر على مستوى ألمانيا حالياً أنالينا بربوك، كتبت على تويتر في وقت مبكر من صباح اليوم: “أنباء مروعة من موريا، هناك حريق في المخيم المغلق! 13 ألف شخص بحاجة للحماية” وختمت تغريدتها بشعار حملة أطلقتها عدة منظمات إغاثية “لدينا مكان” في إشارة إلى أن ألمانيا باستطاعتها استقبال المزيد من اللاجئين من هذا المخيم. كما انتقد زميلها في الحزب من برلين وعضو البرلمان الأوربي إريك ماركورات بشدة الاتحاد الأوربي والحكومة الألمانية، وكتب على تويتر: “بغض النظر عمّن أشعل النار: الفكرة الأوربية تحترق في موريا”! الأمر الذي وافقتاه به رئيستا حزب اليسار في ولاية براندنبورغ آنيا ماير، وكاثرينا سلانينا، حيث تحدثتا عن عار الاتحاد الأوروبي لأنه سمح بمثل هذه الظروف على حدوده لسنوات! وأشارتا سياسيتا اليسار إلى أن العديد من البلديات في براندنبورغ، وفي جميع أنحاء ألمانيا وأوروبا وافقت بالفعل على قبول لاجئين إضافيين للمساهمة بحل مشكلة موريا، وقد منعهم وزير الداخلية الاتحادي من القيام بذلك، وأوضحتا أن ذلك لم يعد مقبولاً! وقالت سلانينا إنه يجب على الحكومة الاتحادية السماح باستقبال ما لا يقل عن 2500 شخص على الفور، مطالبة حكومة ولاية براندنبورغ المحلية بالدفاع عن هذا.

يذكر أن ولاية برلين عرضت بالفعل رغبتها باستقبال 300 شخص من مخيم موريا للاجئين، لكنها ووجهت بالرفض من قبل وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر الذي يدعو إلى نهج موحد في ألمانيا ككل! كذلك ولاية براندنبورغ أرادت استقبال 200 لاجئ، وبالفعل وصل الأطفال والشباب من الدفعة الأولى إلى برلين وبراندنبورغ وتم تأمينهم وإسكانهم.